خبراء ونقاد: هذه أهداف النظام المصري من إنتاج مسلسل الاختيار 2 (فيديو)

إعلان الجزء الثاني من مسلسل الاختيار (مواقع التواصل)

قال خبراء ونقاد إن هدف النظام المصري من إنتاج الجزء الثاني من مسلسل الاختيار تزييف التاريخ وشيطنة المعارضة وتغيير الصورة الذهنية عن الجيش والشرطة، وتعزيز سلطة النظام في ظل تراجع شعبيته.

وقال الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية، إن النظام المصري متوقف عند عام 2013، لأنه فاقد للشرعية ويحاول شرعنة انقلابه، ولهذا يتوقف كثيرا عند هذه الفترة.

وأضاف لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر “الأمر الآخر هو ما يتعلق بالأذرع الإعلامية ومعركة الوعي ومنها معركة الذاكرة والتوثيق لحادث الثورة المصرية وما تلاها من توابع، من خلال ملء الفراغ بالشأن المعنوي والمسلسلات والأفلام التي تروج لسرديته الزائفة التي تحاول أن تطمس وتكتم سردية أخرى”.

واستطرد قائلا “لكن رابعة ستظل وصمة في جبين هذا النظام حينما ارتكب هذه المجزرة البشرية التي تعد من أكبر المجازر البشرية في العصر الحديث”.

تزييف التاريخ

من جانبه، قال الناقد الفني حسام الغمري “النظام يعتمد على دراسة فنية تقول إن عمر تأثير المسلسل يصل إلى 20 عاما وحلقة التوك شو 7 أيام والفيلم السينمائي 50 عاما، ونحن في عصر أخذت فيه الكلمة المرئية مكانة الكلمة المقروءة”.

وأضاف “النظام يحاول تزييف التاريخ اعتمادا على الدراما وتأثيرها في الوجدان وأن قراءة قطاع عريض من الشعب للتاريخ والتوثيق تعتمد على الدراما”.

إعادة رسم الصورة الذهنية

وعما ورد في المسلسل من أن “الكلمة تكون أخطر من السلاح” والهدف من هذه العبارة في المسلسل، قال الباحث السياسي أحمد مولانا إن الهدف الأساسي هو رسم صورة ذهنية مفادها أن مصر تتعرض لمخاطر، ليس من بعض الجماعات التي دخلت في صراع مع السلطة في مرحلة من المراحل، إنما تصوير أن كل من يعارض النظام أو ينتقد يكون أشد خطرا على استقرار الوضع في الدولة، وتأطير كل من يعارض النظام في مربع أنها شخصيات خطيرة وأن كلامها يمكن أن يكون أخطر من بعض الممارسات “الإرهابية”.

وأضاف “النظام يقدم سرديته القصصية للأحداث المؤلمة التي عاشتها مصر عام 2013 بغرض تخفيف الاحتقان في الوضع الحالي، حيث كانت ممارسات الشرطة في عهد مبارك أحد أسباب إشعال ثورة يناير والآن الوضع الاقتصادي المتردي والاحتقان الشعبي تهدد بحدوث احتجاجات والنظام يريد إعادة رسم الصورة الذهنية لأفراد الشرطة والمعارضين”.

وتابع “الصورة الذهنية للشرطة تهدف إلى التجاوز عن الانتهاكات التي يرتكبونها وأنهم يتعرضون لأخطار وتحديات ويضحون بأنفسهم من أجل الوطن، كما تهدف الصورة الذهنية عن المعارضين أن كلامهم أخطر من بعض الممارسات المرفوضة، وكذلك شيطنة المعارضة”.

تغيير عقيدة الجيش والشرطة

وردا على سؤال عن إلى أي مدى نجح النظام في تغيير عقيدة الجيش من حماية الوطن إلى قتل المواطنين مثلما حدث في رابعة، قال مولانا إن النظام نجح في الفترة الأولى للانقلاب في هذ الأمر نسبيا واستعان بالجانب الفني باعتباره بريدا للأفكار وينتشر بصورة أكبر من الخطاب السياسي الجاف. لكن بمرور الوقت ومع انكشاف سياسات النظام التي طالت تبعاتها السلبية من أيدوه بدأت هذه الحالة في التراجع وبدأ المواطنون يشعرون أنهم تعرضوا لخديعة.

وتابع “لهذا بدأت في السنوات الأخيرة إعادة إنتاج السردية لأحداث 2013 مثل الاختيار 1 و2 والسرب وغيرها، في ظل تراجع شعبية النظام ووجود احتقان شعبي يأتي دور الجانب الفني والإعلامي لإعادة رسم وتجديد الصورة”.

وحول درجة اقتناع أفراد الأجهزة الأمنية برواية النظام، قال مولانا “مسألة الإقناع داخل الجيش والشرطة هي محل اهتمام كبير من أجهزة الشؤون المعنوية لذا يتم الاستعانة بشيوخ وخطباء لوصف المعارضين بأنهم خوارج ولابد من قتلهم”.

بين عهدي مبارك والسيسي

من جانبه، قال الكاتب الصحفي طه خليفة إن هناك اختلافا جذريا في الدراما بين عهدي مبارك والسيسي، ففي عهد مبارك لم يكن هناك انقسام مجتمعي ولم تكن هناك أزمات سياسية عنيفة ولم تسفك كل هذه الدماء سواء من الجيش والشرطة أو من المواطنين، ولم يكن التيار الإسلامي قد اقترب من الحكم وظهرت قوته التنظيمية.

وأضاف أن كل مرحلة تقدم سياساتها واقتصادها وفنها، وأن المرحلة الحالية تقدم السياسة والاقتصاد والاجتماع الفن الذي يعمل على تعزيز سلطتها ويعمل على حصر العدو الذي تراه في زاوية ضيقة ومحاولة هزيمته هزيمة كاملة والقضاء عليه وإنهاؤه.

واستطرد قائلا “مرحلة مبارك لم تكن على خلفية داخلية وإنما كانت تتحدث عن بطولات جهاز المخابرات في الخارج تجاه العدو الإسرائيلي”. أما النظام الحالي فهناك نوع من الاستقرار الظاهر ولكن لا يزال هناك خصوم، كما أن الفضائيات التي تبث من الخارج تمثل إزعاجا وتؤرق السلطة والنظام.

المصدر : الجزيرة مباشر