مسلمة تكشف كذب نائب كندي استخدم صورة شقيقتها المتوفاة في حملة ضد لقاح كورونا

مسلمون يحتجون في تورنتو يونيو الماضي (رويترز)

عبّرت شابة كندية مسلمة من مدينة كامبريدج عن غضبها بسبب استخدام صورة شقيقتها المتوفاة ومعلوماتها الشخصية دون إذن من العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي في حملة ضد التطعيم يقودها عضو في برلمان مقاطعة أونتاريو.

وفارقت فارسة نافاب (20 عاما) الحياة في 11 سبتمبر/أيلول الماضي بسبب مرض نادر من أمراض المناعة الذاتية لتفاجأ العائلة بصورتها الثلاثاء الماضي مع 10 أشخاص آخرين في منشور على صفحة النائب البرلماني راندي هيلير.

وأشار المنشور إلى أن “هؤلاء ماتوا بعد تعرضهم لرد فعل سلبي بعد فترة وجيزة من تلقي جرعتهم الأولى أو الثانية من لقاح كوفيد 19″، فيما أكدت (عمارا نافاب) لشبكة (راديو كندا) أنها “أكاذيب” وأن شقيقتها توفيت بسبب اضطراب وراثي.

كذب سياسي

وذهب النائب في منشوره إلى أن “الأشخاص في الصور كانوا يتمتعون بصحة جيدة وقد تعرضوا للأذى بسبب لقاح قيل لهم إنه آمن تمامًا”.

وعلق عدد من مستخدمي مواقع التواصل بأنهم يعرفون بعض الأشخاص في منشور النائب وأن وفاتهم لم تكن مرتبطة بأي لقاح.

ورأت عمارا شقيقة المتوفاة في حديثها للموقع الكندي أن “الأمر لا يتعلق بشخص عادي ينشر افتراضات بل إنه شخص في السلطة يوجه آلاف المتابعين” وزادت “إنه يكذب ويستخدم وفاة أختي كدليل على كذبه.. إنه أمر مثير للاشمئزاز”.

وقالت عمارا إن عائلتها تطالب هيلير بإزالة المنشورات وإصدار اعتذار علني وإن كان ذلك “غير كاف” على حد تعبيرها، موضحة أنه تسبب في الكثير من الضرر للعائلة.

وأضافت لراديو كندا “لا أعتقد أن القانون يسمح بنشر معلومات غير صحيحة عبر الإنترنت ونشر صورتها دون طلب الموافقة بذلك”.

رد النائب

ولم يرد هيلير بشكل مباشر على أسئلة قناة (سي بي سي نيوز) حول المعلومات المستخدمة في منشوراته والتي قيل إنها خاطئة.

وقال في بيان عممه على وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني “إن التزام ومسؤولية كل عضو منتخب ليس مجرد قبول أو تعزيز السياسة العامة، ولكن أيضا تقبل التشكيك والملاحظات التي لا تستند إلى الأدلة”.

وتابع البيان “من مسؤوليتي لفت انتباه الناس إلى البيانات المتاحة للجمهور والتي تشير بقوة إلى أن هذه اللقاحات تسبب إصابات لا يمكن إصلاحها وقد تصل حتى الموت، لدى الأطفال والبالغين في جميع أنحاء أونتاريو”.

ودعا شرطة مقاطعة أونتاريو والمسؤولين عن القانون المحلي للتحقيق في الوفيات.

وكان هيلير صريحًا بشأن معارضته لتدابير الصحة العامة لكوفيد-19 منذ أعلنت منظمة الصحة العالمية في وقت مبكر من عام 2020 عنه، واتُهم في مناسبات عديدة بتحدي قيود الصحة العامة من خلال حضور المسيرات المناهضة للإغلاق أو التجمعات الكبيرة.

السعي للمساءلة

وأفاد موقع (راديو كندا) بأن إجراءات برلمان أونتاريو تخضع بحد كبير لقانون نزاهة أعضائه والذي يحدد العوامل المتعلقة بتضارب المصالح وتلقي الهدايا والتعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويسمح القانون لمفوض النزاهة بالتحقيق في سلوك عضو معين.

وقال إيان ستيدمان الأستاذ المساعد في كلية السياسة العامة والإدارة في جامعة يورك بتورنتو للموقع “في حالة هيلير قد لا يجري اللجوء إلى قانون النزاهة ما لم يكن بموجب اتفاقية أونتاريو البرلمانية، والتي يمكن أن توجه سلوك مسؤول منتخب”.

ووفقًا لجاكوب شيلي الأستاذ في كلية الحقوق بجامعة ويسترن في لندن، فإن الخرق هنا هو استخدام معلومات خاصة وإن الأمر قد يصل إلى استبعاده من طرف الحزب.

وقالت عمارا لراديو كندا إنها وعائلتها يواصلون حزنهم على فقدان شقيقتها “وهو ألم تفاقم بسبب تصرف السياسي”.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أجنبية