القره داغي يوجه رسالة لغوتيريش بعد تحذيره من ارتفاع كراهية المسلمين إلى “مستويات وبائية”

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (رويترز)

ثمّن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي حذر فيه من ارتفاع التمييز والكراهية للمسلمين إلى “مستويات وبائية”.

وكتب القره داغي عبر فيسبوك “إنني باسمي شخصيًا وباسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كل العالم أقدر وأثمن الموقف الشجاع الذي بدر من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والذي حذر فيه من ارتفاع التمييز والكراهية للمسلمين إلى مستويات وبائية داعيًا إلى مواجهة هذا التحدي العالمي المتمثل في “الإسلاموفوبيا والتعصب الأعمى والتمييز ضد المسلمين”.

وأضاف “إنني أتوجه بجزيل الشكر والتقدير والاحترام لكل من يريد بناء علاقة شراكة لا وصاية ولكل من يمنع استصدار الأحكام المنافية للواقع ولا يقر بالإجابة المعلبة التي تشجع على التوحش من كل الأطراف”.

وقال القره داغي “إن الخلل العام والقصور في الوعي وارتهان الإرادة ليسوا ناجمين عن عجز في الأفكار فحسب بل عن تقصد يفضي إلى الدم، هناك سياسات جائرة تشجع على الظلم والدم، المسلمون اليوم جزء من البشرية ولا يمكن إطلاق حكم على شعوب بأكملها وعلى ديانة كما لا يمكن أن نقرّ بوجود رؤيتين إما معي أو ضدي”.

وأكد أن” التطرف واللاقانون لا يعالجان بالدم والسلاح بل بالفكر وتعميق التسامح، الاسلام والسلام العالمي فكرة لا تنبت إلا في ظلال العدل”.

واختتم القره داغي بالقول “أضع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في كل مكان في مواجهة مع كل تطرف نحن دعاة رحمة وإسلامنا ديانة خير”.

التمييز ضد المسلمين

كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر من ارتفاع التمييز والكراهية للمسلمين إلى “مستويات وبائية”، داعيا إلى مواجهة هذا التحدي العالمي المتمثل في “الإسلاموفوبيا والتعصب الأعمى والتمييز ضد المسلمين”.

وقال خلال فعالية نظمتها عبر الفيديو الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) في نيويورك أمس الأربعاء “يجب علينا أن نركز بشكل خاص على حماية حقوق الأقليات، التي يتعرض العديد منها للتهديد في جميع أنحاء العالم.. مجتمعات الأقليات هي جزء من ثراء نسيجنا الثقافي والاجتماعي”.

وأوضح غوتيريش، خلال الفعالية التي جاءت لإحياء أول يوم دولي لمكافحة الإسلاموفوبيا، أن تقريرا دوليا تمت مناقشته مؤخرا في مجلس حقوق الإنسان الأممي أثبت ارتفاع تصاعد الكراهية ضد المسلمين حول العالم “إلى مستويات وبائية”.

وقال غوتيريش إن التقرير قدم أمثلة، منها القيود غير المتناسبة على قدرة المسلمين على إظهار معتقداتهم، وإضفاء الطابع الأمني على المجتمعات الدينية، والقيود المفروضة على الحصول على الجنسية، والإقصاء الاجتماعي والاقتصادي.

ونبهّ الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن النساء المسلمات يواجهن 3 مستويات من التمييز، بسبب جنسهن وعرقهن وعقيدتهن، كما تتفاقم الصور النمطية بسبب وسائل الإعلام وأشخاص في مواقع السلطة.

ودعا غوتيريش إلى الضغط من أجل سياسات تحترم حقوق الإنسان والهوية الإنسانية الدينية والثقافية، مستشهدا بجزء من الآية القرآنية الكريمة “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.

اليوم العالمي لمكافحة “الإسلاموفوبيا”

كانت منظمة التعاون الإسلامي دعت في بيان لها يوم الإثنين إلى اعتماد 15 مارس/آذار من كل عام، يوما دوليا لمكافحة “الإسلاموفوبيا” (الخوف من الإسلام) بالعالم.

وتزامن بيان المنظمة -تضم 57 دولة، مقرها جدة- مع الذكرى الثانية للهجوم الإرهابي على مسجدين بمدينة كرايس تشيرش النيوزيلندية والذي راح ضحيته أكثر من 50 مصليًا.

ودعت المنظمة، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية لاعتماد 15 مارس من كل عام، يوما دوليا لمكافحة الإسلاموفوبيا” داعية لتعزيز الوعي العالمي بهذه الظاهرة لاحتوائها ومواجهة ما يستهدف المسلمين من كراهية وتمييز.

وجددت المنظمة إدانتها للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، بغض النظر عن دوافع مرتكبيه وهويتهم، ورفضها بشدة أي سياسات أو بيانات أو ممارسات تربط الإسلام بالإرهاب.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر