“لم تعد عيناي تميزان الحروف”.. آخر رسائل الصحفي هشام عبدالعزيز من محبسه (فيديو)

تواصل سميرة الطاهر زوجة الصحفي المصري المعتقل هشام عبد العزيز، التأكيد على تردي وضع زوجها الصحي داخل محبسه في سجن طرة بالقاهرة وأنه مهدد فعليًا بفقد بصره، وكشفت عن رسالته الأخيرة لها.

وكتبت زوجة هشام تغريدة مؤثرة عبر تويتر قالت فيها “كم تساوي رسالة سجين لحبيبته؟ كتبها بشوق ثم اختتمها: قد تكون رسالتي الأخيرة، فما عادت عيناي تميزان الحروف”.

وعن معاناة الأسرة قالت الزوجة في تغريدة أخرى “لا أحد يعرف كيف يعيش أبناء المعتقلين وزوجاتهم، فبعد أن يتحول المعتقل لمجرد رقم في قائمة انتظار التجديد اللانهائي بجلسات الحبس الاحتياطي، يتقلبون هم في الدنيا لا يعرفون أين الوجهة، حيث لا قانون ينفع ولا عرف يشفع”.

 

وتعليقًا على حجم معاناة أسرة الصحفي هشام في ظل تطويل مد حبسه احتياطيا دون محاكمة قال المدير الإقليمي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان مصطفى عزب للجزيرة مباشر، إن مصر تشهد حالة مفزعة من تسييس القضاء، إذ تحول الحبس الاحتياطي -الذي هو بالأساس تدبير احترازي- إلى عقوبة.

وأضاف “في حالة الصحفي هشام تحديدًا يتم تشديد حبسه أمام دوائر قضائية دون أن يعرض عليها من الأساس، فهو يحضر من محبسه ويوضع في الحبس خانة ولا يخرج ليواجه القاضي ثم يتم تجديد حبسه تلقائيًا”.

وتابع “حتى ولو كان هشام يقضي عقوبة في السجن كان ينبغي على السلطات المصرية وفق قانون تنظيم السجون أن تأمر بالإفراج الصحي عنه لأنه مهدد بالفعل بفقد بصره”.

 

بدورها قالت الصحفية هبة زكريا إن “هشام عبد العزيز هو زميل دراسة وعمل لفترات طويلة، وكان خبر اعتقاله صادمًا لنا لأن هشام ليس معروفًا عنه أن له أي انتماءات سياسية”.

وأضافت “برغم كل المشكلات والأحداث في مصر خلال العشر سنوات الأخيرة، كان هشام حريصًا على زيارة أهله كل عام، فهو ليس لديه أي مشكلة قانونية أو سياسية تمنعه من ذلك”.

وتابعت “لا يوجد أي مبرر لاعتقال هشام سوى أنه كان نوعًا من المكايدة السياسية في إطار الأزمة الخليجية وما إلى ذلك، وبما أنه جرت مصالحة وانتهت الأزمة، فلا مبرر لاستمرار اعتقاله وينبغي الإفراج عنه على الفور مثلما حدث مع الصحفي محمود حسين”.

وأردفت “ما يعانيه هشام الآن يتجاوز أي عقوبة حتى لو كان مدانًا، فلا ينبغي تهديد أي إنسان بفقد بصره”.

وكانت السلطات المصرية جددت منذ أيام حبس الصحفي هشام عبد العزيز لمدة 45 يومًا أخرى لتصل بذلك فترة حبسه إلى نحو 650 يومًا.

وتتواصل حملة التوقيعات التي دشنها نشطاء للمطالبة بإطلاق سراح هشام عبد العزيز الذي اعتقل عام 2019 لدى عودته لقضاء إجازة سنوية اعتيادية في مصر.

وقالت العريضة إن هشام معتقل منذ أكثر من 600 يوم رغم قرار إخلاء سبيله على ذمة القضية رقم 1365 لعام 2018 حصر أمن دولة، وأنه مصاب بالغلوكوما أو المياه الزرقاء في كلتا عينيه ويعاني من ارتفاع الضغط في العين ما يسبب اعتامًا في القرنية وعدم وضوح للرؤية ويحتاج لإجراء جراحة عاجلة حتى لا يفقد بصره.

وأوضحت العريضة أنه مصاب أيضًا بتكلس في عظمة الركاب بالأذن الوسطى مما يؤثر على قدرته على السمع.

المصدر : الجزيرة مباشر