سد النهضة.. ما خيارات مصر لضمان عدم الإضرار بحقوقها المائية؟ السفير حسين هريدي يجيب (فيديو)

أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأفريقي ورئيسه، إذ لم يتبق إلا أسابيع قليلة على موسم الفيضانات بالنيل الأزرق والملء الثاني لسد النهضة.

وأضاف هريدي في حديثه للجزيرة مباشر “على الاتحاد الإفريقي التحرك بشكل عاجل ولا أرى تناقضًا بين العمل في الإطار الأفريقي والإطار الدولي، وما تريده مصر هو ألا تقوم إثيوبيا بأي إجراءات أحادية الجانب تضر دولتي المصب”.

وأردف “بالنسبة للتصريحات الإثيوبية بشأن السيادة الأفريقية ورفضها الوساطة الدولية فإنه يدل على عدم وجود نية حتى الآن لديها للتوصل إلى اتفاق يحكم قواعد ملء السد وتشغيله”.

وتابع “مصر فعلت الكثير في جولات المفاوضات العديدة، والوفد المصري قدم عدة سيناريوهات لتسيير التوصل لمنهج اتفاق بشأن السد، وتتفاوض منذ عشر سنوات ووقعت بحسن نية على اتفاق إعلان المبادئ في 2015”.

وبشأن الخيارات التي قد تنتهجها مصر لضمان عدم الإضرار بحقوقها المائية، قال هريدي إن مصر ملتزمة بنهج التفاوض من أجل التسوية السلمية للنزاعات بين الدول، وبالتالي فهي تريد حل المشكلة سلميًا.

وعن جدوى جولة وزير الخارجية المصري الأفريقية الأخيرة في الوقت الذي تتخذ فيه إثيوبيا خطوات على الأرض للاستعداد للملء الثاني، قال إن “مصر لا تريد أي حشد دولي ضد أي دولة من الدول ولكن من حقها أن تشرح موقفها وما حدث في مفاوضات كنشاسا”.

وعلى الجانب الآخر يرى خبير القانون الدولي عبد المجيد العبدلي إن مثل هذه الخطوات من جانب مصر لا تفيد في شيء لأن ملف سد النهضة ينحصر بين دولتي المصب وإثيوبيا وكان من الأجدر أن تتوجه مصر بجدية إلى التفاوض مع إثيوبيا.

وأضاف للجزيرة مباشر “القانون الدولي لا يمنع إثيوبيا من بناء السد ولكن ينبغي ألا يضر بدولتي المصب مصر والسودان، وإثيوبيا تقول إن السد يخضع للسيادة الإثيوبية ولا يضر بدول المصب، وبالتالي لابد من إثبات إن كانت الكمية التي تصل مصر والسودان في السابق -هي 55.5 مليار متر كعب و18 مليار متر مكعب سنويًا- ستنقص أم لا وهذه عمليات فنية”.

وتابع “مصر التجأت في عهد الرئيس دونالد ترمب إلى الولايات المتحدة ثم إلى مجلس الأمن ثم لدول أخرى غير معنية، ولا أتصور أن هذا الالتجاء سينفع، وعلى الدول الثلاث التفاوض مباشرة لإيجاد حل وإبرام اتفاق”.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد توجه إلى تونس أمس في آخر محطات جولته الإفريقية، وسلم الرئيس التونسي قيس سعيد رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن سد النهضة.

وأعلن وزير الري الإثيوبي سيلشي بيكلي أمس أيضًا أن المخارج السفلية لسد النهضة بدأت العمل بطاقة إجمالية تبلغ 1860 مترًا مكعبًا في الثانية، مؤكدًا أن استكمال منفذي القاع يضمن استمرار تدفق المياه إلى دول المصب.

وعلّق خبير هندسة السدود أبو بكر محمد المصطفى بالقول إن حديث الوزير الإثيوبي يتعلق بجزئية مرحلية عن إطلاق التدفقات الصيفية لنهر النيل الأزرق وهذا يضم التدفق الأدنى وهو بختلف عن موسم الفيضان.

وأضاف الخبير للجزيرة مباشر، أن تجربة الملء الأول للسد أوضح كيف تأثر السودان بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الخلاف فني وليس قانوني، ويتعلق بكيفية تبادل المعلومات والتوافقات ومعرفة البرامج التشغيلية لتحقيق مصالح الدول الثلاث وهو أمر لن يتم إلا بالنقاش السلمي.

وبحث وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس بحث مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم آخر تطورات مفاوضات سدد النهضة والعقبات التي تقف في طريق استئنافها.

وحذر عباس من ضياع الوقت دون الوصول إلى اتفاق قانوني بشأن السد في ظل تمسك إثيوبيا بالشروع في الملء الثاني الأحادي في يوليو/تموز المقبل مما يشكل تهديدًا لسلامة المواطنين والمنشآت المائية.

المصدر : الجزيرة مباشر