تايمز أوف إسرائيل: حماس هي المنتصر من الحرب الحالية.. إليكم الأسباب

أشخاص يحتمون تحت جسر عند مدخل مدينة تل أبيب بوسط إسرائيل بعد إطلاق صواريخ من غزة (غيتي)

قال تحليل لصحيفة تايمز أوف إسرائيل إنه بينما تحقق إسرائيل انتصارات تكتيكية في الحرب الحالية، فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي المنتصر من الناحية الاستراتيجية.

وأضاف التحليل إن هناك بون شاسع بين الطريقة التي تحاول بها إسرائيل تسويق العملية العسكرية التي تشنها ضد قطاع غزة وبين الطريقة التي نجحت فيها حركة حماس في تقديم قتالها ضد إسرائيل للشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

ومنذ 10 مايو/أيار الجاري، تشن إسرائيل عدوانا بالطائرات والمدافع على الفلسطينيين في غزة، فيما ترد فصائل المقاومة بإطلاق صواريخ على المدن الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل 10 إسرائيليين وإصابة المئات.

والأحد، ارتفع ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي على غزة إلى 197 شهيدا، بينهم 58 طفلا و34 سيدة، بجانب 1235 جريحا، إضافة إلى 21 شهيدا ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة.

فيما قتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.‎

وأشار التحليل ” بينما تسعى إسرائيل لتحقيق نجاحات تكتيكية مثل شن غارات ضد شبكة الأنفاق في شمال قطاع غزة، والمعروفة إسرائيليا باسم “المترو”، وقصف مخازن سلاح وقاذفات صواريخ تابعة لحماس، تحقق الحركة نجاحا استراتيجيا بين الشعب الفلسطيني بل وفي بعض الأوساط الإسرائيلية”.

واوضح التحليل “بالإضافة إلى نجاح حماس في مواصلة إطلاق الصواريخ في العمق الإسرائيلي، فإنها نجحت في تحريك الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية ودفعت البعض لإطلاق عدد محدود من الصواريخ من لبنان ومن سوريا، إلا أن النجاح الأكبر لحماس كما تراه الأوساط الفلسطينية يتمثل في المظاهرات التي اندلعت داخل الخط الأخضر”.

وأشار التحليل إلى أن مئات الفلسطينيين سقطوا ضحايا للعملية العسكرية الإسرائيلية ولكن هذه الأرقام لا تقارن بعدد الضحايا الذين سقطوا خلال حرب عام 2014 والذي بلغ ألفي فلسطيني.

ويقول الكاتب إن العملية العسكرية في غزة بدأت تجهد إسرائيل. فالجيش يقصف أهدافا كثيرة للغاية ويحقق بعض النجاحات الهامة، ولكنه يصيب مدنيين خلال عمليات القصف، مشيرا إلى قصف مخيم الشاطئ قبل أيام والذي قتل خلاله عدد من أفراد عائلة حطب.

ويضيف ” بالرغم أن إسرائيل يمكنها تحقيق نصر عسكري أو رمزي من خلال استهداف منشآة عسكرية أو خطوط إنتاج الصواريخ أو مركز قيادة أو قيادي في حماس، إلا أن ذلك لن يغير من الواقع”.

ويقول التحليل إن إسرائيل لن تحقق نصرا عسكريا حاسما في الجولة الحالية وأن أقصى ما يمكن لإسرائيل تحقيقه هو استهداف محمد الضيف القائد العسكري لحماس او يحيى السنوار قائد حماس في غزة، ولكنه يقول إنه يبدو أنهما تحت حراسة مشددة في مخبأ عميق تحت الأرض.

ويضيف أن الخيار الثاني هو شن عملية برية لهزيمة حماس، وهو أمر لا يفكر أي شخص في القيادة الإسرائيلية في طرحه.

وطالب التحليل قادة إسرائيل بالتفكير في الخطوات القادمة وإعادة التفكير في سياسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي طبقها خلال 12 عاما لاحتواء حماس والتي مكنتها من أن تزيد قوتها، داعيا إلى شن هجمات مفاجئة حتى خلال فترات التهدئة.

المصدر : الجزيرة مباشر