باحث سياسي: بيان الضباط المتقاعدين في تركيا تلويح بالانقلاب (فيديو)

أكد الدكتور سعيد الحاج الباحث السياسي المختص بالشأن التركي أن كثيرًا من السياقات المرتبطة ببيان الجنرالات المتقاعدين واعتراضهم على شق “قناة إسطنبول” يحمل عددًا كبيرًا من الدلالات السلبية.

وأضاف، خلال مشاركته في “برنامج المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر، أن عددًا من الانقلابات السياسية في تركيا، على وجه التحديد، كانت مسبوقة ببيانات مشابهة لبيان الضباط المتقاعدين، لا سيَّما وأن توقيته مريب.

وأشار الباحث السياسي إلى أن اللغة التي كُتِبَ بها البيان تحمل نبرة استعلائية، إذ تقول مجموعة من العسكريين المتقاعدين لمؤسسة الرئاسة “لا نسمح بمجرد هذه الفكرة أو تلك على طاولة النقاش”، وفيها من روح الوصاية على أجهزة الدولة الشيء الكثير.

وشدّد الحاج على أن أي انقلاب عسكري مستقبلي في تركيا سيكون أصعب كثيرًا، لكن ذلك لا يعني إغلاق تركيا ملف الانقلابات العسكرية، لا سيَّما وأن تاريخها زاخر بمثل تلك الانقلابات، ومن ثم فالتوجس من وقوعها أمر طبيعي، كما أن تلك المحاولات تزيد من التفاف الشعب حول الرئيس التركي وحزبه.

من جهته، رفض الدكتور أحمد أويصال -مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية- أي تلويح بالانقلاب أو القفز على الديمقراطية، مؤكدًا أن تركيا تقدمت بشكل ملموس في مجال الديمقراطية، وارتأى أنه لا مبرر لبيان الجنرالات المتقاعدين.

وأشار أويصال خلال مشاركته في “برنامج المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر، إلى أن المتقاعدين قد دبروا عددا من الانقلابات في تاريخ تركيا، ما يجعل التعامل مع بيانهم بحزم أمرا لا مناص منه، وأضاف أن معاقبة كل من له علاقة بهذا البيان ضرورية لحفظ أمن وسلامة تركيا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال -خلال مؤتمر صحفي عقب ترؤسه اجتماعًا تقييميًا لبيان الجنرالات المتقاعدين- إن البيان دبِّر بسوء نية، مبينًا أنه ليس من مهامهم نشر بيانات تتضمن تلميحات انقلابية، مضيفًا أن مثل هذه الخطوات وإن كانت صادرة عن ضباط متقاعدين، تعد إساءة كبيرة للقوات المسلحة التركية.

وقبل يومين، أصدر 104 من الضباط المتقاعدين بيانًا رفضوا خلاله قبول شق “قناة إسطنبول”، وطالبوا بالتراجع عن تنفيذ المشروع، ووصفوه بمحاولة طرح اتفاقية “مونترو” للنقاش.

واعتقلت قوات الأمن التركية، اليوم الإثنين، 10 من الضباط المتقاعدين الموقعين على البيان الذي رأوا فيه مساسا بـ”اتفاقية مونترو” التي تنظم المرور عبر البوسفور والدردنيل، وهما مضيقان بين البحر الأسود والبحر المتوسط.

ووصف الرئيس التركي بيان الجنرالات المتقاعدين بأنه جزء من “حملة قـذرة” دعمها بعض السياسيين، على حد تعبيره، وأن تهديد الحكومـة الـمنتخبة بالانقلاب ليس ضمن حرية التعبير.

وفي السياق، أشار أردوغان إلى أن كل هجوم ضد الديمقراطية في تركيا كان يبدأ ببيان مماثل للذي أصدره الجنرالات، مؤكدًا اتخاذ مواقف صارمة ضد كل ما يهدد الديمقراطية.

وأشار الرئيس التركي إلى أن قناة إسطنبول ستقوي سيطرة تركيا على المضايق وليس العكس، وتعتزم تركيا البدء في تنفيذ مشروع “قناة إسطنبول” قريبًا، لتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور.

ووصفت وزارة الدفاع التركية البيان بأنه يضر بالديمقراطية، فيما اعتبر وزير الخارجية التركية البيان أسلوب استحضار لسيناريو انقلاب.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات