شاهد: نازحة يمنية تطوف المدن بحثا عن مكان آمن لأبنائها

قالت بصوت متهدج “طول عمرنا ما طلبنا ولا تبهدلنا، ومن يوم ما جات الحرب، الناس مرتاحة واحنا مهجرين”.

بهذه الكلمات ووسط الدموع، تصف زهراء علي -النازحة اليمنية- حالها وحال أولادها، فهي في رحلة طواف حول المدن اليمنية بحثا عن مكان آمن تسكن فيه.

وتحكي زهراء أنها كانت في منطقة البقع عندما اندلعت الحرب مع جماعة الحوثي، وقالت إنها خرجت من المنطقة مع الجميع، لكنها اضطرت للرحيل مرة أخرى بسبب وصول المعارك إلى المنطقة التي انتقلوا إليها.

وفي رحلة النزوح المتواصلة، تقول زهراء إنها وصلت إلى مأرب لكنها نزحت مجددا إلى منطقة جديدة في رحلتها الدائمة للبحث عن الأمان والعيش.

وأخيرا حطت زهراء الرحال في (مخيم السميا) لكن الأوضاع في المخيم الذي يفتقر لأبسط المقومات تجعل منه أبعد ما يكون عن مكان آمن للعيش.

ووسط العبرات تطلب زهراء من المنظمات وأهل الخير توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة في المخيم، مشيرة إلى معاناتها وأسرتها في الحصول على الطعام.

وتسببت الحرب الأهلية في اليمن في “أسوأ أزمة إنسانية في العالم” بحسب الأمم المتحدة، في ظل اعتماد نحو 80% من السكان البالغ عددهم 29 مليون نسمة على المساعدات، فضلا عن مواجهة 13 مليونا لخطر الموت جوعًا.

ويشهد اليمن بعد 6 سنوات من الاقتتال على السلطة انهيارا في قطاعات الصحة والاقتصاد والتعليم وغيرها، فيما يعيش أكثر من 4 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض.

ويفاقم قدوم فصل الشتاء والبرد من مأساة النازحين اليمنيين الذين يعيشون في العراء دون مأوى بسبب انعدام الغذاء والكساء.