“تهديد مباشر لأمننا القومي”.. السودان يحذر من الملء الثاني لسد النهضة

وزير الري والموارد المائية في السودان ياسر عباس
وزير الري والموارد المائية في السودان ياسر عباس (غيتي)

قال وزير الري والموارد المائية في السودان ياسر عباس، اليوم السبت، إن بلاده ترى أن أي ملء لسد النهضة الإثيوبي من جانب واحد في يوليو/تموز المقبل سيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي السوداني.

وقال عباس في مقابلة مع وكالة أنباء “رويترز” إن السودان يقترح توسيع مظلة التفاوض بين السودان ومصر وإثيوبيا لتشمل -مع الاتحاد الأفريقى- الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة وتحويل دور هذه المؤسسات الأربع من مراقبين إلى وسطاء.

وفي السياق، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة التوصل إلى اتفاق شامل وعادل ومتوازن ومُلزم فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة.

جاء ذلك خلال مشاركة السيسي في أعمال الدورة العادية الـ 34 لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حسبما أفاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي.

وتوجّه بالشكر والتقدير إلى نظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا لجهوده في إطار رعاية المفاوضات الثلاثية الساعية للوصول إلى اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك أثناء رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد الأفريقي.

وأعرب السيسي عن ثقته في قدرة الاتحاد تحت قيادة الرئيس الكونغولي، فيليكس تشيسيكيدي، في التوصل لاتفاق يراعي مصالح الأطراف المعنية، ويحفظ حقوق مصر المائية في مياه نهر النيل.

وكان وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي قد أعلن، الجمعة، اكتمال 78.3% من أعمال بناء سد النهضة، وذلك في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة والتليفزيون الإثيوبية (فانا) فيما أنجِزت 91% من الأعمال المدنية فيه، مشيرًا إلى أن الجهود ستتضاعف خلال الأشهر المقبلة لتنفيذ الجولة الثانية من ملء السد.

وفي أغسطس/ آب الماضي، تناقلت وسائل إعلام دولية أنباء عن اكتمال بناء السد بنحو 75%، مقابل وصول الأعمال المدنية إلى 88.8%، إلا أنه لم يصدر أي تعقيب رسمي من السلطات الإثيوبية يؤكد هذه الأرقام التي تداولتها وسائل إعلام دولية.

وأطلقت الخرطوم حملة دبلوماسية شملت دول مصر والسعودية وقطر والكونغو وجيبوتي وجنوب أفريقيا وتشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو، لتوضيح موقفها بشأن مفاوضات سد النهضة التي تواجه جمودا، والتوتر الحدودي مع إثيوبيا، وفق ما أعلن مجلس السيادة منتصف يناير/كانون الثاني 2020.

وجاءت الحملة عقب ما شهدته حدود الخرطوم وأديس أبابا تطورات عديدة لافتة، أدت لتدخل للجيش السوداني نهاية العام الماضي بهدف السيطرة على كامل أراضيه، وسط اتهامات تنفيها إثيوبيا بدعم مليشيات تهاجم تلك الأراضي، ومفاوضات ترسيم لا تزال متعثرة.

وخلال يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن السودان بحثه خيارات بديلة (لم يوضحها) بسبب تعثر المفاوضات التي تجرى مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي منذ أشهر، رافضا الملء الثاني للسد في يوليو/تموز المقبل دون التوصل إلى اتفاق.

ومنذ نحو 10 سنوات، تخوض الدول الثلاث مفاوضات متعثرة حول السد، وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه مع القاهرة والخرطوم، فيما تصر القاهرة والخرطوم على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، لضمان عدم تأثر حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز