انتفاضة إلكترونية لدعم المقدسيين.. ووسم “أنقذوا حي الشيخ جراح” يتصدر المنصات

فلسطينيون يؤدون صلاة التراويح في باحات المسجد الأقصى
فلسطينيون يؤدون صلاة التراويح في باحات المسجد الأقصى (غيتي)

تصدر وسم (أنقذوا حي الشيخ جراح) قائمة الأكثر تداولا على معظم منصات التواصل العربية، دعمًا لنضال الشعب الفلسطيني، في سياق موجة غضب عارمة أشبه بانتفاضة إلكترونية.

وتشهد مدينة القدس المحتلة، منذ بداية شهر رمضان، اعتداءات متصاعدة من قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين، خاصة في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح بالمدينة المقدسة.

وعبَّر المغردون عن دعمهم للمرابطين في محيط المسجد الأقصى ومدينة القدس، كما أدانوا صمت الأنظمة السياسية العربية إزاء الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على الفلسطينيين، فضلًا عن استنكارهم لحجب عدد من المنصات لمنشورات ومقاطع فيديو توثق الاعتداءات الفجة لقوات الاحتلال على الفلسطينيين العزل في القدس وحي الشيخ جراح.

وأكد بعض المغردين أن القضية الفلسطينية في قلب كل عربي، وأن التخاذل على المستوى السياسي لن يقوِّض الاهتمام الشعبي بالقضية، بل إن الأجيال الجديدة متمسكة بالقضية، ولن تتراجع عن ذلك الحق مطلقًا.

وتناقل عدد من المدونين مقطعا من قصيدة للشاعر أمل دنقل يقول فيها “إنها الحرب قد تثقل القلب، ولكن خلفك عار العرب، لا تصالح ولا تتوخ الهرب، لا تصالح على الدم حتى بدم، لا تصالح ولو قيل رأس برأسٍ”.

ومؤخرًا، أدانت دول عربية وإسلامية الهجوم الوحشي الإسرائيلي ضد المصلين بالمسجد الأقصى وسكان حي الشيخ جراح بالقدس، أبرزها قطر وتركيا ولبنان ومصر وتونس والأردن والسعودية وموريتانيا وليبيا واليمن والعراق والإمارات وباكستان وغيرها.

وأسفرت اعتداءات إسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى والقدس، مساء يومي الجمعة والسبت الماضيين، عن إصابة نحو 300 شخص، وفق “الهلال الأحمر” الفلسطيني، كما اعتقل عدد من الشبان الفلسطينيين.

وفي جملة ردود الأفعال، أعلنت المحكمة العليا الإسرائيلية تأجيل جلسة كانت مقررة غدًا الإثنين بشأن طرد عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح إلى موعد لاحق يحدد خلال ثلاثين يوما.

وقالت المحكمة في بيان “في ظل السياق الحالي وبناء على طلب النائب العام ألغيت الجلسة التي كان من المقرر عقدها غدا”.

وكانت المحكمة المركزية في القدس قضت بإخلاء عدد من العقارات الفلسطينية في الحي الذي أقامته الأردن لإيواء الفلسطينيين الذين هُجِّروا عام 1948 ولديهم عقود إيجار تثبت ذلك بضمان الأردن.

وتخص الوثائق التي نشرتها وزارة الخارجية الأردنية 28 عائلة في حي الشيخ جراح هُجِّرت بسبب حرب 1948.

ويشهد الحي منذ أكثر من أسبوعين مواجهات حول قضية ملكية الأرض التي بنيت عليها منازل تعيش فيها 4 عائلات فلسطينية، تطالبها جمعية استيطانية بإخلائها.

من جهته، أكد محامي العائلات الفلسطينية حسني أبو حسين لوكالة فرانس برس أنهم تقدموا بطلب إلى المحكمة لاستدعاء المستشار القضائي للحكومة.

وقال أبو حسين “تسجيل الأراضي باسم الجمعية الاستيطانية حدث عن طريق الغش والخداع بالتواطؤ مع مأمور الاملاك العامة ومسجل الأراضي الإسرائيلية”، وأضاف “طلبنا أن يشرح لنا المستشار القضائي كيف تم هذا التسجيل”.

وطلب المستشار القضائي للحكومة “من المحكمة مهلة 14 يوما لقراءة الملف وبعدها سيقدم موقفه”، وفق إفادة المحامي.

ويقع حي الشيخ جراح في القدس الشرقية المحتلة التي كانت تخضع للسيادة الأردنية كسائر مدن الضفة الغربية قبل أن تحتلها إسرائيل عام 1967 وتضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

 

ويستولى مستوطنون يهود بدعم من المحاكم على منازل في حي الشيخ جراح بدعوى أن عائلات يهودية عاشت هناك وفرت في حرب عام 1948 التي أدت إلى إنشاء إسرائيل، لكن إسرائيل لا تقوم -بالمقابل- بإعادة أملاك وبيوت الفلسطينيين التي فقدوها ويسكنها يهود.

وفي الوقت نفسه، تسعى الجمعيات اليهودية المطالبة بالأملاك حاليًا إلى إخلاء منازل 58 فلسطينيًا آخرين، وفق منظمة السلام الآن. ومن المقرر أن تعلن المحكمة العليا الإسرائيلية حكمها في شكاوى رفعتها أربع من العائلات الفلسطينية، الخميس المقبل.

ويعيش في القدس الشرقية المحتلة أكثر من 200 ألف مستوطن على أراض الفلسطينيين الذين يزيد تعدادهم عن 300 ألف نسمة، ويعد الاستيطان غير مشروع بموجب القانون الدولي.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات