بعد 26 سنة من مقتله على يد اليمين المتطرف.. فرنسا ترد الاعتبار لإبراهيم علي.. ماذا فعلت؟

فاطمة موليدة ابنة عم علي ابراهيم لحظة الكشف عن لوحة الشارع الذي يحمل اسمه (الفرنسية)

بعد ستة وعشرين عامًا على مقتل الشباب إبراهيم علي ارتأت مدينة مارسيليا الفرنسية أخيرًا “أن تنصف أحد أبنائها”.

وجاء في تقرير لصحيفة (لوموند) الفرنسية أن عمدة مدينة مارسيليا “بينوا بايان” افتتح  شارعًا باسم الشاب الذي قتل على أيدي أحد أعضاء الجبهة الوطنية عام 1995 وتم الكشف عن اللوحات التي تحمل اسمه وذلك بعد أسبوعين من التصويت على إعادة تسمية الشارع.

وقال بايان زعيم حركة ربيع مرسيليا “كانت هذه المعركة طويلة جدًا، واليوم مدينة مرسيليا تنصف أحد أبنائها. اسم ابراهيم علي الآن أصبح تراثنا، إنه جزء من تاريخنا المشترك”.

وأضاف “إعادة تسمية هذا الشارع الذي يوجد في الدائرة الخامسة عشرة  لمارسيليا، كان مسؤولية سياسية وواجبًا أخلاقيًا” وهو انتصار مزدوج  ومحاولة رمزية لإصلاح  صورة مدينة مارسيليا كمدينة للتعايش بين الأعراق والثقافات”.

انتصار مزدوج

وقالت سامية غالي نائب رئيس بلدية مارسيليا “إن هذا الغياب القسري يشعل حالة حزن حقيقي تسيطر على القلب”، مضيفة “لقد تأثرت كثيرا بما وقع منذ 26 عاما، لكني كسيدة يسارية أرى بأن هذا الاعتراف يمنحنا فرصا جديدة للحياة”.

وقالت فاطمة موليدة، ابنة عم إبراهيم علي “للأسف لا تزال كلمات الفاشية والعنصرية والجبهة الوطنية عملة رائجة في فرنسا اليوم”.

أما الفنان الفرنسي من أصول أفريقية سولي مباي الذي أصبح المتحدث باسم المقربين من إبراهيم، فقال “إن القتال يجب أن يبقى مستمرا إلى حين القضاء على الأفكار اليمينة المتطرفة”.

فرنسيون ومسلمون يرفعون شعارات رافضة لأفكار اليمين المتطرف (الفرنسية)

وخلصت لوموند إلى أن هذا الحدث الرسمي شكل محصلة صراع طويل امتد ستة وعشرين عامًا، طلبت خلاله عائلة إبراهيم علي وأحباؤه لفتة رمزية من رئيس بلدية مرسيليا، جان كلود جودين من دون جدوى.

لكن وفي لحظة التأبين التي اجتمع فيها عدد من الفنانين والناشطين المناهضين للفاشية وسكان المناطق الشمالية، بدت الاحتفالية وكأنها نوع من التصالح مع ذاكرة ضحايا اليمين المتطرف في فرنسا.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة لوموند الفرنسية