لوموند: محنة المعارض أحمد منصور وقصة تحول الإمارات إلى دولة بوليسية قمعية

الناشط الحقوقي أحمد منصور تحول إلى ايقونة لواقع الانتهاكات الحقوقية في الإمارات

أفاد تقرير إخباري لجريدة لوموند الفرنسية أن محنة المعارض الإماراتي أحمد منصور الذي يعيش في الحبس الانفرادي منذ عام 2017، توضح بصورة كاشفة محطات من التحول التدريجي للإمارات إلى دولة بوليسية قمعية للغاية.

وجاء في التقرير أنه بعد 4 سنوات في زنزانة مساحتها 4 أمتار مربعة، ومن دون اتصال بشري باستثناء بضع زيارات قصيرة لأفراد أسرته، ومن دون راديو ولا تلفزيون ولا حتى كتاب، ومع بطانية بسيطة بالليل لعزل جسده عن الأرض، تختزل ظروف الاعتقال الخاصة بالمعارض الأول في الإمارات، الناشط الحقوقي أحمد منصور.

وشدد التقرير على أن هذه الاشكال من التعذيب النفسي والجسدي التي تفرضها الإمارات على منصور تذكّر بأوضاع  العصورالوسطى، وتوضح حقيقة نظام الحكم في الإمارات الذي يفتخر بالتسامح والحداثة.

وكان المعارض الإماراتي أحمد منصور البالغ من العمر 51 عامًا، والذي يعرف نفسه بأنه ليبرالي قد ألقي القبض عليه عام 2017 وحكم عليه في العام التالي بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة “الإضرار بسمعة الدولة”، وقام منصور بسرد محنته في السجن والمحاكمة الصورية التي قادته وراء القضبان.

واعتبر التقرير أن قراءة ما بين سطور حكاية أحمد منصور، توضح حالة التحول التدريجي لدولة الإمارات، إلى دولة بوليسية شديدة القمع.

وكان أحمد منصور الموظف بشركة اتصالات، والشاعر في أوقات فراغه، قد عرف السجن لأول مرة في يونيو/ حزيران 2011. لكن السلطات حينذاك تسامحت مع نشاطه، لا سيما حملته على الإنترنت ضد قانون يقيد حرية التعبير. لكنه حينما دعا إلى إصلاحات ديمقراطية مع 4 من مواطنيه، بمن فيهم أستاذ الاقتصاد في جامعة السورون بأبو ظبي ناصر بن غيث، جاء رد الفعل الإماراتي مختلفا كليا.

أيقونة حقوقية

واوضح التقرير أن المطالب التي رفعها المعارضون الأربعة عام 2011 والتي تزامنت مع أحداث الربيع العربي، جعلت القادة الإماراتيين يأمرون بحبس النشطاء الخمسة. ولأن الربيع العربي ما زال يلهم الأحلام، فإن الاستبداد الإماراتي كان له رأي آخر. 

وخلص التقرير إلى أنه أثناء محاكمة منصور التي بدأت في مارس/ آذار 2018، اشتكى خلالها من هذه المعاملة والتعذيب النفسي جراء الحبس الانفرادي لفترة طويلة. وأنه في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2018 وبعد أن تم تأكيد الحكم الابتدائي عليه بعشر سنوات سجنا، تحول أحمد منصور إلى أيقونة حقوقية في بلاده.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة لوموند الفرنسية