مواطنون: بطون الجائعين أولى.. متحدث الرئاسة المصرية يفجر جدلا بمنشور عن المسجد الكبير

صورة نشرها متحدث الرئاسة المصرية للمسجد الكبير بالعاصمة الإدارية (فيسبوك)

“إطعام جائع خير من بناء ألف جامع”.. بهذه الكلمات علّق ناشطون ومواطنون مصريون على منشور للمتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي تضمن صورا وتفاصيل عن “مسجد مصر الكبير”.

وقبل يومين، نشر متحدث الرئاسة المصرية عبر فيسبوك صورًا للمسجد في العاصمة الإدارية الجديدة والذي وصفه بأنه أحد أكبر المساجد في العالم يتسع لـ 107 آلاف مصلٍ وترتفع مآذنه بطول 140 مترًا.

وأضاف المتحدث أن المسجد يتضمن مجموعة من القاعات الضخمة للاحتفالات والمناسبات وتحفيظ قرآن للرجال والسيدات والأطفال كما يحتوي على ساحة انتظار للسيارات ومرآب متعدد الأدوار بسعة إجمالية 3 آلاف سيارة.

وجدد المنشور حالة الغضب والاستياء التي واكبت إعلان الحكومة قبل نحو عامين إنشاء ثاني مسجد ضخم بالعاصمة الإدارية بعد مسجد الفتاح العليم، بتكلفة تصل إلى 800 مليون جنيه (51.23 مليون دولار).

واتهم المغردون آنذاك، السلطات بإهدار المال العام في غير صالح الشعب الذي يعاني بالأساس من سوء الخدمات العامة والغلاء. لكن هذه المرة اتخذ الغضب منحنى أشد مع تفاقم أزمة وباء كورونا وتعقّد ملف سد النهضة بالإضافة إلى حملات هدم منازل المصريين بدعوى مخالفة البناء من دون توفير بديل.

ورغم بعض الثناء الذي كلل منشور متحدث رئاسة الجمهورية، إلا أن العديد من المصريين وجدوها فرصة للتنفيس عن غضبهم والتعبير عن آرائهم ومتطلباتهم وبث شكاويهم واستغاثاتهم عبر هذه المنصة الرسمية أملًا في أن تجد لها صدى في أروقة النظام.

لقطة من تعليقات الناشطين على منشور بسام راضي عبر فيسبوك

وبشكل لافت، عبر مواطنون عن تفاقم حالة الفقر والتردي المعيشي التي وصلوا إليها خاصة في الريف المصري والصعيد، وفقدان كثير منهم لوظائفهم لاسيما بعد تفشي فيروس كورونا في البلاد، وأكدوا أن “بطون الجائعين أولى من مشاريع ليس لها أولوية وتهدر المال العام في غير محله” مستشهدين بأحاديث نبوية وأقوال مأثورة للصالحين.

وسلط بعض الناشطين الضوء كذلك على عدد من المظالم الشخصية والعامة ومشاكل العمال وأزمات التعليم والصحة، وآخرون عرضوا أفكارًا في محاولة لمعالجة بعض الأزمات وإيصال أصوات المهمشين إلى السلطات.

وفي مطلع عام 2019، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي أكبر مسجد في مصر بالعاصمة الإدارية، وهو مسجد “الفتاح العليم” المقام على مساحة 106 أفدنة، كما افتتح في الوقت نفسه أكبر كنيسة بمصر وهي كاتدرائية “ميلاد المسيح”، وأثار آنذاك موجة من السخرية والسخط.

وتقع العاصمة الإدارية الجديدة في مصر بين إقليم القاهرة الكبرى وإقليم قناة السويس، ومن المخطط أن تضم مقرات للبرلمان والرئاسة والوزارات الرئيسية والسفارات الأجنبية بالإضافة إلى مطار دولي ومتنزه رئيسي.

جميع صور التعليقات مأخوذة من منشور المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل