بعد الشيخ جراح.. وزير شؤون القدس يحذر من حملة تهجير جديدة و7 خطوات لضمان التهدئة

تحذير من حملة تهجير وتطهير عرقي جديدة في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في القدس (وفا)

حذر وزير شؤون القدس فادي الهدمي، من مغبة إقدام الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ حملة تهجير وتطهير عرقي جديدة تطال مئات الفلسطينيين في حي بطن الهوى ببلدة سلوان في القدس المحتلة.

وسلوان هي البلدة الأكثر التصاقًا بأسوار وأبواب القدس القديمة من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى وحائطه الخارجي، وهي من القرى الكبيرة بفلسطين، وأكثرها سكانًا وبها مواقع تاريخية هامة.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، جاء تحذير الهدمي قبيل انعقاد محكمة إسرائيلية الأربعاء المقبل للنظر في التماس عدد من العائلات الفلسطينية في حي (بطن الهوى) ضد قرارات إخلائها من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين.

وقال الهدمي “إلى جانب التهديد المحدق بإخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح فإن الخطر يتهدد أيضًا عشرات العائلات في حي بطن الهوى في سلوان”.

وحذر الوزير من أن التهجير القسري يتهدد 86 عائلة يزيد عدد أفرادها على 700 فلسطيني قسم كبير منهم من الأطفال والنساء، وإحلال مستوطنين إسرائيليين مكانهم.

وقال “تخطط السلطات الإسرائيلية لعملية تهجير عرقي واسعة بحي بطن الهوى بهدف تهويد بلدة سلوان في إطار المخططات التي وضعتها جماعات استيطانية إسرائيلية بدعم من الأجهزة الحكومية الإسرائيلية المختلفة”.

 

وأضاف الهدمي “على المجتمع الدولي سرعة التحرك لمنع الاخلاء القسري للعائلات الفلسطينية واستبدالها بالمستوطنين الإسرائيليين”. وأشار إلى أنه ليس ببعيد عن حي بطن الهوى، يهدد الهدم أكثر من 100 منزل يقطنها 1550 فلسطينيًا في حي البستان بسلوان.

وقال الوزير “نحذر من الخطر الذي يتهدد هذه المنازل بالهدم بعد أن رفضت بلدية الاحتلال المخططات الهندسية التي قدمها السكان كبديل عن الهدم”. وأضاف “هدم هذه المنازل من شأنه أن يؤدي إلى تهجير سكان الحي قسريا، وفي ذات الوقت يمهد الطريق لتنفيذ مخطط استيطاني في المنطقة”.

صرخة المقدسيين

وحيا الهدمي الوقفة الجماهيرية -خاصة الشبابية- في وجه محاولات التهجير العرقي في سلوان والشيخ جراح وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.

وقال “ما جرى في مدينة القدس خلال الأسابيع الأخيرة هو بمثابة صرخة مدوية من قبل المقدسيين بأن كفى ظلما وكفى قهرا، وإن المقدسيين لن يقبلوا بأي حال من الأحوال إذلالهم من قبل الاحتلال”.

ودعا وزراء الخارجية الأوربيين والأجانب ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، للتوجه الى الشيخ جراح وسلوان وبلدة القدس القديمة والاستماع من السكان الفلسطينيين مباشرة عن مأساتهم.

وقال الوزير “ما زالت إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تضرب بعرض الحائط بالقانون الدولي والمواقف الدولية الداعية للتهدئة، وذلك من خلال عدد من الاعتداءات بما فيها إغلاق حي الشيخ جراح بالمكعبات الاسمنتية للتضييق على السكان”.

وأضاف “في الوقت الذي تسمح فيه شرطة الاحتلال للمستوطنين بحرية التحرك فإنها تمنع، من خلال هذه المكعبات الاسمنتية، الفلسطينيين من المرور، وعليه فهو ليس فقط احتلال إنما احتلال وفرض نظام فصل عنصري”.

وتابع الهدمي “لقد حولت شرطة الاحتلال منطقة الشيخ جراح إلى ثكنة عسكرية، ما يضاعف من معاناة السكان الذين ما زالوا يخشون قرارات تهجيرهم من منازلهم”.

7 خطوات لتهدئة حقيقية

وشدد على أنه إذا ما أراد المجتمع الدولي حقًا التهدئة فإن عليه أن ينزع فتيل الأزمة لمنع عودة الأمور الى المربع الأول. وقال إنه على الوسطاء الدوليين أن يضمنوا تحقيق خطوات 7 رئيسية في حال أرادت الهدوء فعلا، وهي:

  1. وقف عمليات التهجير العرقي في سلوان والشيخ جراح.
  2. وقف عمليات هدم المنازل في المدينة.
  3.  وقف كل محاولات تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى.
  4. إطلاق سراح المعتقلين.
  5. سحب قوات الاحتلال بما في ذلك المكعبات الاسمنتية من الشيخ جراح والنقاط الاحتلالية من باب العامود.
  6. وقف الاستيطان.
  7. وقف اعتداءات المستوطنين على السكان.

وأضاف “هذه الخطوات ضرورية وأساسية ولكنها ليست بديلا عن العمل الدولي الفاعل من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967”.

واختتم الوزير بالقول “حتى تحقيق هدف إنهاء الاحتلال فإن على المجتمع الدولي إيجاد آليات تضمن الحماية للمواطنين والسكان العزل”.

وبحسب مسح أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عام 2020، فقد رُفعت دعاوى إخلاء ضد ما لا يقل عن 218 أسرة فلسطينية في القدس الشرقية، بما في ذلك أسر في الشيخ جراح، معظمها كانت بمبادرة من “جمعيات استيطانية”، ما يعرض 970 شخصا، بينهم 424 طفلا، لخطر التشريد.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية