بايدن يحذر الصين من انتهاكات حقوق الإنسان وكندا تدرس اعتبار معاملة الإيغور “إبادة جماعية”

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال لقاء مع محطة أمريكية- 16 فبراير(رويترز)

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن الصين ستدفع ثمنا بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

وقال بايدن في رد على استفسار بشأن تعامل الصين مع الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ إن الولايات المتحدة ستؤكد مجددا على دورها العالمي في الدفاع عن حقوق الإنسان، مضيفا أنه سيعمل مع المجتمع الدولي لحمل الصين على حماية تلك الحقوق.

وأوضح بايدن بعد إلحاح عليه بشأن القضية خلال اللقاء الذي بثته محطة سي إن إن مساء الثلاثاء “حسنا ستكون هناك تداعيات على الصين وهو يعلم ذلك” في إشارة إلى الرئيس الصيني.

وتعرّض الرئيس الصيني شي جين بينغ لانتقادات من قبل دول ومنظمات حقوقية دولية، لاحتجازه أقلية الإيغور المسلمة في معسكرات اعتقال بالإضافة إلى انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان.

وقال بايدن خلال اللقاء “الصين تسعى جاهدة لأن تصبح زعيمة عالمية ولكي تحصل على هذا اللقب وتكون قادرة على فعل ذلك عليها أن تكسب ثقة الدول الأخرى”.

وأضاف “طالما أنهم يمارسون نشاطا يتعارض مع حقوق الإنسان الأساسية فسيكون من الصعب عليهم القيام بذلك”.

امرأة تعمل بمزرعة للقطن في إقليم شينجيانغ (رويترز)

 قلق أمريكي

كان الرئيس الأمريكي قد شدّد خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني استغرقت ساعتين هذا الشهر، على أن الولايات المتحدة تعطي أولوية للحفاظ على منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومفتوحة وهي المنطقة التي تمثل تنافسا رئيسيا واستراتيجيا بين الولايات المتحدة والصين.

وأعرب بايدن عن قلقه بشأن الممارسات التجارية القسرية وغير العادلة التي تقوم بها الصين وبشأن قضايا حقوقية مثل حملتها في هونغ كونغ واعتقالات شينجيانغ وغيرها من الإجراءات في آسيا.

معاملة الصين للإيغور “إبادة”

وفي ذات الشأن قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن كندا ودولا أخرى تدرس إمكانية إدراج معاملة الصين لأقلية الإيغور تحت بند الإبادة الجماعية.

وأوضح ترودو خلال مؤتمر صحفي “إنها كلمة محملة بالمعاني وهي أمر يجب بالتأكيد أن ننظر إليه في حالة الإيغور”.

وقال “أعرف أن المجتمع الدولي ينظر باهتمام كبير في هذا الأمر، ونحن معه ولن نتردد في أن نكون جزءا من القرارات حول هذا النوع من القضايا”.

كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب قد قالت إن سجن بيجين للأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ في أقصى غرب الصين يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.

وتقول منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان إن مليون شخص على الأقل من الإيغور وغيرهم من المسلمين محتجزون في معسكرات في شينجيانغ، في وقت تفرض الصين قيودا مشددة على الوصول إلى المنطقة ما يجعل الإبلاغ عن حالات والتحقق منها شبه مستحيل.

ويقول شهود عيان ونشطاء إن الصين تسعى إلى دمج الإيغور قسرا بالقضاء على العادات الإسلامية بما في ذلك إجبار المسلمين على أكل لحم الخنزير وشرب الكحول، مع فرض نظام للعمل القسري.

وتنفي الصين ذلك وتؤكد أن المعسكرات هي في الواقع مراكز للتدريب المهني تهدف إلى الحد من انتشار التطرف الإسلامي في أعقاب هجمات.

محاولة منهجية لتدمير الإيغور

كان وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو قال في يناير/كانون الثاني “نشهد محاولة منهجية لتدمير الإيغور من قبل دولة الحزب الصينية”.

وأكد وزير الخارجية الحالي أنتوني بلينكن أنه يوافق على هذا التوصيف وتعهد بمواصلة الموقف الصارم حيال الصين.

كانت كندا كشفت يوم الإثنين أن وزراء خارجية 58 دولة وقعوا “إعلان ضدّ الاعتقال التعسفي في العلاقات بين الدول” يستهدف احتجاز رعايا أجانب بشكل تعسفي، تؤكد أوتاوا أن بيجين استخدمته أخيرا ضدّ مواطنين كنديين.

وقال وزير الخارجية الكندي مارك غارنو في بيان إن هذه الممارسة غير القانونية وغير الأخلاقية تعرّض مواطني جميع الدول للخطر وتقوّض سيادة القانون.

ولم يتضمن الإعلان اسم دولة محددة لكنّ كندا تشير باستمرار إلى قضية كنديين تقول إنهما قيد “الاعتقال التعسّفي” في الصين، ولم توقّع الصين على هذا الإعلان.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات