“ليس لتوليد الكهرباء”.. خبير مياه مصري: هذا هو هدف إثيوبيا من بناء سد النهضة (فيديو)

قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة والمتخصص في منابع النيل إن الهدف من بناء سد النهضة لا يبدو أنه لزيادة كفاءة الطاقة الكهربائية وإنما لقطع المياه عن مصر والسودان.

وأوضح نورالدين -في مقابلة مع المسائية على شاشة الجزيرة مباشر- أن الهدف من بناء سد بهذا الحجم لا يبدو أنه لزيادة كفاءة الطاقة الكهربائية وإنما هو سد لتخزين المياه أو قطع المياه عن مصر والسودان ليكون لإثيوبيا الريادة في المياه ويكون لديها محبس المياه تفتحه كما تشاء.

وأشار الأستاذ المتخصص في منابع النيل إلى أن ادعاء إثيوبيا بأن بناء السد جاء لتوفير الكهرباء للفقراء والتنمية في الأرياف في إثيوبيا هو غير صحيح.

واستند في ذلك إلى تقرير صادر عن مفوضية حوض النيل العام الماضي ذكرت فيه أن نسبة التمتع بالكهرباء في المدن الإثيوبية تبلغ مئة بالمئة وفي الأرياف 70% بمتوسط عام يبلغ 85%.

وأوضح نور الدين أن الكهرباء من سد النهضة معروضة للبيع وللتصدير وليس للشعب الإثيوبي والتنمية كما يدعي الجانب الإثيوبي، وأشار إلى حديث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأنه لن يسمح للاستخدام السياسي للسد بمعنى التحكم في مصائر الدول.

وتحدث نور الدين بصفة خاصة عن مسألة تشغيل السد وتدفقات النيل الأزرق بعد قيام السد وهو ما تريد مصر والسودان الاتفاق بشأنه في حين تحاول إثيوبيا التملص من أي تعهدات في هذا الخصوص، مؤكدا أنه موضوع شديد الأهمية لحصص المياه بالنسبة لمصر والسودان.

توربينات عملاقة في سد النهضة الإثيوبي(رويترز أرشيف)

مفاوضات جديدة بعد تعثر

كانت إثيوبيا قد استبقت اجتماعا وزاريا حول سد النهضة اليوم الأحد مع مصر والسودان في الكونغو الديمقراطية، بإعلانها عن الإعداد للتعبئة الثانية للسد، وأعربت عن أملها في التوصل إلى اتفاق تقبل به جميع الأطراف.

وانطلقت أمس السبت مباحثات تمهيدية على مستوى الخبراء للتحضير لاجتماع وزراء الخارجية والري في مصر والسودان وإثيوبيا في عاصمة الكونغو الديمقراطية، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي.

وقال وزير الري والطاقة الإثيوبي سيليشي بقلي، إن الأشهر المقبلة حاسمة في بناء سد النهضة وأوضح أن الأعمال جارية لإنجاح التعبئة الثانية للسد الإثيوبي الذي يقع على نهر النيل الأزرق، وتقدمت أشغاله بنسبة 79%.

وتأتي هذه الجولة الجديدة من المباحثات حول سد النهضة بعد أيام من تصريحات للسيسي، حذر فيها من “المساس بنيل مصر” وحملت في طياتها أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة.

وقال السيسي، يوم الثلاثاء الماضي إن “مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل”.

وتتفاقم أزمة سد النهضة الإثيوبي مع تعثر المفاوضات الفنية بين الدول الثلاث، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، وحاولت واشنطن التدخل لحلها دون إحراز نجاح، ويديرها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو/ تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، في وقت تتمسك فيه القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية ملزمة عن التشغيل والتدفقات.

المصدر : الجزيرة مباشر