سي إن إن: هذا هو السبب الرئيسي وراء خوف الجمهوريين من انتقاد ترمب

الملياردير الأمريكي يبدو راغبا في الترشح مرة أخرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 (نيويورك تايمز)

لا يزال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب الرجل الأبرز داخل الحزب الجمهوري، وصاحب الكلمة الأقوى و”صانع الملوك” الذي يرجح الكفة، وهو أمر قد يراه البعض غير مفهوم لصاحب الشخصية المثيرة للجدل الذي عرف بتصريحاته وتصرفاته الغريبة.

ورغم أن الأمر لا يزال مبكرا، إلا أن التوقعات تشير إلى أن ترمب سيدخل معركة الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2024 بكل ثقله، وهو الآن يقود الحزب لمصالحه.

ويقول الصحفي الأمريكي المعروف والمعلق في شبكة سي إن إن الأمريكية كريس سيليزا إن سيطرة ترمب على الحزب الجمهوري شبه كاملة، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي مسؤول منتخب على استعداد لانتقاد حتى مزاعمه الأكثر غرابة.

ودلل سيليزا بالبيانات الجديدة الصادرة من مركز بيو، وقال إن 6 من كل 10 (63%) من الجمهوريين والمستقلين ذوي الميول الجمهورية يعتقدون أنه لا ينبغي للحزب أن يقبل أبدا المسؤولين المنتخبين الذين ينتقدون ترمب علانية.

وقال إنه على الجانب الآخر يرى 6 كل 10 من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية أن على مؤيديهم قبول المسؤولين المنتخبين الذين ينتقدون الرئيس جو بايدن.

الأمر اللافت بالنسبة لسيليزا هو أن الولاء المطلق لترمب الذي توقعه غالبية الناخبين الجمهوريين استمر على الرغم من أن الرئيس السابق لم يعد في منصبه.

وقال إنه “على الرغم من افتقاره إلى المنصب السياسي وادعاءاته المكشوفة حول تزوير انتخابات 2020، فإن قبضة ترمب على قاعدة الحزب مشدودة”.

وقال إن الحافز السياسي للجمهوريين لتجاوز ترامب علنًا داخل الحزب يقترب من الصفر، مدللا على ذلك بالإشارة إلى قادة من الحزب الجمهوري ينتقدون ترمب، لكنهم يعرضون حياتهم السياسية للخطر، وربما الإعدام.

وقال إنه “سواء كان جيف فليك (قيادي جمهوري كبير وعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي رافض لترمب) أو جوستين أماش (النائب الأمريكي الذي غادر الحزب الجمهوري بسبب خلافات مع ترمب وصوّت لصالح إقالته)، أو مؤخرًا ليز تشيني (جمهورية في مجلس في مجلس النواب رافضة لترمب)، فإن الخروج عن الخط وانتقاد ترمب ينتهي بشكل سيئ من الناحية السياسية للشخص الذي يرغب في اتخاذ موقف”.

وقال إن الشيء “الذكي” الذي يجب القيام به سياسيًا بالنظر إلى شعور الجمهوريين تجاه ترمب هو إبقاء رأسك منخفضًا عندما تختلف مع أحد التعليقات العديدة غير الحكيمة.

سيلزيا: الحافز السياسي للجمهوريين لتجاوز ترامب علنًا داخل الحزب يقترب من الصفر
سيلزيا: الحافز السياسي للجمهوريين لتجاوز ترامب علنًا داخل الحزب يقترب من الصفر

المتشددون

ويقول موقع بوليتيكو في تقرير سابق أنه إذا كان الجمهوريون في مجلس الشيوخ يبدون اليوم متشددين، فـ”علينا أن ننتظر نتائج الانتخابات النصفية المقبلة لنفهم معنى التشدد”.

وأوضح أن 5 ولايات سيتقاعد أعضاء مجلس الشيوخ فيها، وهي بنسلفانيا وكارولينا الجنوبية وأوهايو وميزوري وألاباما، في وقت تتربع على لائحة المتنافسين فيها أسماء متشددة، بدعم من مؤيدي ترمب.

ولفت الموقع إلى أن 3 آخرين من الشيوخ الجمهوريين المعتدلين، وهم جون تون عن داكوتا الجنوبية وليزا موركوفسكي عن ألاسكا وتشاك غراسلي عن أيوا، لم يعلنوا بعد إعادة ترشحهم للانتخابات النصفية رسميا، ما يفتح الباب لدخول متشددين أكثر لقيادة الحزب.

ويرى العديد من الجمهوريين أن ترمب يعد رصيدا ثمينا لحملة الانتخابات البرلمانية النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والتي يأملون خلالها في استعادة أغلبية الكونغرس.

وكان الخبير الاستراتيجي الجمهوري جون فيهيري قال إن المهم بالنسبة للمرشحين الجمهوريين هو “البقاء في حظوة ترمب وعدم عزل” ناخبيه، مشيرا إلى اعتقاده أن “ترمب سيترشح مرة أخرى وسيفوز بتسمية حزبه”.

ورغم عدم إعلانه الأمر رسميا، فإن الملياردير (74 عاما) يبدو راغبا في الترشح مرة أخرى في نوفمبر 2024.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أمريكية