كيف تؤثر تهديدات تغير المناخ على صحة البشر؟ (فيديو)

تهديدات المناخ على الصحة العامة للبشر ما هي؟ (غيتي)

مع انعقاد قمة المناخ العالمية بمدينة غلاسكو، تزداد الأسئلة عن تهديدات المناخ على الصحة العامة للبشر، في وقت لا تزال كثير من الدول تعتمد بشكل كبير على موارد الطاقة التي تضر بالبيئة.

وتعتمد دول البلقان، بشكل كبير على موارد طاقة تعتبر ضارّة، ووفق تقرير للبنك الدولي يموت نحو 760 سنويا في كوسوفو بسبب تلوث الهواء الناتج عن استخدام الفحم في توليد الكهرباء.

وتناول برنامج الحكيم تقريرا يوضح معاناة أحد العمال (سكندر سمايلي) بسبب هذا التلوث.

يقول العامل “كان هناك الكثير من الغبار والنار والرماد، كنت أعمل في وحدة التدفئة حيث يجب علينا تنظيف الأفران، بعد حرق الفحم داخلها تحت درجات حرارة عالية”.

وقال سمايلي “لم نتمكن من التعرف على بعضنا البعض آنذاك، كان الغبار يغطينا تماما، ولكن كان علينا العمل، لم يكن لدينا خيار آخر لإطعام عائلاتنا”.

وفقا للتقارير الحديثة، ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار درجة مئوية واحدة منذ ما قبل الصناعة، وحدث نحو الثلثين من هذا الارتفاع منذ 1986.

وأفادت التقارير بخروج أكثر من 42 مليار طن من ملوثات الهواء كل عام، وتعد الولايات المتحدة أكبر مصدر لانبعاث الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري وتحتل حاليا المرتبة الثانية بعد الصين في الانبعاثات السنوية.

التأثيرات الصحية

وفي وقت تتأثر الصحة دائما بالمناخ والطقس، فإن تغير المناخ وتقلبه يمثل تهديدا كبيرا لصحة الإنسان.

ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن، ولكن ماذا تعني زيادة درجات الحرارة بالنسبة لصحة الإنسان؟

لتوضيح ذلك فإنه عند زيادة درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، تفقد 44% من الفقاريات نصف مداها الجغرافي، والنباتات والحشرات أكثر من الثلثين.

كما تنخفض غلة الحبوب العالمية بشكل كبير وينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 30%، وتزداد الوفيات الناجمة عن ارتفاع ضغط الدم في الولايات المتحدة بأكثر من 700%.

زيادة العواصف

وتتسبب درجات الحرارة المرتفعة في تبخر كمية أكبر من المسطحات المائية ما يؤدي إلى زيادة مرات وشدة المطر، والتي يطلق عليها الآن “قنابل المطر” وإلى زيادة العواصف وشدة الأعاصير.

وقد تسبب إعصار (ماريا) وهو أعنف عاصفة في موسم الأعاصير الأطلسية شديد النشاط لعام 2017 – في مقتل ما يقرب من 3 آلاف شخص.

تحت الماء

بالإضافة إلى الأعاصير، فإن الاحتباس الحراري يعني أن المعدل الحالي للارتفاع في المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر أكبر من أي وقت مضى.

أما بالنسبة لارتفاع مستويات سطح البحر من ذوبان الجليد، فإنه عند ارتفاع مستوى البحر 20 قدما، ستكون معظم فلوريدا وثلث مدينة نيويورك تحت الماء.

كما يؤدي ارتفاع مستوى البحار أو الفيضانات إلى الإضرار بمياه الشرب ومعالجة مياه الصرف الصحي والتخلص من مياه الأمطار، ما يؤدي بدوره إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه.

الجفاف والحرائق

وتؤدي الحرارة والركود والجفاف إلى زيادة انتشار الحرائق البرية وشدتها ومدتها ومن المتوقع أن تتفاقم هذه الموجات، وهي نتيجة 5 سنوات متتالية من الحرارة غير المسبوقة.

ومثل هذه الحرائق لها أيضا تأثير دائم على جودة الهواء مع عواقب صحية خطيرة، على غرار الربو والتهاب الشعب الهوائية الحاد والالتهاب الرئوي.

وتؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى الشعور بالإرهاق وضربات الشمس وارتفاع الحرارة والجفاف الذي قد يؤدي في الحالات القصوى إلى الوفاة.

وعلاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تفاقم الحالات الموجودة مسبقا مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والدماغ والكلى والحالات المرتبطة بمرض السكري.

وعلى سبيل المثال، أدت موجة الحر الأوربية في عام 2003 إلى وفاة ما يزيد عن 70 ألف حالة وفاة مبكرة.

كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة أيضا على ما يسمى بالأمراض المنقولة بالنواقل التي يحملها، على سبيل المثال، البعوض والبراغيث والقراد والقوارض، والدليل على ذلك تضاعف حالات حمى الضنك التي ينقلها البعوض.

تأثيرات نفسية

هناك قائمة طويلة من الحالات الصحية العقلية والسلوكية التي تتراوح من القلق والاكتئاب وتعاطي الكحول وتعاطي المخدرات إلى الإجهاد اللاحق للصدمة والانتحار.

فعلى سبيل المثال، في أعقاب إعصار كاترينا عام 2005، زادت محاولات الانتحار بين النساء اللائي يعشن في مساكن مؤقتة 15 مرة، كما زادت حوادث جرائم العنف بما في ذلك القتل والعنف ضد المرأة بشكل كبير.

وتؤثر المشاكل المتعلقة بتغير المناخ أيضا على النساء الحوامل والأطفال وكبار السن وذوي الاعاقة والأقليات والفقراء، فنصف وفيات إعصار كاترينا كانت بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما، وكانت وفيات الأمريكيين من أصل أفريقي أعلى بمرتين إلى 4 مرات من الوفيات بين البيض.

المصدر : الجزيرة مباشر