أطفال تُدفن قبل أن تعرف الحياة.. صرخات تهز إدلب لجد يحاول إيقاظ ابنته وحفيديه (فيديو)

نازح في إدلب يحمل جثة ابنة أخيه بعد القصف السوري (الخوذ البيضاء)

“مروة.. أسعد.. ردوا عليا” بهذه الكلمات حاول جد سوري مكلوم إيقاظ حفيديه وكأنهما نيامان داخل سيارة إسعاف في معرة مصرين شمالي إدلب.

راح الطفلان وأمهما ضحية قصف جوي شنته طائرة روسية من طراز “SU 34″، وفق ما أعلنه مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة السورية على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

في 3 غارات جوية على مدجنة بالقرب من مدينة إدلب قتل العدوان الجوي 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأة وأصاب 6 آخرين أغلبهم من عائلة واحدة وفق الدفاع المدني.

ونشر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مشاهد مؤلمة من إدلب لسوريين فقدوا ذويهم في القصف الجوي الروسي على المدينة أول أمس الخميس، وكتب على حسابه الرسمي على تويتر بأن الطيران الروسي استهدف مزرعة لتربية الدواجن.

من هول المشهد لم يأبه الجد باليد التي كانت تربت على كتفه ويحثه صاحبها على ترديد (لا إله إلا الله)، وكان يضع أحد حفيديه ليحمل الآخر وكأنه لا يصدق أنه فقد الثلاثة دفعة واحدة.

وفي صورة ظهرت فيها الصدمة في عينيه من هول مصيبة العائلة، حمل عمّ مروة ابنة أخيه بعد وفاتها والتي كانت ضحية مع والديها وشقيقها للمجزرة.

وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها الدفاع المدني، فرق الإنقاذ وهي تخرج الضحايا من تحت الأنقاض على صوت الجدة سعدة وهي تصرخ من شدة القهر والحسرة التي ألهبت صدرها.

وطبعت الجدة القبلة الأخيرة على جسم حفيدها الذي خرج جثة من تحت المباني، وجلست تحت ظل شجرة تستجدي الرحمة من الله.

حاول المتطوع في فرق الخوذ البيضاء ملهم صوان، وصف الألم الذي تعايشه فرق الإنقاذ، وظهر في إحدى الصور وهو يحمل طفلًا قتله العدوان، قائلا “عندما حملته بين يدي كنت أحاول أن أنظر في عينيه، خفت من نظراته أن تسألني لماذا يحدث هذا؟”.

وتساءل صوان في شهادته “عندما يشاهد الطيار الروسي هذه المشاهد ماذا يكون شعوره؟”.

 

ونقلت الخوذ البيضاء المشاهد الموجعة وقالت إن “صدى هذه الصرخات يسمعها كل حي، ترددها قلوب تعيش القهر منذ سنوات، بينما يصم المجتمع الدولي أذنيه عنهم ويدعم قاتلهم ليمعن أكثر في قتلهم”.

وأوضحت أن المشاهد لعائلة هجرها نظام بشار الأسد وروسيا من ريف حلب لتصبح ضحية غارات جوية.

قصف مستمر

وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول استهدف الطيران الحربي الروسي مخيم الخير للنازحين في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي وجبال صلوة وقاح شمالي سوريا.

وقال ناشطون إن المخيم خاص بالأرامل والأيتام، ونقلت الصور ومقاطع الفيديو من هناك مشاهد مروعة.

وخلف القصف دمارًا داخل المخيم إلى جانب حالة الهلع لدى الأطفال والكبار الذين سارعوا إلى إخلاء المخيم.

وقبلها بأيام وثقت كاميرات مراقبة داخل أحد المتاجر الصغيرة في مدينة أريحا بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا لحظة سقوط قذيفة في قصف مدفعي شنته قوات النظام السوري على المدينة.

وأسفر القصف المدفعي الذي وقع في ساعات الصباح الباكر بالتزامن مع توجه الكثير من الأطفال إلى مدارسهم عن مقتل 10 مدنيين تأكد وجود 4 أطفال بينهم.

وتزامن ذلك القصف مع انعقاد الجولة 6 من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية ضمن إطار الحل السياسي للأزمة الممتدة منذ عام 2011.

وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران التوصل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

لكن قوات النظام السوري وداعميها تهاجم المنطقة بين الحين والآخر رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 مارس/آذار 2020.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل