شخصيات مصرية وعربية بارزة تنعى المستشار طارق البشري (فيديو)

نعت شخصيات مصرية وعربية ومفكرون بارزون المؤرخ والفقيه الدستوري الراحل المستشار طارق البشري.

وقال الكاتب الصحفي فهمي هويدي في لقاء مع “المسائية” على شاشة الجزيرة مباشر إن وفاة البشري خلفت فراغا هائلا لا يعتقد أن هناك من يقدر على ملء هذا الفراغ في المستقبل القريب، مضيفًا أن الراحل كان مفكرا وقامة وطنية كبيرة في مجال الفقه والقانون.

وأعلن، اليوم الجمعة، وفاة البشري في العاصمة القاهرة عن عمر بلغ 88 عامًا متأثرا بإصابته بفيروس كورونا (المسبّب لمرض كوفيد-19) قبل أسبوعين.

وقال أستاذ العلوم السياسية الدكتور سيف الدين عبد الفتاح إن المستشار البشري كان كنزا فكريا ومؤرخا وقانونيا ضليعا.

وأضاف أنه كان يجب أن يكون للمستشار البشري دور ومكانة أكبر في مصر لما كان لديه من علم وفكر، مشيرًا إلى منعه من الكتابة بسبب مواقفه الفكرية الداعية إلى ضرورة الإجماع الوطني.

أما وزير العدل السابق المستشار أحمد سليمان فقال إن الرئيس المعزول حسني مبارك عمل على عدم تعيين المستشار الراحل طارق البشري كرئيس لمجلس الدولة بحكم الأقدمية بسبب مواقفه.

وقال الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي إنه يشترك مع الراحل في ضرورة الوصول إلى اتفاق بين القوى الإسلامية وغيرها من القوى في المجتمع ضد القمع والاستبداد.

وقال المحامي منتصر الزيات إن المستشار الراحل احتجب في منزله منذ عام 2013 بسبب الضغوط التي مورست ضده والكتابات التي هاجمته، برغم أنه كان شخصية توافقية ويبحث عن المساحات المشتركة.

وأضاف أنه مندهش من تجاهل الدوائر الرسمية المصرية والعربية لخبر وفاة المستشار البشري، الذي كلفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة عقب ثورة 25 يناير 2011 برئاسة لجنة التعديلات الدستورية.

وقال إبراهيم الزعفراني نقيب الأطباء السابق في محافظة الإسكندرية المصرية إن المستشار البشري كان صاحب فكر مستنير وعقل واعٍ عميق.

وأضاف أن المفكر الراحل كان متواضعًا برغم قيمته الفكرية الكبيرة.

وقال الدكتور محمد مختار الشنقيطي أستاذ الأخلاق السياسية في جامعة حمد بن خليفة إن ما كتبه المستشار طارق البشري كان متقدما على كثير مما كتبه كثير من فقهاء الفكر السياسي الإسلامي وتمكن من صياغة مصطلحات ومفاهيم جديدة نحن في أمس الحاجة إليها في عملية إعادة البناء السياسي.

 

وولد البشري عام 1933 وكان والده المستشار عبد الفتاح البشري رئيسا لمحكمة الاستئناف، وكان جده لأبيه سليم البشري شيخا للجامع الأزهر، وكان عمه عبد العزيز البشري أديبا مرموقا.

تخرج طارق البشري في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1953، وعُيِّن بعدها في مجلس الدولة واستمر في العمل به حتى شغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الدولة ورئيسا للجمعية العمومية للفتوى والتشريع حتى تقاعده عام 1998.

وترأس البشري لجنة التعديلات الدستورية عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

وبرزت اجتهادات البشري في الفكر الإسلامي عام 1967 وكانت مقالته “رحلة التجديد في التشريع الإسلامي” أول قطرة في نهر عطائه الفكري ومؤلفاته ودراساته في هذا المجال، كما أصدر العديد من الفتاوى والآراء القانونية التي عدّها مراقبون مرجعًا للقضاة والعاملين في الحقل القانوني المصري إذ جمعت بين العمق والتحليل والتأصيل والتبسيط.

وللبشري العديد من المؤلفات أبرزها “الحركة السياسية في مصر 1945ـ 1952″، و”الديمقراطية ونظام 23 يوليو”، و”المسلمون والأقباط في إطار الجماعة الوطنية”، و”بين الإسلام والعروبة”، و”منهج النظر في النظم السياسية المعاصرة لبلدان العالم الإسلامي”.

المصدر : الجزيرة مباشر