الواشنطن بوست: بايدن يواصل العمل كالمعتاد مع دكتاتور ترمب المفضل

السيسي وترمب جمعتهما علاقة ودية يستأنفها بايدن الآن (رويترز)

قالت صحيفة الواشنطن البوست الأمريكية في افتتاحيتها، اليوم الجمعة، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم يغيّر سياسة سلفه دونالد ترمب تجاه مصر ورئيسها رغم تعهده بذلك قبل توليه منصبه.

وذكّرت الصحيفة بتغريدة سابقة لبايدن عندما كان مرشحا رئاسيا، في يوليو/تموز الماضي، قال فيها “لا مزيد من الشيكات على بياض لدكتاتور ترمب المفضل” في إشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك في معرض رده على اعتقال قوات الأمن المصرية لعدد من أقارب الناشط الحقوقي والمواطن الأمريكي محمد سلطان آنذاك.

وجاء رد السيسي على ذلك، يوم الأحد الماضي، في شكل مداهمات جديدة لمنازل ستة من أقارب سلطان، إذ قُبِضَ على اثنين من أبناء عمومته بينما قالت السلطات الأمنية إنها تبحث عن أربعة آخرين ليس لأحد منهم أي نشاط سياسي.

وقالت الصحيفة إن قوات الأمن استجوبت من اعتقلتهم بشأن صلتهم بمحمد سلطان الذي خاطب أخيرًا العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي بشأن إنشائهم تكتلا سياسيا جديدا معنيا بحقوق الإنسان في مصر، وأضافت أن نظام السيسي -الذي وصفته بأنه الأكثر قمعاً في تاريخ مصر الحديث- يواصل معاقبة معارضيه ومحاولته إسكاتهم من خلال التنكيل بأقاربهم في تحدٍ واضح للرئيس بايدن.

 

ورغم ذلك وافقت وزارة الخارجية الثلاثاء الماضي على صفقة صواريخ أمريكية قيمتها 197 مليون دولار لنظام السيسي. ووصف المتحدث باسم الوزارة نيد برايس الصفقة باعتبارها “تجديدا روتينيا للأسلحة الدفاعية”.

وبعبارة أخرى، فإن بايدن وإن لم يعط السيسي شيكا على بياض، فإنه يواصل العمل كالمعتاد مع نظامه الذي يسدد ثمن الأسلحة من مساعدات أمريكية سنوية قيمتها 1.3 مليار دولار وهي واحدة من أكبر المعونات الأمريكية المقدمة لدولة أجنبية، وفقا للصحيفة.

ومن جانب آخر حرصت الإدارة الأمريكية على إطلاق بعض العبارات الحادة، إذ قال برايس “لن نتسامح مع أي اعتداءات أو تهديدات من حكومات أجنبية ضد مواطنين أمريكيين أو أفراد أسرهم. فمثل هذا السلوك يتعارض مع قيمنا ومصالحنا ويقوّض شراكاتنا الثنائية حول العالم إلى حد كبير”.

لكن مثل هذه الكلمات -بحسب الصحيفة- لا تعني الكثير بالنسبة للرئيس المصري في حال استمرار الأموال والأسلحة الأمريكية في التدفق، مضيفة “فالجنرال السابق الذي قاد انقلابًا دمويًا عام 2013 ضد حكومة منتخبة ديمقراطيًا يعتمد على الجيش كليا، الذي هو يعتمد بدوره على قطار المساعدات الأمريكية”.

وارتأت الصحيفة أن الفكرة القائلة إن هذا الترتيب “يخدم المصالح الأمريكية والعالمية” -كما زعم برايس- لا تصمد أمام التدقيق، فعلى مدى السنوات الماضية كان أبرز عمل للجيش المصري هو دعم المتمردين الليبيين الذين حاولوا الإطاحة بالحكومة المدعومة من الأمم المتحدة وواشنطن.

وأوضحت الصحيفة “منذ توليه منصبه، دأب بايدن على التحدث بقوة بشأن الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بما في ذلك في ميانمار وروسيا والصين. وهذا تغيير مرحب به ومطلوب بشدة بعد سياسات سلفه دونالد ترمب، الذي دافع بصوت عالٍ عن طغاة مثل السيسي. ولكن إذا أراد للرئيس الجديد أن يكون له تأثير ملموس فعليه أن يربط أقواله بالأفعال”.

وقالت “ستكون الخطوة الأولى الجيدة في هذا الإطار هي التشاور مع التكتل السياسي الجديد المعني بحقوق الإنسان في مصر حول ربط المزيد من المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة لمصر بالإفراج عن السجناء السياسيين بدءاً من أقارب محمد سلطان”.

المصدر : واشنطن بوست