نيويورك تايمز: متطرفون هندوس دعوا إلى قتل المسلمين وسط صمت زعماء الهند

بوجا شكون باندي زعيمة جماعة "هندو ماهاسابها" الهندوسية المتشددة دعت صراحة إلى قتل المسلمين (فيسبوك)

تعهد ناشطون هندوس يمينيون بإيذاء المسلمين إذا لزم الأمر لجعل الهند “أمة هندوسية فقط”، بينما لم يحرك زعماء الهند ساكنًا وسط تزايد المشاعر المعادية للمسلمين في البلاد، حسب مقال بصحيفة نيويورك تايمز.

وانتفض مئات من الناشطين والرهبان الهندوس اليمينيين، في مؤتمر عُقد الأسبوع الماضي، ليقسموا أنهم سيحوّلون الهند -الجمهورية العلمانية بحسب دستورها- إلى أمة هندوسية حتى لو اقتضى ذلك الموت والقتل.

وقالت بوجا شكون باندي -زعيمة (هندو ماهاسابها) وهي جماعة تعتنق القومية الهندوسية المتشددة- في إشارة إلى مسلمي البلاد “إذا كان مئة منّا على استعداد لقتل مليونين منهم، فسننتصر ونجعل الهند دولة هندوسية. كن مستعدًّا للقتل واذهب إلى السجن”.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام في مدينة (هاريدوار) التي تبعد 150 ميلًا شمال نيودلهي، مثّل أكبر دعوة فاضحة للعنف وأكثرها إثارة للقلق في السنوات الأخيرة.

ودعا رهبان هندوس يمينيون آخرون إلى تسليح أنفسهم وقتل المسلمين، في القاعة المزدحمة التي ضمت زعماء دينيين مؤثرين تربطهم علاقات وثيقة بحزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي الحاكم، وعددًا من أعضاء الحزب أيضًا.

ورغم انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بالحدث على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في الهند، فإن (مودي) التزم صمته المميز الذي يقول محللون إنه يمكن تفسيره بكونه إشارة ضمنية بالحماية، وفق نيويورك تايمز.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الشرطة التي تسجن الناشطين الحقوقيين وممثلي الكوميديا بسهولة بسبب اتهامات تفتقر إلى الأدلة، تباطأت في اتخاذ الإجراءات، وحتى الجماعات السياسية المعارضة كانت مقيَّدة في ردها، في إشارة إلى الدرجة التي سيطرت بها القومية الهندوسية اليمينية على البلاد منذ تولي مودي منصبه عام 2014.

مسلمون يصلون الجمعة في جورجغرام بالهند حيث قاطع القوميون الهندوس الصلاة هناك بصرخات عنف ديني

وتأتي التصريحات التحريضية في الوقت الذي تجري فيه بعض الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم انتخابات، بما في ذلك ولايات (أوتار براديش) و(أوتارانتشال) حيث عُقد المؤتمر، وتم الإبلاغ عن حوادث متعددة للعنف ضد المسلمين خلال موسم الانتخابات، بما في ذلك هجمات من حشود حاولوا إغلاق محال تجارية مملوكة للمسلمين.

ويدعو الهندوس اليمينيون المتطرفون إلى العنف عبر الإنترنت منذ سنوات، لكنه انتشر مؤخرًا في الشوارع، وتعرّض بائعو فاكهة مسلمون للضرب والسرقة، كما تعرّض ناشطون مسلمون للتهديد بالمقاضاة بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

وفي الأشهر الأخيرة، دأب هندوس متطرفون في مدينة جوروغرام -وهي مركز تقني رئيسي يبعد نحو 15 ميلًا جنوب نيودلهي- على مهاجمة المسلمين أثناء صلاة الجمعة، حيث تقطع عصابات من اليمين المتطرف الصلاة بالهتافات للآلهة الهندوسية المزعومة.

وبعد 4 أيام من انتهاء المؤتمر -وعقب تداول مقاطع الفيديو على نطاق واسع- أعلنت الشرطة في (أوتارانتشال)، يوم الجمعة الماضي، أنها فتحت تحقيقًا لكن من دون أي اعتقالات.

وقال مسؤولون إنهم سجلوا قضية ضد منظمي المؤتمر بتهمة الترويج لـ”العداء بين الجماعات المختلفة على أساس الدين”، وهو ما قد يعني عقوبة بالسجن تصل إلى خمس سنوات.

المصدر : نيويورك تايمز