رغم الدور الأمريكي الجديد.. خبراء للجزيرة مباشر: إثيوبيا تواصل تعنتها بشأن تعبئة سد النهضة (فيديو)

قال حيدر يوسف خبير الموارد المائية والري السوداني إن إعلان مجلس الأمن القومي الأثيوبي بأن أديس أبابا ستقوم بالتعبئة الثانية لسد النهضة في موعده المحدد يشكل تحولا سياسيا حقيقيا في قضية سد النهضة.

وأضاف يوسف خلال مشاركته في برنامج “المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر”أن اثيوبيا بموقفها هذا تكون قد نقلت ملف سد النهضة من أيدي التقنيين وحولت الموضوع إلى أكبر سلطة سياسية في البلاد وهي مجلس الأمن القومي الإثيوبي”.

وتابع يوسف “بهذا الموقف تكون إثيوبيا قد دخلت مرحلة التحكم والسيطرة ونصبت نفسها كمقرر وحيد لجملة القضايا المرتبطة بسد النهضة”.

واستبعد يوسف أن يكون لكل من مصر أو السودان يد فيما يقع بالداخل الإثيوبي مؤكدا أن أديس أبابا تقوم بصناعة جملة من الذرائع لتبرير موقفها من السد على المستوى الداخلي.

دور أمريكي

وحث مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان قادة مصر وإثيوبيا والسودان على التعاون لحل نزاعاتهم بشأن سد النهضة، بينما أكدت أديس أبابا أنها متمسكة بالتعبئة الثانية للسد رغم الضغوط.

وأكد سوليفان في بيان له، استعداد بلاده للعمل مع حلفائها وشركائها لتعزيز السلام والازدهار المشتركَين في عموم القرن الأفريقي.

وقال إن “عمل المبعوث الأمريكي الخاص بالقرن الأفريقي جيفري فيلتمان سيعتمد على الجهود الأمريكية المستمرة لمعالجة الأزمات الملحة”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي قد أعلن تعيين الدبلوماسي السابق جيفري فيلتمان مبعوثا أمريكيا خاصا بالقرن الأفريقي.

ونقل بيان للخارجية الأمريكية عن بلينكن قلقه من تجدد الصراع في إقليم تيغراي الإثيوبي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات بين إثيوبيا والسودان والنزاع بشأن سد النهضة.

وكانت إثيوبيا اتهمت، أمس السبت، قوى داخلية وخارجية بالعمل على تهديد استقرار البلاد مؤكدة أن الضغوط لن تحول دون ملء سد النهضة وإجراء الانتخابات.

وقال بيان لمجلس الأمن الوطني الإثيوبي، صدر عن رئاسة الوزراء، إن “قوى داخلية وخارجية لم يسمها تعمل على إغراق البلاد في صراع وفوضى”.

وشدد المجلس في اجتماع عقد برئاسة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على أنه “ورغم المؤامرات والضغوط التي تمارس علينا سنقوم بعملية الملء الثاني لسد النهضة في الموعد المقرر وإجراء الانتخابات”.

وأضاف أن هذه المخططات التي تهدف لتدمير البلاد من خلال دعم المجموعات المناوئة للسلام على الرغم من أنها ستدخلنا في تحد كبير إلا أنها لن تنتصر على إثيوبيا.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الإثيوبي محمد العروسي إن هناك حملات سياسية ضغوطا قوية تمارس على أديس أبابا وذلك “للنيل من الأمن القومي الإثيوبي”.

وأضاف العروسي “المعطيات الموجودة حتى الآن تؤكد أن هناك تصعيدا سياسيا وعسكريا من قبل افراد يسعون لحرمان أثيوبيا من حقوقها وذلك من خلال التدخل في قضايانا الداخلية”.

وتابع “نشهد حربا بالوكالة، وذلك من خلال تسخير افراد داخل اثيوبيا لتأجيج الوضع الداخلي”.

وبخصوص الوساطات الأجنبية قال العروسي إن “إثيوبيا لم ترفض الوساطة الأمريكية لكنها ترفض التدخل المباشر في القضايا السياسية لإثيوبيا”.

وأضاف العروسي “نحن مع إيجاد حل توافقي لسد النهضة لكن إثيوبيا لن تخضع للضغوطات الخارجية مبرزا في ذات السياق أن قضية السد هي قضية قومية توافقية تهم الشعب الإثيوبي بجميع أطيافه”.

وقالت الكاتبة والصحفية بجريدة الأهرام المصرية أسماء الحسيني إن موقف مجلس الأمن الإثيوبي يوضح أن “إثيوبيا لم تعد معنية بالمصالح الإقليمية لدول النيل الأزرق. وأنها اليوم أرسلت جملة من الرسائل الواضحة والصريحة”.

وأضافت الحسيني “ما قام به مجلس الأمن الأثيوبي بقيادة أبي أحمد يمثل تحديا صريحا لدول المصب وإجراءات أحادية رافضة لكل الدعوات الإقليمية والدولية”.

وأكدت الحسيني أن هناك توجه أمريكيا وأوربيا للعب دور أكبر في قضية سد النهضة.

وقالت إن تعيين جيفري ويلتمان كموفد أمريكي لمنطقة القرن الأفريقي وهو الخبير بالقضايا العربية والأفريقية، يكشف عن رغبة حقيقية لدى الحكومة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن للعب “دور أكثر فاعلية”.

وتابعت “اثيوبيا على عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أفشلت مفاوضات سابقة في واشنطن، لكن الحكومة الأمريكية الجديدة لديها موقف مختلف”.

المصدر : الجزيرة مباشر