مسؤول سوداني: لم نفكر في ضرب سد النهضة ولا نتفق مع منطق الحرب (فيديو)

قال مصطفى حسين الزبير رئيس اللجنة الفنية السودانية لمفاوضات سد النهضة إن بلاده لم تفكر أبدا في توجيه ضربة عسكرية ضد سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق.

وأضاف الزبير في لقاء مع “المسائية” على الجزيرة مباشر أن الخرطوم لا توافق على اتباع منطق الحرب لحل الأزمة.

وأشار المسؤول السوداني إلى أن ما تبقى من نقاط لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن لن تحل عبر المفاوضات وتحتاج إلى جهود سياسية.

وقال إن دعوة الخرطوم إلى قمة بين قادة مصر والسودان وإثيوبيا تأتي طبقا للمادة 10 من اتفاق المبادئ الموقع عام 2015، الذي ينص على ذلك إذا رفضت إحدى الدول الوساطة الأجنبية وهو ما فعلته إثيوبيا مؤخرا.

وأعرب الزبير عن أمله في أن تنجح القمة في الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد وآلية لتبادل المعلومات وفض المنازعات بين الدول الثلاث.

وأكد أن الأمر يتطلب الإرادة السياسية والنوايا الطيبة للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يرضي الدول الثلاثة.

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد دعا، الثلاثاء الماضي، نظيريه المصري مصطفي مدبولي والإثيوبي آبي أحمد إلى قمة ثلاثية عبر الاتصال المرئي خلال عشرة أيام لتقييم مفاوضات سد “النهضة” بعد أن وصلت إلى “طريق مسدود”.

وقال بيان لمجلس الوزراء السوداني إن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في وقت وصلت فيه أعمال تشييد السد إلى مرحلة متقدمة، مما يجعل من التوصل إلى اتفاق قبل بدء التشغيل “ضرورة ملحة وأمرا عاجلا”.

وذكر المسؤول السوداني أن كل الخيارات والحلول مطروحة أمام الخرطوم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال القمة الثلاثية، مشيرا إلى اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي وطرق الدبلوماسية أخرى.

وأوضح الزبير أن السودان رفض الدعوة الإثيوبية لإرسال مسؤولين لمراقبة عملية الملء الثاني للسد لأنها لا تأتي ضمن اتفاق ملزم لتبادل المعلومات.

وقال إنه لا يستبعد أن تقوم إثيوبيا بالملء الثاني للسد مثلما قامت بالملء الأول العام الماضي، مشيرا إلى تضرر السودان جراء الملء الأولى للسد.

وأضاف الزبير أن الملء الثاني يهدد سلامة السدود السودانية وقدرتها على توليد الكهرباء وقدرة محطات مياه الشرب على توفيرها.

وذكر أن هناك شبه اتفاق بين مصر والسودان فيما يتعلق بالجانب القانوني، لكن هناك اختلاف بين النقاط الفنية التي تهتم بها مصر.

وقال المسؤول السوداني إن بلاده ستتضرر بشكل أكبر من مصر إذا تم ملء السد وتشغيله بدون التوصل إلى اتفاق.

وذكر أن اللجان الفنية اتفقت على كميات وعدد سنين الملء ولكن لم يتم وضع كل هذه الأمور ضمن اتفاق نهائي ملزم.

وأضاف أن هناك فوائد للسودان من سد النهضة، ولكنه يمثل تهديدا كارثيا للبلاد إذا لم يتم تشغيله حسب الدراسات الفنية.

وانتهت آخر جولة لمفاوضات بشأن السد من دون إحراز تقدم بسبب ما قالت القاهرة والخرطوم إنه تعنت إثيوبي، فيما اتهمت أديس أبابا مصر والسودان بعرقلة المفاوضات.

وتصر أديس أبابا على تنفيذ ملء ثان لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم يتم التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد.

وقامت إثيوبيا العام الماضي بالملء الأول للسد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب.

وتتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء السد وتشغيله وآلية لتبادل المعلومات للحفاظ على منشآتهما المبنية على النيل كما يتضمن آلية لفض المنازعات بين الدول الثلاث.

المصدر : الجزيرة مباشر