السودان.. متظاهرون يحرقون أحد البنوك احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية (فيديو)

بث ناشطون سودانيون ووسائل إعلام محلية مقاطع مصوّرة توثّق اندلاع حريق بأحد فروع بنك التضامن في مدينة الرهد بولاية شمال كردفان (وسط البلاد).

ويأتي ذلك عقب تطور مظاهر شغب بدأت في الولاية، أمس الإثنين، احتجاجًا على تردي الظروف المعيشية والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يواجهها سكان الولاية.

ورُصدت تظاهرات مماثلة في مناطق أخرى بينها في ولاية شمال كردفان، ونُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر طلابًا محتجين يحملون أكياسًا من الطحين نُهبت من مخازن ومتاجر في مدينة الأبيض عاصمة الولاية.

وجاءت الاحتجاجات بعد إعلان تشكيل حكومة جديدة تضم قادة حركات متمردة سابقة مكلفة بإصلاح الاقتصاد المتعثر الذي دمرته عقود من العقوبات الأمريكية والحرب الأهلية في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير، كما اندلعت احتجاجات في مناطق مختلفة من السودان بما في ذلك ميناء البلاد الرئيسي وإقليم دارفور المضطرب، وفق شهود عيان ووسائل إعلام رسمية.

وفي بورتسودان، الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأحمر، أفادت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) أنها “شهدت صباح اليوم مظاهرات طلابية متفرقة في أنحاء المدينة ما أدى إلى تعطيل الدراسة وإغلاق معظم المحلات التجارية”.

وأضافت الوكالة أن هذه التظاهرات خرجت “احتجاجا على أزمة الخبز التي حدثت بسبب إضراب أصحاب المخابز عن العمل للمطالبة بزيادة أسعار الخبز”، وتعرض مبنى محلية بورتسودان (البلدية) للرشق بالحجارة وأضرمت النار في إطارات السيارات في بعض الشوارع الرئيسية”.

وقال مراسل لوكالة فرانس برس إن المحتجين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور رشقوا قوات الشرطة بالحجارة وأحرقوا إحدى سياراتها كما أضرموا النار في عدد من المتاجر في سوق المدينة.

وقال والي جنوب دارفور موسى مهدي لـ”الجزيرة مباشر” إن حكومته فرضت حظر التجوال لمدة 24 ساعة وأعلنت حالة الطوارئ لمدة 48 ساعة داخل مدينة نيالا على خلفية تظاهرات تخللتها أحداث عنف وتخريب.

وكشف للجزيرة مباشر عن إلقاء القبض على ثلاثة من “مثيري الشغب” يحملون السلاح الناري وسط المتظاهرين، وأكد أن الشرطة تعاملت باحترافية في التصدي لمثيري الشغب على حد قوله، ولم تقع خسائر في الأرواح بين المتظاهرين.

وخرجت مظاهرات بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور (غربي السودان)، والتي تعاني من أزمة اقتصادية في الوقود والغاز والخبز، تندّد بالغلاء وارتفاع الأسعار وانعدام الخبز والوقود، وطالب المتظاهرون خلال الاحتجاجات بتحسين الوضع المعيشي.

وبدأت المظاهرات بخروج طلاب المدارس في مسيرات -لم يُرتّب لها- تعبيرًا عن انعدام الخدمات المتمثلة في ندرة الخبز وغلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المشتقات البترولية التي انعكست آثارها على عدم سير العملية التعليمية وفق الاحتياجات الضرورية.

وأطلقت الشرطة السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يهتفون “لا لا للغلاء” و”لا لا للجوع”، وبعد اقتحام سوق محلية وتأثره بعمليات احتراق جزئي للمحلات التجارية.

وأعلن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، الإثنين، عن تشكيل حكومته الجديدة التي تضم وزراء يمثلون حركات تمرد سابقة ولا سيّما الخبير الاقتصادي جبريل إبراهيم وزيرًا للمالية، وأكد أن الحكومة الجديدة ستركز على إعادة بناء الاقتصاد.

وغرّد إبراهيم في تدوينة عبر حسابه الشخصي في تويتر “نعد شعبنا بأنه لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على صفوف الخبز والمحروقات ونوفر الدواء المنقذ للحياة بسعر مقدور عليه”.

وتعاني البلاد من ارتفاع معدلات التضخم ونقص في العملات الأجنبية وانتشار السوق السوداء لبيع وشراء العملات ما يضع تحديات كبيرة أمام الحكومة.

واندلعت في الأسابيع الماضية احتجاجات بسبب تدهور الأوضاع المعيشية في العاصمة الخرطوم ومدينة القضارف بشرق السودان حيث جرت عمليات نهب وسرقة.

ويمر السودان بفترة انتقالية منذ الإطاحة بالبشير، في أبريل/نيسان 2019، بعد احتجاجات شعبية امتدت عدة أشهر جراء التدهور الاقتصادي.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية