مستقبل واتساب يتأرجح بين خصوصية البيانات وتحقيق الأرباح

تطبيق المحادثات "واتساب" يواجه تحديا جديدا بعد سيسة مشاركة بيانات العملاء
مستخدمون كثر غادروا تطبيق واتساب إلى تطبيقات منافسة من بينها سيغنال وتلغرام (غيتي)

منذ نشر تطبيق واتساب قواعده الجديدة المتصلة بخصوصية البيانات، بدأت مؤشرات البلبلة تنتشر وسط مستخدمي هذا التطبيق، كما تراجعت معدلات الثقة بهذه الخدمة المملوكة لفيسبوك، التي تؤدي دورًا جوهريًا في مستقبل الشبكة الاجتماعية العملاقة.

وكان تطبيق واتساب قد أعلن الشهر الماضي إرجاء دخول قواعد الاستخدام الجديدة حيّز التطبيق لمدة ثلاثة أشهر، وذلك ردًّا على  تنديد المستخدمين ورفضهم لما عدوه محاولة للاستيلاء على بياناتهم الشخصية.

وأكدت إدارة واتساب وجود سوء فهم للقواعد الجديدة لخدمة المراسلة التي تضم ملياري مستخدم حول العالم، وقالت “إن هدفها هو مساعدة التجار في تحسين التواصل مع زبائنهم عبر واتساب فقط”.

ورغم الشروح التي قدمتها واتساب وإرجاء العمل بالقواعد الجديدة حتى 15 مايو/أيار المقبل، فقد هجرمستخدمون كثر واتساب إلى منصات منافسة بينها سيغنال وتليغرام.

وقال الباحث في معهد (تك بوليسي لاب) التابع لجامعة واشنطن، راين كالو “إن ردود الفعل السلبية تجاه إعلان واتساب مبرّرة”.

امبراطورية فيسبوك 

وتشكل واتساب التي استحوذت عليها فيسبوك في 2014 في مقابل 19 مليار دولار، ورقة استثمارية استراتيجية أساسية للشبكة المملوكة من مارك زوكربيرغ التي تسجل تراجعا في نموها.

وتذهب المحللة في شركة (إي ماركتر) للدراسات جاسمين إينبرغ إلى أن الشبكة الاجتماعية العملاقة تسعي لمزيد من الربح والإيرادات المالية وتجاوز حالة الركود من خلال الاستثمار أكثر في تطبيق المراسلة. 

وقد أثارت رغبة فيسبوك في إدماج خدمة المراسلة ضمن عائلة التطبيقات الاجتماعية جدلا كبيرا دفع بعدد من الولايات الأمريكية إلى الدخول في مسارات قضائية للتحقيق في أهداف استحواذ منصة فيسبوك على واتساب وإنستغرام.

واعتبرت المحللة المالية في مصرف ميريل لينش الاستثماري جاستن بوست أن واتساب ستبقى “محركا مهمًا لمستقبل قيمة فيسبوك في البورصة”.

وأضافت أنه طالما استبعدت فيسبوك نشر إعلانات على واتساب فإن هذا دليل على رغبة الشبكة العملاقة في استخدام التطبيق منصة للتجارة الإلكترونية وخدمة لجذب المزيد من الزبائن.

مارك زوكربيرغ مؤسس شركة فيسبوك ورئيسها التنفيذي
مارك زوكربيرغ مؤسس شركة فيسبوك ورئيسها التنفيذي (غيتي)

 

بيانات مشتركة

ويؤكد الباحثيون الأخصائيون في شؤون السرية أن واتساب ظلت تقتسم بيانات المستخدمين في العالم مع فيسبوك منذ اعتماد قواعد جديدة عام 2016، لكن مواطني الاتحاد الأوربي كانوا محميين بموجب القوانين الأوربية لحماية الخصوصية.

وقالت غيني غيبهارت الباحثة في (إلكترونيك فرونتير فاونديشن) إن رغبة واتساب في فرض هذه الإجراءات “تمثل إهانة لذكاء المستخدمين”، مضيفةً “لقد اكتشف الناس أن واتساب تتشارك بيانات بدرجة أكبر بكثير مما كانوا يظنون، لكن الخيارات البديلة تبقى ضيقة”.

وشددت على أن “الكثير من الناس بدأوا يغادرون واتساب والعدد مرشح للازدياد، لكن “من غير المرجح أن نشهد نزوحًا جماعيًّا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية