دخلت شهرها الرابع.. حملة “مقاطعة المنتجات الفرنسية” تتصدر المنصات العربية

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

ما زالت حملات “مقاطعة المنتجات الفرنسية” تتصدر قائمة الأعلى تداولًا على موقع تويتر في مصر وعدد من الدول العربية والإسلامية، وذلك للشهر الرابع على التوالي، وسط دعوات واسعة باستمرارها.

ويعكس التفاعل مع تلك الحملات، إصرار الناشطين على مواصلة حملات المقاطعة ردًا على إساءة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للإسلام ودفاعه عن الرسوم المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، رغم الجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل السلطات الفرنسية لاحتواء الأمر.

ومنذ انطلاق الحملات الشعبية والإلكترونية قبل نحو مئة يوم، يتفاعل يوميًا رواد منصات التواصل العربية والإسلامية، وقاموا برصد أبرز المنتجات والبضائع والعلامات التجارية الفرنسية المنتشرة في بلادهم، وحثوا على ضرورة مقاطعتها واستمرارالحملة وتوسيع نطاقها.

واليوم الإثنين، غرد ناشطون مصريون وعرب تحت وسم “مقاطعة المنتجات الفرنسية 97″، في إشارة إلي دخول المقاطعة يومها الـ97، ونشروا صورًا للمنتجات الفرنسية المعروفة في مصر، لتنبيه المواطنين بعدم شرائها وعدم التعامل مع المتاجر الفرنسية.

وجاءت دعوات المقاطعة للمنتجات الفرنسية، عقب تطاول أحد الرسامين الفرنسين على النبي محمد برسوم مسيئة، ودعم الأمر عدد من الشخصيات الرسمية الفرنسية، من بينها الرئيس ماكرون.

وفي محاولة لاحتواء الأزمة قام وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بزيارة لمصر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتقى شيخ الأزهر أحمد الطيب، الذي انتقد بدوره فرنسا بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول.

وأكد لودريان أنه جاء “ليشرح إذا لزم الأمر هذه المعركة، وفي الوقت نفسه النضال من أجل احترام حرية المعتقد”.

وجاء رد شيخ الأزهر حينها حاسمًا، فقال “إذا كنتم تعتبرون أن الإساءة لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حرية تعبير، فنحن نرفضها شكلًا ومضمونًا”.

وأضاف الطيب “الإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم مرفوضة تمامًا، وسوف نتتبع من يُسئ لنبينا الأكرم في المحاكم الدولية، حتى لو قضينا عمرنا كله نفعل ذلك الأمر فقط”.

وعلى مواقع التواصل رأى الكثيرون أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى مصر دليلا على نجاعة أسلوب المقاطعة، وتعهدوا بمواصلتها طالما لم يصدر عن السلطات الفرنسية اعتذار صريح عن التمسك بالرسوم المسيئة.

في سياق متصل، احتفى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بفكرة تطبيق “أين صُنع؟”، وهو تطبيق للهاتف المحمول نفذه مصريان؛ لكشف الدولة المنتجة للسلع عبر الباركود.

وقال مدونون إن التطبيق الذي طُرح بالتزامن مع دعوات مقاطعة المنتجات الفرنسية، يساعد كثيرًا في تجنب شرائها السلع والمنتجات الفرنسية.

 

وكتب مطوّر التطبيق أحمد جمال نصير، عبر حسابه بموقع فيسبوك “طُوِّر التطبيق للكشف عن إذا ما كان المنتج مصنوع في فرنسا أم لا، وذلك عبر خطوات بسيطة”.

وسجّل الاقتصاد الفرنسي ركودًا كبيرًا عام 2020، مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 8.3 في المئة، بحسب المعهد الوطني للإحصاء.

وكانت وكالة أنباء “رويترز” قد قالت في تقرير سابق لها إن مصالح فرنسا الاقتصادية باتت “على المحك” بعد تصاعد الدعوات في العالم الإسلامي لمقاطعة منتجاتها، في إطار الاحتجاجات على عرض رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في فرنسا.

وشهدت فرنسا خلال أكتوبر/تشرين أول الماضي، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد (عليه الصلاة والسلام) على واجهات المباني في فرنسا، مع إصرار الرئيس إيمانويل ماكرون، على عدم التراجع عن هذه الرسوم.

وأشعلت تصريحات ماكرون موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في دول عربية وإسلامية حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.

وحثت فرنسا آنذاك دول الشرق الأوسط على منع شركات التجزئة من مقاطعة منتجاتها، معتبرة أنها صادرة من “أقلية راديكالية”.

 

وقوبِلت الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية باستجابة واسعة في دول عربية وإسلامية عدة.

ونُشرت مقاطع فيديو لإتلاف وإزالة المنتجات الفرنسية من المحال والمراكز التجارية؛ نُصرة للنبي محمد على الخطاب الرسمي في فرنسا تجاه الإسلام والمسلمين.

وانتقلت المواقف ضد استمرار الإساءة للنبي الكريم من مستوى شعبي إلى إدانة رسمية عبر بيانات صدرت عن وزارات الخارجية في عدد من دول العالم العربي والإسلامي.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل