هيومن رايتس ووتش تؤكد ممارسة فيسبوك رقابة على المحتوى الفلسطيني

الرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ (رويترز)

جددت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الجمعة، الاتهامات الموجهة لشركة فيسبوك بممارسة رقابة على المحتوى الفلسطيني على منصاتها المختلفة.

وقالت المنظمة -مقرها نيويورك- إن شركة فيسبوك والمنصة التابعة لها إنستغرام “حذفتا محتوى حملة (فلسطينيون) بما في ذلك تجاوزات ارتُكبت خلال المواجهة العسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة هذا العام”.

وصنفت ديبورا براون -كبيرة باحثي الحقوق الرقمية لدى هيومن رايتس ووتش- في بيان الإجراءات التي اتخذتها فيسبوك بأنها “رقابة”.

وأوضحت “قامت فيسبوك بقمع المحتوى الذي ينشره الفلسطينيون ومؤيدوهم وهم يتحدثون علنًا عن قضايا حقوق الإنسان في إسرائيل وفلسطين”.

وتابعت “بدلا من احترام حق الناس في التحدث علانية، تقوم فيسبوك بإسكات الكثير من الناس بشكل تعسفي ودون تفسير، ويكرر عبر الإنترنت بعض الاختلالات وانتهاكات الحقوق نفسها التي نراها على الأرض”.

وفي السياق، حثت المنظمة فيسبوك على إجراء “تحقيق مستقل بشأن تخفيف المحتوى الذي يعكس أي تحيز أو تمييز في سياساتها وأنظمتها”.

واستشهدت المنظمة الحقوقية بواقعة حذف فيسبوك منشورات تضمنت صورة لمبنى أُرفق بتعليق “هذه صورة لمبنى عائلتي قبل أن تقصفه الصواريخ الإسرائيلية، السبت 15 مايو/آيار 2021، لدينا ثلاث شقق في هذا المبنى”.

وأشارت إلى مراجعتها “لقطات شاشات من أشخاص كانوا يشاركون محتوى عن العنف المتصاعد وأبلغوا عن قيود على حساباتهم، بما في ذلك عدم قدرتهم على نشر محتوى أو بث مقاطع فيديو مباشرة على إنستغرام أو نشر مقاطع فيديو على فيسبوك أو حتى تسجيل الإعجاب بمنشور”.

تبريرات ومحاولات للتنصل

ولوحظ فرض فيسبوك رقابة على المحتوى الفلسطينيي عندما أدت صدامات في القدس المحتلة على خلفية طرد مقدسيين إلى تصعيد انتهى إلى مواجهة عسكرية دامية بين الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة.

في ذلك الوقت، اشتكى فلسطينيون من الرقابة التي فرضت على الشبكات الاجتماعية .

وردا على هذه الاتهامات، اكتفى مسؤولو فيسبوك بالاعتذار والتصريح ببعض التبريرات في محاولات للتنصل.

من جهته، ألقى تطبيق إنستغرام باللوم على “خطأ تقني أثر على الملايين من قصص الناس والأرشيفات والمحفوظات على مستوى العالم”.

وقال متحدث باسم فيسبوك حينها إن قيودًا فرضت “بالخطأ” على الوسم العربي “الأقصى” وأن الأمر أزيل بعدها.

واعتذرت فيسبوك حينها لجميع مستخدمي موقعها عن المسألتين، بما فيهم الفلسطينيون.

وقالت إن الاعتذار لجميع “الذين شعروا أن قدرتهم على إجراء مناقشة مفتوحة حول الأمور المهمة قد تأثرت بأي شكل من الأشكال”.

لكن (هيومن رايتس ووتش) ما زالت تصر على أن موقع فيسبوك “لم يعالج بشكل جوهري القضايا التي أثارتها”.

مخالفة المعايير المهنية

الاتهام بالانحياز للاحتلال الإسرائيلي يضاف إلى الضغط الدولي الذي تتعرض له فيسبوك، في أعقاب كشف فرانسيس هوغن المسؤولة السابقة في فريق النزاهة المدنية بالشركة عن عدد من المخالفات التي اركتبها الموقع الأكبر للتواصل الاجتماعي.

ووجهت لشركة فيسبوك اتهامات بالانحياز ومخالفة المعايير المهنية في أكثر من مرة خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال العام الجاري.

إدارة موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) حذفت صفحة وكالة شهاب الإخبارية الفلسطينية

وتمثلت الانتهاكات في خفض نسبة انتشار ووصول منشورات المواقع والمنصات الفلسطينية، وتعرض صفحات الناشطين للتحذيرات والإغلاق.

ونقلت وكالة الأناضول التركية عن إياد الرفاعي مدير مركز (صدى سوشال) قوله إن استهداف المحتوى الفلسطيني جاء “تزامنا مع منشورات تنتقد اتفاقات التطبيع العربية مع إسرائيل” والتي أعلنت العام الماضي مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

ورصد مركز (صدى سوشيال) ألفًا و100 انتهاكا بحق المحتوى الفلسطيني على مواقع التواصل وعلى رأسها فيسبوك خلال  2020.

يشار إلى أن فيسبوك أغلق صفحات وحسابات العشرات من الصحفيين والناشطين الفلسطينيين، في 2020، بذريعة مخالفة سياسات النشر.

وتمارس شركة فيسبوك انحيازها للاحتلال الإسرائيلي من خلال منع نشر أي كلمات لها علاقة بالمقاومة الفلسطينية.

وفي هذا الشأن، أعلنت وزارة القضاء الإسرائيلية عام 2018 أن إدارة موقع فيسبوك استجابت عام 2017 لما يقرب من 85% من طلبات إسرائيل لإزالة وحظر وتقديم بيانات خاصة بالمحتوى الفلسطيني على موقع التواصل.

المصدر : الجزيرة بودكاست + وكالات