هجوم أربيل.. العثور على سيارة أطلقت منها الصواريخ وواشنطن تتعهد بدعم التحقيق (فيديو)

أعربت الولايات المتحدة عن “غضبها” إزاء الهجوم الصاروخي على قاعدة جوية للتحالف الدولي في مطار مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق أسفر عن مقتل شخص وإصابة 6 آخرين.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان “تواصلت مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور برزاني لمناقشة الواقعة والتعهد بدعمنا لجميع الجهود المبذولة للتحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها”.

وأعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة في العراق أن هجوما صاروخيا على قاعدة عسكرية أمريكية في كردستان شمالي البلاد أدى إلى مقتل متعاقد مدني وإصابة خمسة آخرين وجندي أمريكي.

العثور على دليل

قالت قوات مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان إنها عثرت على السيارة التي أطلقت منها الصواريخ على مطار أربيل. ووجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة بشأن الهجوم.

وطالب رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، مجلس الأمن والأمم المتحدة بأخذ التهديدات ضد الإقليم على محمل الجد. وقال إن غياب التنسيق مع بغداد أدى إلى تشكيل مليشيات خارج سيطرة الحكومة الاتحادية أصبحت تهديدًا للإقليم.

من ناحيتها أدانت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق هينيس بلاسخارت هجوم أربيل وشددت على ضرورة حماية العراق من الصراعات الخارجية.

وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان إن القائد العام للقوات المسلحة وجه بتشكل لجنة تحقيق مشتركة مع الجهات المختصة بإقليم كردستان العراق، لتحديد الجهة التي تقف وراء الهجوم.

بدوره، وصف رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، الهجوم  بأنه “عمل إجرامي وقال في تغريدة إن “الهجوم الإرهابي الذي استهدف أربيل الآمنة يمثل تصعيدًا خطيرًا واستهدافًا لأمن البلاد”.

أكبر هجوم منذ عام

ويعد الهجوم الذي وقع أمس هو الأكثر دموية على القوات التي تقودها الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عام في العراق وثاني هجوم من نوعه، حيث استهدف مجهولون المطار في سبتمبر/أيلول الماضي بستة صواريخ دون وقوع خسائر بشرية.

وقال متحدث باسم التحالف على تويتر إن الهجوم أصاب قوات التحالف في أربيل وأوضح أنه سيتم الكشف عن المزيد من التفاصيل تباعًا. وتشغل القوات الأمريكية قاعدة عسكرية متاخمة للمطار المدني.

وقالت مصادر أمنية كردية إن ما لا يقل عن ثلاثة صواريخ سقطت قرب مطار أربيل في وقت متأخر من الليل، وسمع مراسلو رويترز عدة انفجارات قوية وشاهدوا حريقا يندلع قرب المطار.

وقال بيان لوزارة الداخلية في كردستان إن عددًا من الصواريخ أطلق باتجاه أربيل وضواحيها في حوالي الساعة 9:30 مساء بالتوقيت المحلي أسفر عن إصابة بعض الأشخاص، دون أن ذكر تفاصيل أخرى.

وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم “سرايا أولياء الدم” مسؤوليتها عن الهجوم على القاعدة قائلة إنها استهدفت “الاحتلال الأمريكي” في العراق.

وكان آخر هجوم دامٍ يستهدف التحالف قد أسفر عن مقتل جندي بريطاني واثنين من العسكريين الأمريكيين في مارس/آذار من العام الماضي.

ودفعت حالة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، الشرق الأوسط إلى حافة مواجهة شاملة في يناير/كانون الثاني العام الماضي بعد أن قتلت طائرة أمريكية مسيرة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في هجوم بالعاصمة العراقية.

وكانت واشنطن توعّدت في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، برَد مدمر في حال قُتل أي أمريكي في هجوم صاروخي في العراق.

وعقب سقوط الصواريخ انتشرت قوات أمنية في محيط المطار، وسمع تحليق مروحيات فوق تخوم المدينة.

تصعيد خطير

وجاء في تغريدة للرئيس العراقي برهم صالح أن “استهداف أربيل الذي أوقع ضحايا، يمثل تصعيدًا خطيرًا وعملًا إرهابيًا إجراميًا”.

كما أدان رئيس حكومة كردستان العراق مسرور بارزاني الهجوم “بأشد العبارات” وقال إنه تواصل مع رئيس الوزراء العراقي من أجل تعاون قوات الأمن في أربيل وبغداد في التحقيق.

وأكد مصدران أمنيان لوكالة الأنباء الفرنسية أن الهجوم شُن من داخل أراضي كردستان العراق، في حين قال مسؤول أمريكي إن الصواريخ التي أطلقت كانت من عيار 107 ميلمتر، وإنها أطلقت من منطقة تقع على بعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الغرب من أربيل.

وسبق أن استهدفت المرافق العسكرية والدبلوماسية الغربية بعشرات الصواريخ والعبوات الناسفة منذ خريف العام 2019، لكن غالبية أعمال العنف تركزت في العاصمة بغداد.

وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2019، قُتل متعاقد أمريكي بهجوم صاروخي على قاعدة في محافظة كركوك، ما دفع الولايات المتحدة إلى استهداف “كتائب حزب الله” بغارات جوية.

وفي مارس/آذار العالم الماضي، قُتل جندي ومتعاقد أمريكيان وجندي بريطاني بهجوم صاروخي، وردّت واشنطن بتوجيه ضربات لمواقع تابعة لكتائب حزب الله.

لكن منذ أن أعلن العراق الانتصار على تنظيم الدولة في أواخر عام 2017، قلّص التحالف الدولي عدد من قواته في العراق إلى ما دون 3500، بينهم 2500 جندي أمريكي.

وغالبية هذه القوات متمركزة في المجمّع العسكري في مطار أربيل، وفق ما أعلن مصدر في التحالف لوكالة الأنباء الفرنسية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات