عقوبة إضافية بحق إعلامي مصري “أهان الصعايدة”.. إليك التفاصيل

قرر المجلس الأعلى للإعلام في مصر، اليوم الأحد، منع الإعلامي تامر أمين من الظهور في وسائل الإعلام لمدة شهرين، وذلك في ثاني عقوبة بحقه إثر “إهانته” أهل الصعيد (جنوب البلاد)، خلال برنامجه التلفزيوني قبل أيام.

وقال أمين (49 عامًا)، المقرب من السلطة، في برنامجه على فضائية (النهار) إن أهل الصعيد ينجبون أبناء لدفعهم إلى العمل بالمنازل والإنفاق على أسرهم وليس للتعليم قبل أن يقدم، الجمعة الماضية، اعتذارا لهم من خلال مقطع فيديو.

ونشر حساب رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك بيانًا عن وزارة الدولة للإعلام، أكدت فيه أن حرية التعبير لا تعني مطلقًا الإساءة لأي مواطن، مشيرة إلى رفضها إلقاء التهم جزافًا، وأشادت بوقف تامر أمين نظير ما بدر منه من إساءة لقطاع عريض من الشعب المصري.

وناشدت الوزارة المصريين على وسائل التواصل بوقف التصعيد حرصا على مشاعر أبناء الصعيد ودرءًا للإثارة وتأليب الرأى العام بشكل يضر بمصلحة المجتمع وتماسكه، كما دعت أبناء الصعيد للهدوء وتجاوز الأمر.

ورغم اعتذار أمين الواضح عن تصريحاته إلا أن الكثير من أهل الصعيد رفضوه واستمروا بالرد عليه على منصات التواصل تحت وسم (#غير_مقبول) أي الاعتذار.

وأوضح المجلس، في بيان، أن التحقيق مع أمين انتهى اليوم إلى تغريم قناة (النهار) بـ250 ألف جنيه (نحو 16 ألف دولار) ووقفه ومنع ظهوره في وسائل الإعلام شهرين كما قرر المجلس إحالة بلاغات -قدِّمت إليه بشأن ما صرح به أمين ضد أهل الصعيد- إلى النيابة العامة.

ويأتي قرار المجلس بعد ساعات من إعلان نقابة الإعلاميين في مصر، أمس السبت، إيقاف أمين عن مزاولة المهنة لمخالفته ميثاق الشرف الإعلامي.

وقال نقيب الإعلاميين طارق سعدة -في تصريحات تلفزيونية- إن إلغاء التصريح كإلغاء رخصة قيادة سيارة ومن ثم يستجوب تقديم طلب جديد وللنظر فيه (ليس هناك مدة محددة للحصول عليه).

وأفاد بيان للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (رسمي) “تقرر وقف برنامج الإعلامي تامر أمين (آخر النهار المُذاع على فضائية محلية) إلى حين التحقيق معه”.

وأكد البيان على ضرورة الالتزام بمدونات النشر التي تحض على تعظيم القيم السلوكية والأخلاقية، والاحترام الكامل لأهالي الصعيد (سكان جنوبي مصر) الذين يمثلون الشهامة والمروءة والرجولة.

وجاء حديث أمين عن أهل الصعيد بالتزامن مع حملات رسمية تحذر من خطورة الزيادة السكانية وتدعو إلى عدم إنجاب أكثر من طفلين.

وقبل أيام، علّق أمين على مشكلة الزيادة السكانية في بلاده قائلا “الأهالي في الصعيد ينجبون أطفالا لا ليلتحقوا بالتعليم بل لينفق الأبناء على آبائهم”، مضيفًا في برنامجه “في تلك المناطق حين يبلغ الولد 6 أو 7 سنين يُلقيه أهله في ورشة لتعلم حرفة ما ولو الأب خلف (أنجب) بنات بيشحنوها (يرسلوها) على القاهرة عشان يشتغلوا (من أجل العمل) كخادمات”.

وأثارت التصريحات حفيظة كثيرين رأوا فيها أن المذيع أهان قطاعات واسعة منهم وتصدى كثيرون للرد عليه عبر مواقع التواصل، وتصدرت وسوم تتضمن اسم (تامر أمين) قائمة الوسوم الأعلى تداولا خلال الساعات الأخيرة.

وقال مغردون إنه إذا كان بعض الأهالي يضطرون لفعل ذلك فهذا يرجع لعدم اهتمام الدولة بتنمية الصعيد والريف وإيجاد فرص عمل حقيقية لأهله، كما أن من مسؤولية الدولة محاسبة كل من يحرم أطفاله من التعليم ويتعمد تشغيلهم.

وحمّل معارضون النظام المصري مسؤولية نيل أحد إعلامييه من أهل الصعيد، المعروف بتدني الدخل، رفضت وسائل إعلام محلية وإعلاميون موالون للسلطة تصريحات أمين، معتبرينها تنال من المجتمع وأنها حديث غير لائق ويخالف توجهات الدولة.

ولم يصدر تعقيب من أمين على قرار إلغاء ترخيص مزاولة المهنة ومنع الظهور الإعلامي، غير أنه وفق القانون يحق له الطعن قضائيًّا أو التظلم نقابيًّا.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالات