تُسقى من فاعلي الخير.. الجزيرة مباشر ترصد مأساة إنسانية داخل مدينة عربية (فيديو)
نقلت كاميرا الجزيرة مباشر آلام مدينة لم تعد صالحة للحياة الطبيعية للبشر بسبب حصار جعل من فرص العثور على مياه الشرب ضربًا من الحظ وقصة مأساة انتظار يومية طويلة على المدينة تُسقىَ من فاعلي الخير.
ففي حي السلخانة بمدينة تعز اليمنية المحاصرة، يعيش الأهالي أوضاعًا إنسانية لا تطاق، وينتظرون بالساعات الطوال لقدوم مياه الشرب منذ الصباح الباكر وحتى الواحدة ظهرًا.
ويعاني الأهالي أيضًا من انعدام الخدمات الأساسية نظرًا لاستمرار الحرب وشح الوقود في ظل الحصار الطويل لمدينة تعز بوسط اليمن من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران منذ عام 2015، مما جعل قضيتها منسية وفريسة سهلة لمستغلي الأزمات.
وتزامن الحصار حينها مع معارك كانت محتدمة في أرجاء المدينة التي كانت الجماعة تسيطر على مناطق فيها، قبل أن تحررها القوات الحكومية في أوقات لاحقة.
وفي مارس/آذار 2015، قال ستيفن أوبراين الذي كان يتولى منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية آنذاك إن “القتال المستمر وقتها جعل سكان مدينة تعز في حصار فعلي وبحاجة إلى مياه الشرب والعلاج وغيرهما من المساعدات اللازمة لإنقاذ حياتهم وحمايتهم”.

وفي 18 أغسطس/آب 2016، تمكنت القوات الحكومية من كسر الحصار جزئيًا من الجهة الجنوبية الغربية وسيطرت على الطريق الذي يربط تعز بالمحافظات الجنوبية بما في ذلك العاصمة المؤقتة عدن.
لكن الحوثيين استمروا حتى اليوم في السيطرة على بقية المنافذ وخاصة المنفذ الحيوي الأشد أهمية الواقع من ناحيتها الشرقية ويربط المدينة بمنطقة الحوبان ويصل إلى المحافظات الشمالية بما في ذلك صنعاء أو الجنوبية بما في ذلك عدن.
ومنذ مطلع 2015 شهدت تعز العديد من المظاهرات التي نددت باستمرار الحصار الذي يفرضه الحوثيون على المدينة. ويتهم المتظاهرون باستمرار الحوثيين بخنق المدينة وقتل وإصابة آلاف المدنيين ورفض فك الحصار عنها بينما تواصل الجماعة الصمت بشأن هذا الملف.
يشار إلى أن تعز هي أكبر المحافظات اليمنية سكانًا، ويخضع 60% منها لسيطرة الحكومة -بما في ذلك مركزها- بينما يسيطر الحوثيون على 40% منها لكن الجماعة تحظى بنحو 70% من إيرادات المحافظة كونها تجني ضرائب كثيرة من مصانع مواد غذائية واستهلاكية في منطقة الحوبان.
ويشهد اليمن حربًا منذ نحو 7 سنوات أودت بحياة أكثر من 235 ألف شخص، وبات 80%من السكان -البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة- يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم وفق الأمم المتحدة.