دبلوماسي سوداني: الملء الثاني لسد النهضة “دون اتفاق” له توابع أمنية خطيرة (فيديو)

سد النهضة الإثيوبي
سد النهضة الإثيوبي (رويترز)

قال الناطق السابق باسم الخارجية السودانية السفير جمال محمد إن السودان سيواجه إشكالات خطيرة إذا أصرت إثيوبيا على الملء الثاني من دون التوصل لاتفاق، مؤكدا أن عملية الملء ستسبب الكثير من الإشكالات الأمنية والفيضانات.

وأوضح -خلال مداخلة مع برنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر- أن تأثير الأطراف التي دخلت على خط المفاوضات في الآونة الأخيرة قد يكون عاملًا إيجابيًا في عملية إحياء التفاوض التي تراوح مكانها.

وأشار السفير السوداني إلى أن هناك وقتا كافيا لاستعادة روح التفاوض، رغم الإصرار الإثيوبي على الملء الثاني، الذي سيبدأ في شهر يوليو/تموز المقبل بحسب ما ذكرت السلطات الإثيوبية.

وردًا على سؤال حول نجاح التفاوض في هذه الفترة القصيرة قبل الملء الثاني رغم فشل كل الجولات السابقة، قال السفير إن السودان يطلب فقط معلومات عن الملء حتى يتجنب أي آثار غير محسوبة.

وأكد أن السودان لديه هواجس أمنية من تأثير عملية الملء من جانب واحد على سدوده الداخلية، إذ إنه لا يملك معلومات عن عملية الملء وبالتالي لا يمكن معرفة تأثيرها على السدود داخل البلاد لتجنب ما قد يطرأ بسببها.

وقال السفير السوداني إن الجانب الإثيوبي يصر على أن تلك العملية متصلة بالسيادة موضحًا أن المسألة تخص السودان أيضًا فيما يتعلق بسلامة السدود، إذ إن أي عملية ملء أحادي من جانب إثيوبيا لا تكون لديه معلومات عنها، تمثل الكثير من المخاطر الكبيرة عليه.

وأشار إلى وجود لجان خاصة من دول أفريقية فيما يخص النيل الأبيض، يتم فيها تبادل المعلومات الخاصة بجريان واندفاع المياه والتدفق، مشيرًا إلى ضرورة وجود مثل هذه اللجنة في حالة النيل الأزرق وسد النهضة.

وأكد جمال أن إصرار الجانب الإثيوبي على عملية الملء الثاني من دون التوصل لاتفاق ملزم مع مصر والسودان واعتبار أن ذلك من أعمال السيادة، هو ما تسبب في تعثر التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

وأشار إلى إشكالات خطيرة إذا أصرت إثيوبيا على الملء الثاني من دون التوصل لاتفاق، مؤكدًا أن عملية الملء ستسبب الكثير من الإشكالات الأمنية والفيضانات سيتأثر بها أكثر من 20 مليون سوداني يعيشون قرب السدود.

الملء الثاني

وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، في حين تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاق ملزم للأطراف.

وترفض إثيوبيا الوساطة الدولية الرباعية التي اقترحها السودان في فبراير/شباط الماضي، وتضم الولايات المتحدة والاتحادين الأوربي والأفريقي، والأمم المتحدة، للدفع بالمفاوضات المتعثرة منذ 10 سنوات لحل أزمة سد النهضة، وتؤيدها مصر في ذلك.

وزار وفد أمريكي برئاسة المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان السفير دونالد بوث الدول المعنية لبحث أزمة سد النهضة في مسعى “للتوصل إلى أفضل الطرق التي يمكن من خلالها أن تقدم الولايات المتحدة الدعم من أجل المضي قدما نحو حل أزمة سد النهضة”.

المصدر : الجزيرة مباشر