نشاط “نيراغونغو” يهدد حياة الآلاف.. تعرف على أكثر البراكين نشاطا خلال ربع القرن (فيديو)

بركان نيراغونغو في الكونغو (غيتي)

غطى سيل من الحمم الناجمة عن ثوران بركان شرقي الكونغو مئات المنازل، اليوم الأحد، وتوقفت الحمم البركانية قبل أن تصل إلى مدينة غوما الرئيسية.

وأصيب سكان غوما، التي تطل على بحيرة ويقطنها نحو مليوني نسمة، بالذعر بعد أن ثار بركان جبل نيراغونغو القريب (الواقع على مرتفعات غوما التي ترتفع أكثر من 3000 متر عن سطح البحر) وصبغ السماء باللون الأحمر، مساء أمس السبت، وفر الآلاف بمتعلقاتهم سيرا على الأقدام وتوجه بعضهم صوب الحدود القريبة مع رواندا.

ومع شروق شمس، اليوم ، شوهد حطام متفحم على مشارف غوما حيث بردت الحمم وتحولت إلى أنقاض، وبلغ ارتفاعها ثلاثة طوابق وابتلعت حتى المباني الكبيرة، وخيمت على السماء سحب رمادية.

ومشّط سكان في منطقة بوهيني حطاما أبيض لسقوف من الصفيح أو أزالوا صخورا، وهي جهود فردية صغيرة في حملة من المرجح أن تستمر شهورا حتى تعود المنطقة إلى طبيعتها.

وفي مكان آخر، التقطت مجموعات من الناس صورا ذاتية مع الحمم التي تصاعدت منها الأبخرة، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان هناك أي ضحايا جراء البركان، كما لم يتضح حجم الخسائر المادية.

وكانت آخر مرة ثار فيها بركان نيراغونغو، عام 2002، ما أسفر عن مقتل 250 شخصا وتشريد 120 ألفًا بعد تدفق حمم على غوما.

ويعد بركان جبل نيراغونغو من بين أكثر البراكين نشاطا في العالم وأخطرها، وبدا أن ثورانه -أمس السبت- قد وقع بسبب صدوع في جانب البركان ما تسبب في تدفق الحمم في عدة اتجاهات.

وقال مراسل لرويترز إن تدفق الحمم توقف قبل مئات الأمتار من حدود مدينة غوما ولم يصل إلى مطار غوما، مضيفًا أن حمما بركانية أخرى كانت قد تحركت شرقا فوق أراض غير مأهولة بالسكان باتجاه رواندا توقفت هي الأخرى على ما يبدو.

وعبرت الحمم طريقا رئيسيا للخروج من غوما، ما قطع الطريق بين المدينة ومدن تقع إلى الشمال.

ويخشى خبراء من أن النشاط البركاني على مدى السنوات الخمس الماضية في نيراجونجو يماثل ما حدث في السنوات التي سبقت ثورانه عامي 1977 و2002.

وحال نقص التمويل لدعم مرصد البراكين في غوما دون مراقبة بركان نيراغونغو، منذ سبعة أشهر، وفق إذاعة الأمم المتحدة أوكابي.

ونقلت الإذاعة عن المدير العلمي للمرصد “لمدة سبعة أشهر، من أكتوبر/تشرين الأول 2020 إلى أبريل/نيسان 2021، لم تتم مراقبة بركان نيراغونغو، ولم يعد مرصد البراكين في غوما يحظى بدعم من الحكومة المركزية أو المانحين في الخارج”.

ويبلغ عدد سكان مدينة غوما نحو 600 ألف نسمة، وهي عاصمة إقليم شمال كيفو الذي يشهد اضطرابات ناجمة عن انتشار مجموعات مسلحة عديدة.

ولدى انفجار البركان في 2002، كان معظم الضحايا من المرضى أو المسنين أو العاجزين الذين تركوا في الأحياء الشمالية للمدينة، كما حدثت أعمال نهب.

وتتمركز في غوما وحدة كبيرة من قوة حفظ السلام والعديد من موظفي بعثة الأمم المتحدة في البلاد وهي قاعدة للعديد من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية.

وقال مصدر في منظمة للعمل الإنساني إن العديد من الطواقم تلقت أوامر بالتجمع في مقارها أو “دور الضيافة”، في حين قال مصدر بالمطار إن طائرات عدة متمركزة في المطار وتابعة لبعثة الأمم المتحدة أو لشركات خاصة أقلعت مساء لإخلائه.

وغوما المجاورة لأوغندا هي منطقة نشاط بركاني مكثف، وتضم ستة براكين بينها نيراغونغو ونياموراغيرا التي تقع قمتهما على ارتفاع 3470 مترا و3058 مترا على التوالي.

وحدث أسوأ ثوران لنيراغونغو في 1977 وأسفر عن مصرع أكثر من 600 شخص.

الانفجارات البركانية الأكثر فتكا منذ 25 عامًا

وبالتزامن مع ثوران بركان نيراغونغو، نستعرض سريعًا الانفجارات البركاتية الأكثر نشاطًا وفتكًا خلال ربع قرن.

نيوزيلندا 2019

في 9 من ديسمبر/كانون الأول، ثار بركان (وايت آيلاند) في شمال نيوزيلندا أثناء وجود 47 شخصًا، معظمهم من السياح الأستراليين، في مكان قريب من البركان بالرغم من رفع مستوى الإنذار قبل بضعة أسابيع.

