إثيوبيا: سنعبئ سد النهضة ثانية ولا علاقة للمفاوضات بذلك

منظر عام لنهر النيل الأزرق أثناء مروره عبر سد النهضة الإثيوبي( غيتي)

قالت وزارة الخارجية الإثيوبية اليوم الأربعاء، إن إثيوبيا ستقوم بالتعبئة الثانية لسد النهضة وأنه لا علاقة للمفاوضات بذلك.

وقال المستشار القانوني في وزارة الخارجية الإثيوبية إبراهيم إدريس إن من حق إثيوبيا بناء السد وفقا لوثيقة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، مؤكدا أن بلاده ستقوم بالتعبئة الثانية، وأن هذه الخطوة لا علاقة لها بمفاوضات سد النهضة.

وأضاف إدريس -وهو عضو في وفد التفاوض بشأن سد النهضة- أن بلاده ستمضي في بناء السد رغم المحاولات المصرية والسودانية التي وصفها بغير المقبولة.

وبدأت أثيوبيا في ملء خزان السد عقب أمطار الصيف الماضي رغم مطالب من مصر والسودان بالتوصل أولًا إلى اتفاق ملزم بشأن تشغيله قبل البدء في الملء.

في غضون ذلك، قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن الوزير سامح شكري بحث مع منسق خلية العمل المعنية برئاسة الكونغو الديمقراطية للاتحاد الأفريقي ألفونس نتومبا في القاهرة المقترح الذي تقدم به السودان لتطوير آلية مفاوضات سد النهضة.

ونقل البيان عن شكري قوله إن مصر تؤيد مقترح السودان بتشكيل رباعية دولية تشمل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي للتوسط في مفاوضات سد النهضة، معتبرا أن المقترح سيدفع المسار التفاوضي قدما للتوصل إلى الاتفاق المنشود في أقرب فرصة.

وأكد الوزير المصري حرص بلاده على إطلاع الكونغو الديمقراطية -التي ترأس الاتحاد الأفريقي في دورته الحالية- على آخر التطورات الخاصة بملف سد النهضة، لأن الاتحاد الأفريقي هو الذي يرعى مسار المفاوضات.

وترى مصر أنَ السدَ يمثل تهديدا كبيرا لإمداداتها من المياه العذبة التي يأتي أكثر من 90% منها من النيل، في حين تقول إثيوبيا إن السد حيوي لتنميتها الاقتصادية.

كان وزير الري السوداني ياسر عباس قال في وقت سابق إن اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة دون اتفاق يهدد 20 مليون سوداني، مؤكدا أن بلاده تسعى لإشراك المزيد من الوسطاء الدوليين.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن عباس قوله إن إعلان إثيوبيا نيتها ملء خزان السد يشكل تهديدا مباشرا لتشغيل سد “الروصيرص السوداني” ويهدد كل مشاريع الري بالنيل الأزرق .

وتعثرت المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا، على مدار السنوات الماضية، وسط اتهامات متبادلة بين القاهرة وأديس أبابا بالتعنت والرغبة بفرض حلول غير واقعية.

وتصر أديس أبابا على ملء السد حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق مع القاهرة والخرطوم، بينما تصر الأخيرتان على ضرورة التوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي بشأن السد الواقع على النيل الأزرق.

غوتيريش يبحث أزمتي سد النهضة وتوتر الحدود

من ناحية أخرى بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، تطورات ملفي سد النهضة والأوضاع على الحدود مع إثيوبيا.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية أن الجانبين أكدا على أهمية تعزيز السلام والاستقرار بالمنطقة، في حين جدد غوتيريش التزام الأمم المتحدة بدعم التحول الديمقراطي والسلام بالسودان.

وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لسد النهضة، في يوليو/ تموز المقبل، بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.

ومع تعثر مفاوضات سد النهضة برز التوتر الحدودي في منطقة الفشقة بين الخرطوم وأديس أبابا، بعد إعلان الجيش السوداني، أن مليشيا إثيوبية مسنودة بجيش بلادها اعتدت على أراض وموارد البلاد على الحدود بين البلدين.

وتفاقم نزاع حدودي بين إثيوبيا والسودان، منذ إعلان الخرطوم في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده في منطقة “الفشقة” الحدودية مع إثيوبيا، نتج عنه توتر واشتباكات مسلحة بين البلدين.

ويطالب السودان بوضع علامات حدودية مع إثيوبيا بناء على اتفاقية 15 مايو/ أيار 1902، التي وقعت في أديس أبابا بين إثيوبيا وبريطانيا (نيابة عن السودان) لكن أديس أبابا ترفض الاعتراف بالاتفاقية.

المصدر : الجزيرة مباشر