رغم رفض واشنطن لثالث مرة بيانا بشأن غزة.. مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة رابعة

مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي (رويترز-أرشيفية)

يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم الثلاثاء، حول التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، هي الرابعة خلال نحو 10 أيام.

ورفضت الولايات المتحدة يوم أمس الإثنين وللمرة الثالثة في سبعة أيام، أن يتبنى مجلس الأمن الدولي بيانا حول التصعيد في الأراضي الفلسطينية يدعو إلى “وقف أعمال العنف” ما دفع إلى دعوة لعقد جلسة جديدة مغلقة الثلاثاء.

وقالت بعثة النرويج بالمجلس عبر حسابها الرسمي في تويتر “ستثير كل من تونس والصين والنرويج مرة أخرى أزمة الشرق الأوسط على جدول أعمال مجلس الأمن الثلاثاء”.

وأوضحت البعثة في بيانها “يستمر الوضع على الأرض في التدهور، ويستمر قتل وجرح المدنيين الأبرياء، نكرر: أوقفوا النار، أوقفوا الأعمال العدائية الآن”.

وعرقلت واشنطن يوم الإثنين، وللمرة الرابعة في أسبوع، مشروع بيان وزعته الدول الثلاث تونس والصين والنرويج على أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن غزة من دون عقد جلسة.

ويتطلب صدور بيانات المجلس موافقة جماعية من كافة أعضائه البالغ عددهم 15 دولة.

وقالت أوليفيا دالتون المتحدثة باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، للصحفيين في وقت سابق “لقد أوضحنا بشكل مستمر لأعضاء المجلس الأسبوع الماضي أن واشنطن تشارك في جهود دبلوماسية مكثفة على أعلى المستويات لمحاولة إنهاء هذا الصراع”.

ودعت مسودة البيان الذي عرقلته واشنطن، إلى تهدئة الوضع ووقف العنف واحترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين وخاصة الأطفال، وأبدت القلق بسبب  التوترات وأعمال العنف في القدس الشرقية وخاصة داخل وحول الأماكن المقدسة.

وحالت واشنطن يوم الأحد، ويومي الإثنين والأربعاء الماضيين في 3 جلسات، دون توصل المجلس إلى توافق بشأن بيان يدعو لضرورة الوقف الفوري للقتال الدائر منذ أكثر من أسبوع.

طفلة فلسطينية تعالج في مشفى- غزة 17 مايو(رويترز)

استغراب من الرفض الأمريكي

ومنذ أسبوع تبذل النرويج مع تونس والصين جهودًا حثيثة في مجلس الأمن لإصدار بيان مشترك، لكن أي نص لم يتم تبنيه إلى الآن بسبب اعتراض الولايات المتحدة، وستكون جلسة اليوم الرابعة للمجلس منذ العاشر من مايو/أيار الجاري.

وكانت واشنطن التي تعد أبرز داعم لإسرائيل قد أعلنت في معرض تفسيرها منع صدور بيان عقب الاجتماعين الماضيين أن النص ستكون “نتائجه عكسية” على جهود الوساطة التي تبذلها في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لا تقف عائقا أمام الدبلوماسية، رافضا اتّهامات الصين لبلاده في هذا الصدد، وطالب في الوقت نفسه طرفي النزاع بـ”حماية المدنيين” والأطفال.

ويثير رفض الولايات المتحدة إصدار مجلس الأمن موقف موحد، استغراب شركاء واشنطن.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سفير -لم تسمه- قوله “نطالب الولايات المتحدة بكل بساطة بدعم صدور بيان لمجلس الأمن يتضّمن أمورًا مماثلة لتلك التي تقولها واشنطن في اللقاءات الثنائية”.

وكان دبلوماسي آخر قد طرح في نهاية الأسبوع تساؤلات حول الموقف الأمريكي، وقال “الأمر غريب نوعًا ما إذا نظرا لما كنا ننتظره جميعًا على صعيد عودة الأمريكيين إلى الدبلوماسية المتعددة الأطراف”.

وتابع الدبلوماسي قائلا لوكالة الأنباء الفرنسية “كنا نعتقد أيضًا أن الولايات المتحدة سترغب في إبراز أهمية مجلس الأمن في أوضاع كهذه”.

عدم صدور قرار من مجلس الأمن رغم استمرار التصعيد الإسرائيلي في غزة(رويترز)

جلسة للجمعية العامة

من ناحية أخرى تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الساعة (14:00 بتوقيت غرينتش) جلسة حضورية تجرى خلالها مناقشة علنية حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وفق ما أعلن المتحدث باسم الجمعية العامة برندن فارما.

وبحسب دبلوماسيين، فإن الجلسة ستعقد على المستوى الوزاري، وسبق أن أعلن مسؤولون حكوميون كثر عزمهم على المشاركة فيها.

وأوضح المتحدث الدولي ، أن الجلسة التي لن تفضي إلى تبني أي نص، ستعقد بطلب من النيجر والجزائر اللتين تتوليان على التوالي الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي ورئاسة المجموعة العربية في الأمم المتحدة.

وينص مشروع البيان الذي اطّلعت عليه وكالة الأنباء الفرنسية على أن المجلس يراقب بـ “قلق بالغ” ويندد بـ “احتمالات طرد” عائلات فلسطينية من القدس الشرقية المحتلة، داعيًا إلى تجنّب “ممارسات أحادية” تفاقم التوترات.

ويرحب القرار بالجهود الدولية لاحتواء التصعيد، من دون الإتيان على ذكر الولايات المتحدة، ويشدد على دعم مجلس الأمن لحل بالتفاوض لصالح إقامة دولتين، إسرائيل وفلسطين، تعيشان “جنبا إلى جنب بسلام” ضمن “حدود معترف بها وآمنة”.

المصدر : وكالات