وأسفرت الكارثة عن مصرع 22 شخصًا وإصابة عشرات بجروح خطيرة، ووُجهت إلى عشر شركات وثلاثة أشخاص، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2020، تهمة الإخلال بواجباتهم على صعيد السلامة.

فوران بركان وايت آيلاند في نيوزيلندا
فوران بركان وايت آيلاند في نيوزيلندا (غيتي)

إندونيسيا 2018

في 22 من ديسمبر/كانون الأول، تسبب ثوران بركان (أناك كراكاتوا) بانهيار أرضي تحت سطح البحر في مضيق سوندا.

سقط أكثر من 150 مليون متر مكعب من الصخور والرماد في المحيط، مما أدى لموجات مدّ عال على الشواطئ بين جزيرتي سومطرة وجاوة، قضى خلاله 420 شخصًا وجُرح نحو 7200.

بركان أناك كراكاتوا الإندونيسي
بركان أناك كراكاتوا الإندونيسي (غيتي)

غواتيمالا 2018

في 3 من يونيو/حزيران، ثار بركان (فويغو) الواقع على مسافة 35 كيلومترا شمال شرق العاصمة، ما أدى إلى تدفق الحمم على بلدات عدة.

وأدى مرور هذه السحابة النارية (المماثلة لتلك التي دمرت بومبي في جنوب إيطاليا في عام 79) في سان ميغيل لوس لوتيس إلى مصرع 200 شخص وفقدان 230 آخرين.

بركان فويغو في غواتيمالا
بركان فويغو في غواتيمالا (غيتي)

اليابان 2014

في 27 من سبتمبر/أيلول، أسفر ثوران بركان (جبل أونتاكي) عن سقوط ستين قتيلا، وهي أكبر كارثة من نوعها في البلاد منذ تسعين عامًا، ويرتفع الجبل 3067 مترًا فوق مستوى سطح البحر وسط اليابان.

وفي العام 1991، أدى ثوران بركان جبل (أنزين) إلى مصرع 43 شخصًا، بينهم عالما البراكين الفرنسيان موريس وكاتيا كرافت والباحث الأمريكي هاري جليكن.

بركان جبل أونتاكي الياباني
بركان جبل أونتاكي الياباني (غيتي)

إندونيسيا 2014

في جزيرة سومطرة الواقعة غربي إندونيسيا، لقي ما لا يقل عن 16 شخصاً مصرعهم، أوائل فبراير/شباط، إثر ثوران بركان (سينابونغ) الذي أفاق بعد سبات استمر حوالي 400 عام، وفي مايو/أيار 2016، قضى سبعة أشخاص بعد انفجار آخر طمر عدة قرى.

بركان سينابونغ الإندونيسي
بركان سينابونغ الإندونيسي (غيتي)

إندونيسيا 2010

أدى ثوران بركان (ميرابي) في أكتوبر/تشرين الأول، بجزيرة جاوة على ارتفاع 2900 متر إلى مصرع أكثر من 300 شخص وتشريد 280 ألف شخص، وهو أنشط ثوران لهذا البركان منذ عام 1872 والذي يقع في منطقة مأهولة وسط الجزيرة، وإن كان ثوران عام 1930 أكثر فتكاً (1300 ضحية)، وفي 1994، تسبب ثوران آخر في مصرع 60 شخصًا.

بركان جبل ميرابي الإندونيسي
بركان جبل ميرابي الإندونيسي (غيتي)

جمهورية الكونغو الديمقراطية 2002

ثار بركان (نيراغونغو) منتصف يناير/كانون الثاني، ما أودى بأكثر من مئة شخص، ووقع الانفجار الأكثر فتكًا (أكثر من 600 قتيل) سنة 1977.

بيرو 1999

في نوفمبر/تشرين الثاني، فقد ما لا يقل عن 34 شخصًا في ثوران بركاني وقع على بعد 800 كيلومتر شمال شرق ليما.

مونتسيرات 1997

في يونيو/حزيران، أدى ثوران بركان (لا سوفرير) بجزيرة مونتسيرات البريطانية في الكارييبي إلى مقتل 20 شخصًا، وشطبت بليموث، العاصمة التي تم إخلاؤها، من الخريطة.

بركان لا سوفرير في جزيرة مونتسيرات البريطانية في الكارييبي
بركان لا سوفرير في جزيرة مونتسيرات البريطانية في الكارييبي (غيتي)

الفلبين 1995

أدى انهيار فوهة بركان (باركر) جنوب جزيرة مينداناو، في سبتمبر، إلى مصرع 70 شخصًا وفقد 30 آخرين، وقبل أربع سنوات، أدى استيقاظ بركان (بيناتوبو) والذي يقع على بعد 80 كيلومترا شمال العاصمة مانيلا إلى مصرع أكثر من 800 شخص.

ويُعد أشهر ثوران بركاني في التاريخ انفجار (فيزوف) جنوبي إيطاليا، الذي دمر بومبي وهيركولانيوم في عام 79.

ويعتبر انفجار بركان (كراكاتوا) في إندونيسيا، عام 1883 (36 ألف قتيل) الأعنف على الإطلاق، إذ وصل نفاث الرماد والدخان إلى ارتفاع 20 ألف متر فوق مستوى البحر، وأغرق المنطقة في ظلام دامس، كما تسبب ثوران البركان في حدوث موجات مد عاتية اجتاحت مناطق عدة في العالم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات