بين أسامة هيكل وأحمد شعبان.. من يدير ملف الإعلام في مصر؟ (فيديو)

وصل صراع الأجهزة الأمنية للسيطرة على أجهزة الإعلام مرحلة التراشق إذ اشتعل جدل بين وزير الإعلام أسامة هيكل وبين إعلاميين مصريين محسوبين على النظام.

وقال مراقبون للجزيرة مباشر، إن الصراع بين وزير الإعلام أسامة هيكل وشركة إعلام المصريين هو صراع مؤسسات وأجهزة أمنية حيث أن هيكل مقرب من المؤسسة العسكرية بينما تحسب الشركة على جهاز المخابرات العامة وأذرعه للسيطرة على الإعلام.

والطرف الثاني في الصراع هو المقدم أحمد شعبان، ضابط الجيش الذي خدم بجهاز الاستخبارات الحربية قبل أن ينتقل إلى مؤسسة الرئاسة مع وصول عبد الفتاح السيسي إلى كرسي الحكم.

 

وشغل شعبان منصب مدير مكتب اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات  العامة المصرية الحالي، وكان مصاحبًا للواء عباس منذ عمله معه في المخابرات وحتى الانتقال إلى منصبه الجديد “ضابط الإعلام في مصر”.

وكلف شعبان بمهمة التعامل مع وسائل الإعلام في مصر، فيوجه التعليمات ويتابع الأداء، فأصبح حلقة الوصل الرئيسية بين عباس كامل وما يعرف “بالأذرع الإعلامية”، وأسند إليه السيسي صناعة الكيان المعروف باسم “تنسيقية شباب الأحزاب”.

وكان أيمن منصور ندا رئيس قسم الإذاعة بكلية الإعلام في جامعة القاهرة، انتقد دور شعبان في ملف الإعلام ثم اعتذر عن المقال المحذوف الذي حمل عنوان “رئيس تحرير مصر”، واتهمت الناشطة غادة نجيب شعبان بأنه هددها إن لم تتوقف عن انتقاد النظام.

السيطرة على الإعلام

وفي مقارنة بين سيطرة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والحالي عبدالفتاح السيسي على الإعلام المصري، قال الكاتب الصحفي جمال سلطان للجزيرة مباشر إن عبد الناصر كان يملك خلفية سياسية وكان لديه كادر إعلامي مؤسس ومحترف من أمثال محمد حسنين هيكل، بعكس السيسي الذي يعتمد على كوادر لا تمتلك تلك المؤهلات.

وأكد أن الصراع داخل المؤسسة الإعلامية للسيسي يديره أفراد لمصالحهم الخاصة وليس بالضرورة أنه صراع من أجل المؤسسة نفسها.

وقال أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة سليمان صالح، إن مصر فقدت إعلامها ولم يعد يخدم المواطن المصري أو يقدم له المعرفة، وأشار إلى أن شعب مصر محروم الآن من معرفة القضايا التي تهمه وحتى تلك القضايا التي تهدد وجود مصر نفسها.

وأوضح أن الإعلام المصري تحول الآن إلى وسائل دعاية متخلفة وقديمة جدًا، وقال إن حرمان الشعب من مناقشة أموره وحرمانه من المعرفة سيؤدي إلى كارثة حتمًا.

وأكد الإعلامي المصري أسامة جاويش، دور المقدم شعبان في توجيه الإعلام المصري فقال إنها هي السياسة الحاكمة الآن وأنه هو من يعطي التعليمات.

وقال إن كل من يتجرأ ويتحدث عن المقدم شعبان ودوره يتم التنكيل به سواء كان داخل أو خارج مصر، وضرب مثلا لما حدث للدكتور أيمن ندا بعد كتابة مقاله، وأكد أن شعبان هو المتحكم الفعلي في إعلام مصر حاليًا.

أما الكاتب الصحفي مجدي الدقاق، فقد أكد أنه توجد أزمة عامة في الإعلام المصري وماهية دوره لكنه قال إن الهجوم على وزير الإعلام هو صراع بين مجموعات داخل الإعلام.

وفيما يتعلق بدور شعبان، أوضح الدقاق أن الرئيسين السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات استعانا بكوادر عسكرية أيضًا في العمل الإعلامي.

وأكد أن الإعلام في مصر يعيش أزمة حاليًا تتعلق في القائمين عليه والذين يحددون رسالته، إضافة إلى وجود مؤسسات إعلامية تنافس الوزير في دوره، وأن الأخطر من ذلك وجود أذرع إعلامية ليس لها رؤية.

المقال المحذوف

كانت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر شهدت جدلا كبيرا الأيام السابقة بعد “حذف” مقال من منصة فيسبوك للأكاديمي المصري الدكتور أيمن منصور ندا تحدث فيه عن “رئيس تحرير مصر”.

ونشر الدكتور أيمن منصور ندا عدة مقالات أخيرا انتقد فيها أداء الإعلام المصري. وتداول مستخدمو مواقع التواصل ما قالوا إنه نص المقال المحذوف، الذي لم يتم الكشف عن صاحب قرار حذفه.

وبحسب المقال، قال الدكتور أيمن إن هناك اتفاقًا على أن المقدم أحمد شعبان هو “أقوي رجل في المنظومة الإعلامية (والسياسية) في مصر” وأن “صلاحياته لا حدود لها، وقراراته لا معقب عليها”.

وأضاف أن الجميع يخافون من المقدم شعبان و”يتهامسون باسمه خوفا من الجهر به” لأن “بطشه شديد وعقابه أليم”.

المصدر : الجزيرة مباشر