حصيلة جديدة للشهداء في غزة والضفة.. الاحتلال يلوح بقطع الكهرباء عن القطاع والمقاومة تواصل القصف

استشهد فلسطينيان، وجرح 8 آخرون فيما هُدِمت 15 بناية ومسجد واحد، الثلاثاء، جراء استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم التاسع على التوالي.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن محمود رمضان اشتيوي (18 عاما)، استشهد في قصف إسرائيلي على حي الزيتون، جنوبي مدينة غزة.

كما استشهدت الطفلة آمنة إياد شرير (3 سنوات) متأثرة بإصابتها في قصف إسرائيلي تعرض له منزلها في 11 مايو/أيار الماضي، والذي أسفر في حينه، عن استشهاد والديها (إياد شرير، 44 عاما، وليالي شرير 40 عاما) وشقيقتها لينة شرير (15 عاما).

كما أصيب ثمانية فلسطينيين في غارات متفرقة على منازل في قطاع غزة، وتفاوتت جراحهم بين المتوسطة والخطيرة.

لن تحقق صورة النصر

أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس فتحي حماد أن إسرائيل لن تحقق صورة النصر على المقاومة الفلسطينية، التي لا زال في جعبتها الكثير لمواجهة العدوان.

وفي حديث لإذاعة الأقصى قال حماد “إن العدو الصهيوني يحاول أن يحقق صورة النصر لكنه لن يتمكن من ذلك”.

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) هي من تصنع المعادلات وفاجأت القريب والبعيد ولا زال في جعبتها الكثير، وستكون الكلمة النهائية لها.

وأشار حماد إلى أن إخفاء إسرائيل لخسائرها لن يقلل أو يهون من صورة هزيمتها أمام المقاومة.

وتابع “هبة أبناء شعبنا في الضفة الغربية لإسناد القدس وغزة يؤكد أنها المخزون الاستراتيجي للمقاومة، وبؤرة الرعب للعدو الصهيوني”.

الاحتلال يقصف المساكن

وركز جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، على قصف البنايات والمنازل، حيث قصف 15 مسكنا بالصواريخ.

وأفاد شهود عيان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف صباح اليوم، بناية كْحِيل في حي الرمال غرب مدينة غزة، بشكل كامل.

وتقع البناية المكونة من 6 طوابق بالقرب من مجموعة مدارس تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا والجامعة الإسلامية.

وتضم البناية في الطابق الأرضي مسجد عمر بن الخطاب والذي تدمر بشكل كامل، كما تحتوي عددا من المراكز التعليمية.

ودمرت المقاتلات الإسرائيلية منزلا في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وفي مدينة خانيونس (جنوب) تم تدمير ثلاثة منازل.

وفي وسط القطاع، قصفت الطائرات منزلا في مخيم البريج وسط القطاع وتسبب في إصابة مواطن، وفي مدينة غزة قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي 5 منازل، أما في منطقة شمال قطاع غزة، فقد تم تدمير 4 منازل.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي أكثر من 10 غارات على أراض ومزارع للدواجن ومواقع للمقاومة في بلدات “القرارة، عبسان الكبيرة والجديدة، وبني سهيلا، ومعن، والمنارة في خان يونس (جنوب)، وموقعين في منطقة الزنة والمحررات شرقي وغربي خان يونس، وغارة على مجمع أبو خضرة الحكومي وأخرى شرقي جباليا.

وأضاف شهود عيان أن البوارج الحربية واصلت قصف سواحل القطاع بعشرات القذائف بالتزامن مع قصف من المدفعية شرقي القطاع، ما تسبب في حرائق في حقول وحريق في منزل ببلدة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس.

وفجر، اليوم، قصفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية بشكل عنيف ومتتالٍ، عشرات الأهداف في مناطق جبل الريس، بيت لاهيا، التوام والكرامة، والشيخ زايد شمالي القطاع، كما طال القصف منطقتي المقّوسي والكتيبة شمال وغرب مدينة غزة.

واستهدفت الغارات الإسرائيلية، بحسب شهود عيان، مواقع للمقاومة، وشوارع وبنى تحتية، وخلّفت دماراً كبيراً فيها.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة (تديره حماس) قد أعلن، اليوم، أن خسائر العدوان الإسرائيلي على القطاع، بلغت نحو 243 مليون دولار، جراء تعرض مئات المنشآت السكنية والتجارية والحكومية، لأضرار كلية أو جزئية، بفعل الغارات.

والثلاثاء، ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ 10 مايو/ أيار الجاري، إلى 217 شهيدا، بينهم 63 طفلا، و36 امرأة، بجانب 1500 جريح، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

شهداء الضفة الغربية

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، قد اعلنت استشهاد 4 مواطنين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، فيما تدور مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة.

وبهؤلاء الشهداء، يرتفع إجمالا عدد الضحايا، منذ 7 مايو/ أيار الجاري، إلى 26 شهيدا ونحو 4 آلاف جريح.

وقالت وزارة الصحة، في بيان، إن فلسطينيا استُشهد بعد أن وصل مجمع فلسطين الطبي من بلدة بلعين (غرب رام الله)، متأثرا بجروح حرجة جراء إصابته بالرصاص الحي في الرأس.

واستُشهد فلسطيني ثانٍ؛ بعد أن أصيب برصاص حي في الصدر، وهو في مجمع فلسطين الطبي أيضا.

الاحتلال يصعد

في السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إن العملية العسكرية في قطاع غزة ستتواصل لأيام قادمة، كما لوح وزير المخابرات الإسرائيلي بأن “الخطوة التالية هي قطع التيار الكهربائي عن قطاع غزة”.

وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، قصف مناطق متفرقة من القطاع جوا وبرا وبحرا وردت فصائل المقاومة الفلسطينية برشقات صاروخية استهدفت عددا من المدن والبلدات والمستوطنات الإسرائيلية.

وأضاف نتنياهو “أعدنا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي سنوات إلى الوراء، والعملية العسكرية مستمرة مهما تطلب ذلك من وقت”، وتابع “المعادلة سوف تتغير بعدها”.

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في بيان إن “القتال لن يتوقف حتى نصل إلى تهدئة شاملة وطويلة الأمد”.

وأعلن متحدث باسم الاحتلال أن الجيش سيواصل عملياته في غزة تماشيا مع قائمة أهدافه للساعات الـ24 المقبلة، مضيفا في تصريحات للإذاعة العسكرية “نحن لا نتحدث عن وقف لإطلاق النار، نحن نركز على إطلاق النار”.

وكشف المتحدث عن سقوط 11 قتيلا من الإسرائيليين على إثر الهجمات الصاروخية من غزة منذ بداية التصعيد، وأضاف ” 3300 صاروخ انطلقت من غزة، أغلبها من شمال القطاع، اعترضت القبة الحديدية 90% منها.

وتابع “طالما تواصلت هجمات حماس والجهاد الإسلامي فلن نبحث خفض التصعيد”، مشيرا إلى أنهما تمتلكان نحو 12 ألف صاروخ من الصعب تدميرها بالكامل”. وتابع “استهدفنا 3 شقق سكنية لقياديين في حركة حماس في غزة ومستودعا لتطوير وإنتاج الصواريخ التابع للحركة”.

اتساع رقعة المواجهات

واتسعت رقعة المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، الثلاثاء، لتشمل نحو 20 نقطة مواجهة.

وانطلقت مسيرات سلمية من مختلف مدن الضفة الغربية شارك فيها آلاف الفلسطينيين تجاه نقاط التماس مع جيش الاحتلال عقب وقفات احتجاجية شهدتها مراكز المدن وذلك رفضا للعدوان الإسرائيلي وتصعيده العسكري في الأراضي المحتلة.

واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، في تفريق هذه المسيرات.

وفي شمالي الضفة، تركزت المواجهات عند حاجز حوارة العسكري جنوب مدينة نابلس، وغرب مدينة طولكرم، وفي مدن جنين وقلقيلية وسلفيت، وأخرى توزعت على قرى وبلدات بيتا وتل وأوصرين وكفر قدوم وقراوة بني حسان.

وكانت أعنف المواجهات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، الثلاثاء، عند حاجز بيت إيل العسكري الإسرائيلي شمالي رام الله، حيث انطلق آلاف الفلسطينيين من وسط المدينة تجاه الحاجز.

كما شهدت قرى وبلدات محافظة رام الله (وسط)، مواجهات تركزت في بلدات النبي صالح وبدرس وسنجل وترمسعيا ونعلين.

ومن المناطق التي شهدت مواجهات مع جيش ا لاحتلال، قرى شمال غرب القدس، أبرزها مواجهات في قرية بيت سيرا.

واندلعت مواجهات أخرى على المدخل الجنوبي لمدينة أريحا شرقي الضفة. وجنوبي الضفة الغربية، وقعت أبرز المواجهات في مدينتي بيت لحم والخليل.

إضراب شامل

وعم الإضراب الشامل، اليوم الثلاثاء، مدن الضفة الغربية والبلدات العربية في إسرائيل؛ تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والقدس والمسجد الأقصى.

ومنذ الصباح التزمت المحلات التجارية في الضفة بإغلاق أبوابها وتوقفت إلى حد كبير حركة السيارات ولم تفتح المؤسسات الأهلية والبنوك والجامعات أبوابها.

وأفاد شهود عيان أن ذلك جاء استجابة لدعوات أطر حزبية ونقابية فلسطينية، لاعتبار اليوم يوم غضب ضد الاحتلال؛ بسبب تصعيده المتواصل في الأراضي المحتلة.

وقال فهمي شاهين، منسق القوى الوطنية والإسلامية بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية إن “الإضراب تعبير عن الغضب الشعبي الفلسطيني تجاه ما يتعرض له من عدوان همجي متواصل على يد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتجاه الموقف الدولي إزاء إسرائيل وعدوانها على شعبنا في القدس وحي الشيخ جراح وغزة”.

وأوضح أن أهمية هذا الإضراب تكمن في “شموله لأبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده فلسطين التاريخية (الضفة وغزة وأراضي 48)”.

وعن الخطوة التالية بعد الإضراب، قال شاهين: “ستعمل القوى والفصائل على تعزيز وحدتها ومواصلة كل أشكال النضال الممكنة، نحن معنيون باستمرار الانتفاضة وتطويرها”.

وطالب القيادة الفلسطينية بأن “ترتقي بنهجها وفعلها لمستوى انتفاضة الشعب الفلسطيني ونضاله، وأن توقف التنسيق الأمني (مع إسرائيل)، وتسحب الاعتراف بدولة الاحتلال حتى يتحقق الانسجام بين القيادة والشعب”.

واستجابة لدعوة من القوى والفصائل الفلسطينية، تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة إضرابا شاملا، يتخلله في الضفة الغربية مسيرات شعبية ومواجهات مع قوات الاحتلال في نقاط التماس.

ومساء الإثنين، ارتفع عدد ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 10 مايو/ أيار الجاري إلى 213 شهيدا، بينهم 61 طفلا و36 امرأة ، إضافة إلى 1442 جريحا، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية.

ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء اعتداءات وحشية ترتكبها شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنون في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى ومحيطه وحي الشيخ جراح (وسط)؛ إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات