بولندي مسلم يساعد في إطعام المهاجرين والجنود على الحدود مع بيلاروسيا

البولندي ماسياج سينجنوفيتش قرر مساعدة المهاجرين والجنود على حد سواء (أسوشيتد برس)

بكى البولندي (ماسياج سينجنوفيتش) عندما رأى المهاجرين على الحدود لأول مرة وهم في غاية الإرهاق والجوع أثناء محاولتهم الدخول إلى بلاده.

ورأى زعيم الجالية المسلمة في قرية (بوهونيكي) شرقي بولندا أن هؤلاء المهاجرين متعبون للغاية لدرجة أنهم لم يعودوا قادرين على الوقوف، وجوعى لدرجة قطفهم الفطر من الأرض للأكل، لكن كان أكثر ما يؤلمه هو سماع صراخ الأطفال وبكائهم.

وشهدت بولندا مؤخرا عبور مهاجرين من بيلاروسيا إلى منطقة غابات ومستنقعات على الحدود، وعمل سينجونوفيتش على مساعدتهم من خلال جمع الملابس لهم وإعداد الطعام من أجلهم.

وظهر عدد كبير من المهاجرين هذا الأسبوع على الحدود البولندية، مما زاد من حدة المواجهة السياسية بين الاتحاد الأوربي وبيلاروسيا. ومع وجود القوات على الحدود ساعد سنجونوفيتش في إطعامهم أيضا.

وزارت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية سينجنوفيتش السبت الماضي في مطعم حيث كان يشارك متطوعين آخرين في إعداد قدر كبير من حساء الدجاج والخضراوات الساخن من أجل الجنود والحراس الآخرين على الحدود، لكنه كان يأمل أيضا في أن يذهب بعضه إلى المهاجرين.

متطوعون يعدون قدرا كبيرا من حساء الدجاج والخضراوات الساخن (أسوشيتد برس)

ورغم أن المنطقة الحدودية محظورة بسبب حالة الطواريء منذ أوائل سبتمبر/ أيلول الماضي، فإن توصيل سينجنوفيتش للحساء إلى الحدود منحه أحقية وصول ليست لدى الآخرين، مما أمكنه من إلقاء نظرة على معاناة الناس عبر الأسلاك الشائكة في بيلاروسيا.

ومنذ شهور يحاول آلاف المهاجرين غير النظاميين التسلل عبر الحدود الشرقية لبولندا عن طريق بيلاروسيا على أمل شق طريقهم نحو غرب أوربا.

وبالنسبة للسياسيين في بولندا والاتحاد الأوربي يُنظر إلى هؤلاء المهاجرين- وغالبيتهم من المسلمين القادمين من الشرق الأوسط- باعتبارهم مشكلة ينبغي إيقافها.

غير أن هناك عددا كبيرا من البولنديين يرونهم بشرا يحتاجون للمساعدة، فذهب مسعفون إلى الغابات لتقديم المساعدة الطبية لمن تمكن من التسلل منهم، فهم غالبا ما يمرضون أو يصابون أثناء رحلتهم الشاقة.

وفي الوقت نفسه تبرع البولنديون من جميع أنحاء البلاد بالمال للمنظمات التي تستطيع إيصال الطعام والمساعدات الأخرى للمهاجرين في الغابات.

ورغم أن غالبية المتطوعين من الكاثوليك الذين يمثلون غالبية السكان في بولندا، فإن سينجنوفيتش هو زعيم الجالية المسلمة في قرية بوهونيكي حيث تعيش أقلية مسلمة تنحدر من المسلمين التتار الذين استقروا بالمنطقة منذ 600 عام.

ومع ذلك يقول سينجنوفيتش إن هويته الإسلامية ثانوية فقط عندما يتعلق الأمر بمساعدة المهاجرين، فمن المفترض أن “نساعد كل من دخل الحدود البولندية لأنهم بشر”.

وتتزايد المخاطر على المهاجرين مع اقتراب فصل الشتاء، وقد تم الإبلاغ بالفعل عن 9 حالات وفاة حتى الآن بمن فيهم شاب سوري يوم السبت.

المصدر : أسوشيتد برس