قيادي بحركة النهضة: خطاب قيس سعيد تغير بعد زيارته الأخيرة لمصر (فيديو)

قال عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى حركة النهضة في تونس إن خطاب الرئيس قيس سعيد منذ زيارته الأخيرة لمصرأصبح خطابا أيديولوجيا ينال من وحدة المجتمع التونسي والمذهب المالكي، مؤكدا حرصة الحركة على وحدة المجتمع الوطنية والدينية.

وأضاف الهاروني خلال مقابلة مع برنامج “المسائية” على قناة الجزيرة مباشر، الأربعاء، أن خطاب سعيد الذي ألقاه من مسجد الزيتونية “مخالف لأصول العمل الدستوري في تونس، ما دام يعتمد استعمال المساجد لأغراض سياسية”.

وقال إن “التفرقة بين المسلمين والإسلاميين كما جاء في خطاب الرئيس قيس سعيد يعني إقصاء الإسلاميين من الإسلام وهذا خطاب فيه شبهة تكفيرية”.

وأكد أن الإسلاميين التونسيين هم الذين تصدوا للاستعمار الفرنسي في تونس، مبرزا في ذات السياق أن منح صفة الإسلامية لحركة النهضة ناجم عن كونها تدافع عن الهوية الإسلامية للمجتمع التونسي في الوقت الذي ظلت فيه تونس تعاني على مدى ستين سنة من أزمة بين الدولة والمجتمع.

وحول مستقبل الخلاف بين الرئاسات التونسية الثلاثة، قال الهاروني “نحن اخترنا النظام البرلماني بالدستور لأننا حديثو عهد بالنظام الرئاسي الفردي والنظام الديكتاتوري، ولا نريد العودة للديكتاتورية من جديد”.

وقال إن صلاحيات الرئيس سعيد يحددها الدستور، لكن الرئيس لديه تفسير خاص به “فهو يريد نظاما فرديا على طريقة الجماهرية الليبية في عهد الرئيس القذافي، وليبيا اليوم التحقت بالديمقراطية والحرية وتشكيل الأحزاب، لهذا السبب تحديدا لا نريد أن نعود إلى زمن ليبيا قبل ثورة 17 فبراير التي جرفت معها الديكتاتورية”.

وأضاف أن كل ما نريده هو احترام الدستور وأن تعمل الرئاسات الثلاث وفق منطق يخدم الخيارات العامة لتونس.

وتابع: “الدستور واضح وصريح، وهو الذي يحدد صلاحيات رئيس الحكومة كما يحدد صلاحيات رئيس الدولة”.

النموذج التونسي

وعلى صعيد العلاقة مع مصر، قال الهاروني “نحن نحترم دولة مصر الشقيقة ونريدها أن تقتدي وتستفيد من النموذج التونسي القائم على الحرية والكرامة وتمكين الشعوب من اختيار حكامها بعيدا عن الانقلابات التي عانى منها العالم العربي لعشرات السنيين دون أن تحقق تلك النظم السياسية أي تغيير على مستوى المجتمعات”.

وقال “إننا ندعو لوقف الإعدامات في مصر، وتونس باعتبارها بلدا ديمقراطيا تضم صوتها لأصوات أحرار العالم لإدانة الإعدامات التي قامت بها مصر خلال شهر رمضان إثر محاكمات سياسية صورية لا تتوفر فيها شروط الدفاع وحقوق الأفراد”.

وبخصوص الادعاءات التي وجهت للحركة واتهامها بتبني ونشر خطاب الكراهية قال الهاروني “إن حركة النهضة قد عبرت عن استغرابها لهذا الخطاب الذي تروج له بعض الجمعيات التونسية عقب مقتل الشرطية الفرنسية على يد مواطن تونسي”.
وأضاف: “لقد شجبنا مقتل الشرطية الفرنسية وعبرنا عن تضامنا مع الشعب الفرنسي كما دعونا لحماية المسلمين والمهاجرين في فرنسا وضمان حقوقهم كاملة غير منقوصة وحمايتهم من خطاب اليمين المتطرف”.

وشدد الهاروني على أنه ليس هناك إرهاب “إسلامي أو مسيحي أو يهودي”، وأن الإرهاب “جريمة ضد الإنسانية”.

وقال إن موقف النهضة من الإرهاب ثابت لا يحتاج توضيحا والحركة تدعو لفكر إسلامي منفتح و”نحن في مقدمة القوى المناهضة للإرهاب سواء كان إرهاب دولة أو إرهاب أفراد أو حركات”.

المصدر : الجزيرة مباشر