بعد ظهور أوميكرون.. ماذا يقول العِلم بشأن لقاحات كورونا والجلطات ونظريات المؤامرة؟ (فيديو)

بعد إعلان نيوزيلندا وفاة شاب (26 عامًا) نتيجة التهاب في عضلة القلب يُعتقد أن سببه تلقي لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا، سلط برنامج (مع الحكيم) الضوء على الأمر كونها ليست الحادثة الوحيدة منذ بدء حملات التطعيم عالميًّا.

وفي ضوء ذلك، أوضحت الدكتورة علياء أبو كيوان -الباحثة في علم البيولوجيا (الأحياء) الجزيئية بمستشفى مدينة هايدلبرغ الألمانية- أنه عندما يلاحظ العلماء أن نوعًا معينًا من اللقاحات يعطي عددًا من الأعراض النادرة، تُجرى مشورة بين الأطباء لتحديد الفئة المناسبة لتلقي هذا اللقاح التي لم تظهر عليها أي أعراض نادرة.

أما بالنسبة للتوصيات الصادرة من مراكز الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (سي دي سي)، فقد أقرت استخدام لقاحَي فايزر وموديرنا بدلًا من جونسون آند جونسون في تطعيم جميع البالغين ضد كوفيد-19.

وجاء ذلك بسبب تجلّطات دموية يُعتقد أن لقاح جونسون الأحادي الجرعة، مسؤول عنها ومتهم بالوقوف خلف 9 وفيات في الولايات المتحدة.

انخفاض فاعلية لقاح فايزر ضد فيروس كورونا بعد 6 أشهر (رويترز)

ليست الأولى

وأشارت الباحثة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ تكرر هذا الأمر عند ظهور بعض الجلطات كأعراض جانبية للقاح أسترازينيكا، وبالتالي صدرت توصيات بإعطاء اللقاح للفئات الأكبر عمرًا التي لم يظهر عليها أي تجلطات.

وأضافت أن هذه التوصية لا تعني حظر هذا اللقاح في الولايات المتحدة، إذ سيبقى فاعلًا في الوقاية من كوفيد-19 ومتاحًا للأشخاص الذين لا يمكنهم تلقي لقاحَي فايزر وموديرنا.

وأوضحت ضيفة الجزيرة مباشر أن الفائدة الأخيرة تكون للقاحات التي تحقق أعلى نسبة من الأجسام المضادة وأقل نسبة من الأضرار الجانبية، مشيرة إلى تسجيل حالات التهاب عضلة القلب في لقاحَي فايزر وموديرنا.

لكن الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة (نيتشر ميديسين Nature Medicine) أظهرت أن لقاح فايزر سبّب التهاب عضلة القلب بنسبة 1 في المليون، و6 في المليون للقاح موديرنا، أما كوفيد-19 نفسه فيسبب تجلطات والتهاب عضلة القلب بنسبة 40 في المليون.

ممرضة تقوم بتجهيز لقاح مودرنا المضاد لفيروس كورونا (رويترز)

نظريات المؤامرة

وبشأن الأسئلة التي ليس لها إجابات مقنعة وتزداد معها قناعات فئة أكبر من الناس بنظريات المؤامرة خاصة مع استمرار ظهور مزيد من المتحورات آخرها أوميكرون بالرغم من تطعيم عدد لا بأس به من سكان العالم، أوضحت الباحثة أن السبب الرئيسي في تصديق الناس لهذه النظريات هو عدم علمهم بتاريخ الفيروسات وطريقة عملها.

فعلى سبيل المثال، عند ظهور الأنفلونزا الإسبانية تجاوز عدد الوفيات 50 مليون شخص دون ظهور أي لقاح أو الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة المتوافرة حاليًّا، كما أنه من طبيعة الفيروسات التحور وظهور نسخ جديدة.

وشددت علياء أبو كيوان على أن معظم المتحورات تظهر في المناطق المكتظة، فمثلًا كان ظهور المتحور دلتا في الهند أول مرة بعد اجتماع ملايين البشر في بعض المراسم الدينية، كذلك يُعزى ظهور أوميكرون في أفريقيا إلى نسب التطعيم المنخفضة وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية الموصى بها.

ولذلك أوصت الباحثة باتباع القيود المفروضة والحرص على الحصول على جميع جرعات التطعيم المتاحة إلى حين ظهور المزيد من المعلومات بشأن المتحورات الجديدة، حيث توفر جرعات التطعيم -باختلاف أنواعها- أجسامًا مضادة ومناعة قد تصل إلى 6 أشهر، وهذا هو الحل الأمثل في الوقت الحالي لتجنب دخول المستشفيات أو الإصابة بأعراض حادة.

المصدر : الجزيرة مباشر