ذا تلغراف: إسرائيل تستغل مواقع التواصل للتأثير على شباب الخليج عبر فريق متخصص

إسرائيل تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي كقوة ناعمة لدعم سياسة التطبيع مع العرب (غيتي)

قالت صحيفة ذا تلغراف البريطانية في تقرير لها، إن السلطات الإسرائيلية قامت بإعادة نشر وتوزيع نخبة من الرواد المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والفارسية لبناء صداقات مع الدول الإسلامية وتحذيرهم من التهديد الذي تشكله إيران.

وأضاف تقرير في الصحيفة أن هذه المنصات التي يعمل بها فريق من الشباب متعددي اللغات الذين كوَّنُوا ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة على صفحات فيسبوك وتويتر وإنستغرام، يقومون بعملهم من داخل المخبأ الرقمي الموجود بمقر الشؤون الخارجية للحكومة.

ومنذ توقيع اتفاقيات إبراهام زادت منصات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية من إنتاجها بنسبة 20 في المئة، ونالت أكثر من 800 مليون مشاهدة للصفحة هذا العام. وبذلك فهي تمثل القوة الناعمة الإسرائيلية الجديدة التي تعمل على تعريف العرب بوجهات النظر الإسرائيلية بشأن القضايا الأمنية الرئيسية، مثل التهديد الذي يشكله النظام الإيراني والجماعات التي تعمل بالوكالة لحسابه في المنطقة.

وقال جوناثان جونين رئيس فريق اللغة العربية في وحدة التواصل الاجتماعي، لصحيفة صنداي تلغراف “إنها نقطة تحول كبيرة”، مؤكدا أن عملهم عبر الإنترنت وضع الأسس الأولى لاتفاقيات السلام بين إسرائيل والعرب.

وأضاف “لولا وسائل التواصل الاجتماعي لم نكن لنتمكن من الوصول إلى مثل هذا الجمهور الكبير في العالم العربي، لأن إسرائيل ليس لديها علاقات رسمية مع معظم الدول العربية، ومعظم وسائل الإعلام العربية معادية جدًا لنا”.

وأنجح منصة حتى الآن هي صفحة إسرائيل بالعربية على فيسبوك، التي تضم 2.8 مليون معجب. وتظهر إحدى المنشورات الأخيرة التي تلقت أكثر من 6000 “إعجاب”، مجموعة مبتهجة من العرب، إحداهن ترتدي الحجاب، وتجلس في مطعم في دبي مع السياح الإسرائيليين. وجاء في التعليق المصاحب للصورة “لغاتنا تختلف وأصولنا متنوعة، لكننا جميعًا بشر”.

ومن الرسائل التي أرسلتها الوحدة تغريدات مثل “تعلموا العبرية. كلمات بسيطة عن السلام. أهم الكلمات التي تتعلق بالسلام بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات الكامل بين إسرائيل والإمارات”.

وفي تدوينة أخرى على حساب إسرائيل بالعربية، نشرت الناشطة الإسرائيلية المؤثرة على منصات التواصل الإجتماعي سابير ليفي صوراً لها تحمل العلم الإسرائيلي وأعلام دول عربية أخرى. بالإضافة إلى صور لأطباق إسرائيلية شهيرة.

وعلى صفحات فيسبوك التابعة لهذه المنصات توجد صور براقة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مع هجوم مضاد على البلدان التي يمارس فيها وكلاء إيران نفوذًا مثل سوريا والعراق.

ويقول جونين “نحن نجمع بين المحتوى الناعم والمحتوى الدبلوماسي السياسي. ونريد أن نظهر للعالم العربي أن لدينا تحديًا مشتركًا، ليس فقط مع النظام الإيراني ولكن أيضًا في التنمية الإقليمية”.

كما تديرهذه المنصات ايضا قنوات التواصل الاجتماعي بالفارسية، التي تصل إلى حوالي مليون مستخدم في إيران التي تمثل العدو اللدود لإسرائيل.

وقال يفتاح كورييل، رئيس الدبلوماسية الرقمية، إنهم يريدون أن يُظهروا للإيرانيين أنهم “ليسوا أعداء لإسرائيل” وأن هناك تعاطفًا واسع النطاق مع أولئك الذين يعانون من الخراب الاقتصادي والقمع في الداخل الإيراني.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة التلغراف البريطانية