شاهد: أول لقاء لأسير فلسطيني محرر مع عائلته على إفطار رمضان بعد 21 عاما

بعد 15 عاما في السجون الإسرائيلية سبقتها 6 أعوام من المطاردة، التقى الأسير الفلسطيني المحرر رأفت القروي بعائلته لأول مرة في رمضان.

وتحكي قصة القروي جانبا من تمسك الأسرى الفلسطينيين بالحياة والأمل رغم سطوة السجن والسجّان، إذ يجتمع القروي مع زوجته وأولاده الأربعة الذين أنجبهم عبر تهريب النطف من السجن، حيث حكم عليه بالسجن 15 عاما بعد فترة وجيزة من زفافه.

وتقول والدته السيدة فريدة محمود “فرحتي لا توصف باجتماع رأفت معنا ومع عائلته بعد غياب 21 عاما ما بين مطاردة وسجن، أحمد الله أن أعطاني العمر للالتقاء به بعد كل هذه السنوات العصيبة من الفراق”.

وتضيف “أفكر منذ أيام في الأكلات التي يحبها رأفت وقمت بتحضيرها كلها وأريد أن يكون هذا اليوم مميزا له. كان يصبرني أولادي في رمضان بأن رأفت يفطر مع رفاقه لكني كنت أقول لهم دائما في شيء ناقص في البيت، وكنت أضع صورته أمامي أول 10 سنوات وأبكي عليها”.

يقول رأفت “أحس مع أذان اليوم بشعور غريب بأنه شيئا قد تغير وأنني كنت في عالم وأصبحت اليوم في عالم آخر، وأتمنى كما من الله علي بالحرية في رمضان وبالالتئام مع عائلتي على مائدة الإفطار أن يمن كذلك على جميع أسرانا في السجون ويفرح قلوب عائلاتهم بتحررهم قريبا”.

ويضيف “طالما هناك احتلال سيكون هناك أسر، ووجود الأسرى بالسجون الإسرائيلية يدل على أن القضية الفلسطينية مازالت حية”.

وعن حرص الأسرى على الإنجاب رغم السجن قال “إنها بمثابة رسالة من داخل سجون الاحتلال أننا لسنا دعاة قتل ولا إرهاب ولا عشاقا للعنف، بل على العكس من ذلك تماما فنحن نحب الحياة ودعاة سلام وحرية وأمل وقضيتنا عادلة”.

وأضاف “الاحتلال يحاول بشتى الطرق أن يصور الأسير الفلسطيني باعتباره قاتلا ويوصمون مقاومة الاحتلال دائما بالإرهاب، لكننا نقول لهم إننا أصحاب حق ودعاة سلام، وطالما كان الاحتلال جاثما على أراضينا ويمارس كل أشكال العنف والتنكيل بحق شعبنا، ستظل هناك مقاومة”.

وتابع “الأبطال الحقيقيون في نضالي المتواضع هم عائلتي: الزوجة والوالدة والأطفال، وأعتقد أنه بعد كل هذه السنوات هناك أشكال أخرى من النضال غير الكفاح المسلح، وسأقوم بنضالي الآن مع أسرتي في تربية أطفالي على القيم والأخلاق والانتماء”.

المصدر : الجزيرة مباشر