أطفال تُدفن قبل أن تعرف الحياة.. صرخات تهز إدلب لجد يحاول إيقاظ ابنته وحفيديه (فيديو)
“مروة.. أسعد.. ردوا عليا” بهذه الكلمات حاول جد سوري مكلوم إيقاظ حفيديه وكأنهما نيامان داخل سيارة إسعاف في معرة مصرين شمالي إدلب.
راح الطفلان وأمهما ضحية قصف جوي شنته طائرة روسية من طراز “SU 34″، وفق ما أعلنه مرصد تعقب حركة الطيران التابع للمعارضة السورية على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي.
"مروة ردي علي…أسعد رد علي…سدرة…ياجدي"
جدٌّ مكلوم يودع حفيديه وابنته، الذين كانوا من ضحايا مجزرة ارتكبتها الطائرات الروسية اليوم في معرة مصرين شمالي #إدلب.
تعجز الكلمات ويتوقف الزمن،و تضيع الذكريات وتتكلم الدموع بحرقة،لتحكي مأساة وطن ينزف وما بقي منه إلا الموت.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/EVGCfBwxPh— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) November 11, 2021
في 3 غارات جوية على مدجنة بالقرب من مدينة إدلب قتل العدوان الجوي 5 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأة وأصاب 6 آخرين أغلبهم من عائلة واحدة وفق الدفاع المدني.
ونشر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) مشاهد مؤلمة من إدلب لسوريين فقدوا ذويهم في القصف الجوي الروسي على المدينة أول أمس الخميس، وكتب على حسابه الرسمي على تويتر بأن الطيران الروسي استهدف مزرعة لتربية الدواجن.
عشر سنوات ويتكرر المشهد، وكأن قدر السوريين موت يلاحقهم وأطفال تدفن قبل أن تعرف الحياة ومنازل تصبح قبوراً.#معرة_مصرين#إدلب#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/gTW7TOZENx
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) November 11, 2021
من هول المشهد لم يأبه الجد باليد التي كانت تربت على كتفه ويحثه صاحبها على ترديد (لا إله إلا الله)، وكان يضع أحد حفيديه ليحمل الآخر وكأنه لا يصدق أنه فقد الثلاثة دفعة واحدة.
وفي صورة ظهرت فيها الصدمة في عينيه من هول مصيبة العائلة، حمل عمّ مروة ابنة أخيه بعد وفاتها والتي كانت ضحية مع والديها وشقيقها للمجزرة.
بعينيه حزن كبير، دموعه جفت من ألم الفراق، يحمل"مروة" ابنة أخيه التي كانت ضحية مع والديها وشقيقها للمجزرة التي ارتكبتها روسيا أمس في #معرة_مصرين شمالي #إدلب
هذا المشهد يختصر مأساة وطن مدمر وآلام عشر سنوات من القتل والنزوح وإرهاب النظام وروسيا.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/W6MmWsdNuN— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) November 12, 2021
وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها الدفاع المدني، فرق الإنقاذ وهي تخرج الضحايا من تحت الأنقاض على صوت الجدة سعدة وهي تصرخ من شدة القهر والحسرة التي ألهبت صدرها.
وطبعت الجدة القبلة الأخيرة على جسم حفيدها الذي خرج جثة من تحت المباني، وجلست تحت ظل شجرة تستجدي الرحمة من الله.
"ولادي جوا … ولادي جوا .. يا خيي"
مجزرة بحق مدنيين نازحين راح ضحيتها عائلة كاملة، رجل وزوجته وأطفاله وابن أخيه، وأصيب 6 آخرون، ارتكبتها الطائرات الحربية الروسية صباح اليوم الخميس 11 تشرين الثاني باستهداف مزرعة قرب معرة مصرين شمالي #إدلب.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/Qgk11zRfic— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) November 11, 2021
حاول المتطوع في فرق الخوذ البيضاء ملهم صوان، وصف الألم الذي تعايشه فرق الإنقاذ، وظهر في إحدى الصور وهو يحمل طفلًا قتله العدوان، قائلا “عندما حملته بين يدي كنت أحاول أن أنظر في عينيه، خفت من نظراته أن تسألني لماذا يحدث هذا؟”.
وتساءل صوان في شهادته “عندما يشاهد الطيار الروسي هذه المشاهد ماذا يكون شعوره؟”.
"لما حملته بين أيدي كنت عمحاول ما طلع بعيونه،خفت من نظراته تسألني ليش هيك صار، صرت فكر بأبوه وأمه وأخوه يلي كمان كانوا ضحايا للمجزرة، شغلة وحدة متمني أعرفها، الطيار الروسي لما بيشوف هي المشاهد شو بيكون شعوره؟"
المتطوع "ملهم صوان" أحد المستجيبين لمجزرة معرة مصرين.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/tprGIfW5ne— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) November 11, 2021
ونقلت الخوذ البيضاء المشاهد الموجعة وقالت إن “صدى هذه الصرخات يسمعها كل حي، ترددها قلوب تعيش القهر منذ سنوات، بينما يصم المجتمع الدولي أذنيه عنهم ويدعم قاتلهم ليمعن أكثر في قتلهم”.
وأوضحت أن المشاهد لعائلة هجرها نظام بشار الأسد وروسيا من ريف حلب لتصبح ضحية غارات جوية.
القهر عندما لا يبقى من يواسيها
على أنقاض الملاذ الأخير لعائلتها النازحة من ريف حلب الجنوبي، تقف سعدة 69 عاماً ولا تدري أين ستدفن ابنها وزوجته وأحفادها، أعذرينا فلا أحد يداوي جراح السوريين بل ينظرون إلى إشلائهم ويتجاهلون القاتل ويتغاضون عن عقابه أو ردعه.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/NddcX4xCks— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) November 11, 2021
قصف مستمر
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول استهدف الطيران الحربي الروسي مخيم الخير للنازحين في بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي وجبال صلوة وقاح شمالي سوريا.
وقال ناشطون إن المخيم خاص بالأرامل والأيتام، ونقلت الصور ومقاطع الفيديو من هناك مشاهد مروعة.
وخلف القصف دمارًا داخل المخيم إلى جانب حالة الهلع لدى الأطفال والكبار الذين سارعوا إلى إخلاء المخيم.
وقبلها بأيام وثقت كاميرات مراقبة داخل أحد المتاجر الصغيرة في مدينة أريحا بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا لحظة سقوط قذيفة في قصف مدفعي شنته قوات النظام السوري على المدينة.
كاميرا مراقبة توثق لحظة سقوط قذيفة أطلقتها قوات النظام السوري في مدينة #أريحا جنوب #إدلب #سوريا pic.twitter.com/TGDeztbBMx
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 20, 2021
وأسفر القصف المدفعي الذي وقع في ساعات الصباح الباكر بالتزامن مع توجه الكثير من الأطفال إلى مدارسهم عن مقتل 10 مدنيين تأكد وجود 4 أطفال بينهم.
وتزامن ذلك القصف مع انعقاد الجولة 6 من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية ضمن إطار الحل السياسي للأزمة الممتدة منذ عام 2011.
وفي مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران التوصل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
لكن قوات النظام السوري وداعميها تهاجم المنطقة بين الحين والآخر رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 مارس/آذار 2020.