عيد العمال.. احتفاء عالمي وتسليط الضوء على العاملين وسط جائحة كورونا

صورة مجمعة لعاملين في مجال الرعاية الصحية في بريطانيا (رويترز)

احتفل محرك البحث الشهير غوغل بعيد العمال أو ما يسمى بـ “يوم العمال العالمي” مسلطًا الضوء على دور العمال المهم في المجتمع لاسيما مع تصاعد العديد من الأزمات أبرزها جائحة كورونا.

وتسببت الجائحة بأزمات اقتصادية واجتماعية كبرى وتصاعد مرعب في عدّاد البطالة منذ تفشي الوباء مطلع العام الماضي وحتى الموجة الثالثة التي تعد أكثر شراسة من سابقتيها خاصة مع ظهور النسخ المتحورة من الفيروس ولاسيما الهندية.

وخلال سنة 2020 تم فقدان نحو 9% من ساعات العمل عالميًا، وهو ما يعني فقدان 255 مليون وظيفة بدوام كامل بسبب قيود كورونا المفروضة والإغلاق وصعوبة العمل من المنزل، وفق مرصد منظمة العمل الدولية.

وإذا كان عام 2020 مروعًا للعاملين في مجال الرعاية الصحية، فإن أوائل عام 2021 كانت أسوأ، وفقًا لعدد من الأطباء. كما أظهرت تحليلات بيانات في الهند أن النساء يقضين ما يقرب من 10 أضعاف الساعات التي يقضيها الرجال في الأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر وتقديم الرعاية.

وسلط المنتدى الاقتصادي العالمي الضوء على الحجم المذهل للاقتصاد غير الرسمي، حيث يتولى العمال بعض الوظائف الأكثر خطورة من دون حماية ولا ضمانات متسائلا عن الجهود المبذولة لتحسين السلامة مع تفشي وباء كورونا.

بعد الجائحة، يقول الخبراء إن بعض الأشياء يمكن أن تساعد القوى العاملة على التعافي مثل: المزيد من التدريب وتنمية المهارات، وتركيز ذلك التدريب على مهن محددة، وبذل المزيد لدعم نقابات القطاع الخاص.

وفقًا لنتائج الاستطلاع الأخير لمركز بيو للأبحاث، يقول غالبية الأمريكيين إن الانخفاض في نسبة العمال الذين تمثلهم النقابات كان سيئًا “إلى حد ما” أو “للغاية” بالنسبة للبلاد.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطة لتعزيز تنظيم العمال في بلد تراجعت فيه عضوية النقابات إلى 10.8٪ من القوى العاملة بحلول العام 2020 من 20.1٪ حتى عام 1983.

ويعد يوم الأول من مايو/أيار يوم إجازة رسمية في نحو مئة دولة، للتذكير بنضالات الحركة العمالية في الماضي والحاضر، وتعتبره الحركات والنقابات العمالية فرصة لتدارس أحوال الطبقة العاملة وتقييم إنجازاتها، ورفع مطالبها في مسيرات وتظاهرات عامة.

 

ولا يخلو هذا اليوم من السياسة بالاحتجاج على الحكومات وسياستها الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في الدول التي تكون النقابات فيها درعًا من أدرع الأحزاب السياسية.

كانت بداية عيد العمال يوم 21 من أبريل/نيسان 1856 في أستراليا، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة حين طالب العمال في ولاية شيكاغو عام 1886 بتخفيض ساعات العمل اليومي إلى ثماني ساعات وتكرر الطلب في ولاية كاليفورنيا.

وتم أول احتفال بعيد العمال في الولايات المتحدة بتاريخ 5 من سبتمبر/أيلول عام 1882 بمدينة نيويورك. وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيدا للعمال. وكل عام يتصدر يوم عيد العمال منصات التواصل العالمية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية