إثيوبيا تصعد من حدة موقفها بشأن الوساطة في قضية سد النهضة.. ما الجديد؟

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي (رويترز)

أعلنت إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، رفضها للوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان القائمة على تطوير آلية التفاوض عبر تشكيل لجنة رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

وقال متحدث وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي خلال إفادة صحفية حملت تصعيدا في الموقف الإثيوبي بشأن الوساطة في حل قضية “سد النهضة” إنّ أديس أبابا “تتمسك بالمفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي فقط”.

وأضاف “يمكن حل قضية سد النهضة من خلال المفاوضات الجارية بقيادة الاتحاد الأفريقي والتي لا تتطلب مشاركة طرف آخر في القضية كوسيط”.

وتابع أنّ بلاده “تؤمن بإمكانية حل المشكلات الأفريقية من خلال الحلول الأفريقية”، مشيرا إلى أن الاتحاد الأفريقي والكونغو الديمقراطية “قادران تمامًا على التوصل إلى حلول مربحة للجميع”.

وأضاف “أبلغنا الوسيط الكونغولي رفضنا تدخل الرباعية بالمفاوضات في ظل المساعي الأفريقية وطالبنا باحترام الدور الأفريقي ومنحه وقت وفرصة أكبر، ما قلناه، إنه يجب أن نحترم التزاماتنا سواء للأفارقة أو للكونغو نفسها”.

وجدد مفتي التأكيد على أن إثيوبيا لها الحق الطبيعي والقانوني في استخدام مواردها المائية بشكل عادل ومنصف دون التسبب في ضرر كبير لدول المصب.

وأوضح أنه تمت معالجة مسائل سلامة السدود وتبادل المعلومات التي أثارها الجانب السوداني “بشكل ملائم ولا يمكن أن تكون أسبابًا للشكوى على الإطلاق”.

كما أشار إلى أن الميل للتمسك بالوضع الراهن لاتفاقيات الحقبة الاستعمارية تحت مسمى التوصل إلى اتفاقيات ملزمة “أمر غير مقبول”.

الخرطوم تصر على التدويل

وكان رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك قد أكد على ضرورة توسيع الوساطة بشأن ملف سد النهضة لتشمل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة.

وخلال محادثات هاتفية مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا الذي تشغل بلادُه عضوية مجلس الأمن الدولي عن المجموعة الأفريقية، قدم حمدوك شرحا بشأن طلب السودان توسيع الوساطة.

كما أجرى حمدوك اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تناول ملف سد النهضة والأوضاع الإقليمية والمحلية.

وقال وكيل وزارة الري والموارد المائية السودانية ضو البيت عبد الرحمن إن وزارته تتحسب لكل السيناريوهات المحتملة التي قد تنجم عن التعبئة الأحادية لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل، بهدف الحد من التأثيرات السلبية المتوقعة بما في ذلك إدخال تعديلات في نظم تفريغ وتعبئة خزاني الروصيرص وجبل الأولياء.

ورجّح وكيل وزارة الري السودانية أن تنخفض كميات المياه الواردة من نهري النيل الازرق والنيل الأبيض خلال الفترة من أبريل/ نيسان حتى نهاية سبتمبر/ أيلول، لتنخفض نتيجة لذلك مناسيبُ المياه في النيل وفروعه الرئيسية؛ ما يؤدي لتقليص المساحات المروية والكميات الواردة إلى محطات مياه الشرب.

رفض مصري

وكانت الرئاسة المصرية قد أكدت، السبت الماضي، رفض القاهرة والخرطوم أي إجراءات أحادية في ملف السد الإثيوبي معتبرين أن الملف “يمر بمرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات التنسيق”.

وأعلنت مصر، في 24 من فبراير/شباط الماضي، تأييد مقترح السودان الذي صدر قبل أيام آنذاك بتشكيل وساطة رباعية دولية، لحلحلة مفاوضات “سد النهضة” المتعثرة على مدار 10 سنوات دون إعلان موقف من أديس أبابا.

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان (يمين) مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني للسد في يوليو/تموز المقبل، بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات