قياديان في قوى الحرية والتغيير: الشعب السوداني قال كلمته والقيادات السياسية خذلته (فيديو)

مظاهرات حاشدة في أكثر من مدينة سودانية تحت شعار مليونية 21 أكتوبر (الجزيرة مباشر)

اتفق قياديان سودانيان من قوى الحرية والتغيير وتيار الميثاق الوطني المنشق عنه بخصوص أن حالة الغليان التي يشهدها الشارع السوداني اليوم تقوم على إنجاز مطلب واحد هو تحقيق أهداف الثورة السودانية، لكنهما اختلفا وتباينت مواقفهما بخصوص تشخيص الأزمة التي يشهدها السودان والجهة التي تسببت في حالة انقسام الشارع.

واعتبر الثوم هجو عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية وأحد الموقعين على “تيار الميثاق الوطني لقوى الحرية والتغيير أن المظاهرات الحاشدة التي شهدتها أكثر من مدينة سودانية، اليوم الخميس، تمثل احتجاجا صريحا ضد الأحزاب الأربعة التي تنفرد بالسلطة ضد إرادة الشعب.

في حين، كشف طارق كانديك عضو قيادة حزب البعث السوداني وعضو قيادة إعلان قوى الحرية والتغيير أن مظاهرات اليوم رسالة موجهة للقوى السودانية العسكرية والمدنية بضرورة استكمال هياكل السلطة الانتقالية وإتمام الاستحقاقات الدستورية وتفكيك بنية النظام القديم، نافيا وجود أي مؤامرة لاستئثار جهة سياسية بعينها بالسيطرة على خيارات الشعب.

وقال الثوم هجو خلال مشاركته في برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، الخميس، إن المظاهرات الحاشدة التي شهدتها الكثير من المدن والمحافظات السودانية تمثل المرحلة الثالثة من ثورة الشعب السوداني الذي تمرس في استخدام حقه بالتظاهر مضيفا أن “القياديات الشعبية خدلت الشعب”.

وأضاف هجو أن 90 % من المتظاهرين ضد حكومة رئيس الوزارء عبد الله حمدوك وأن خيارات ومستقبل الشعب السوداني محتجز بين أيدي أربع تيارات سياسية في البلاد.

واعتبر هجو أن المكون المدني والعسكري في السودان ضحايا العراقيل التي أحدثتها مجموعة الأحزاب الأربعة التي تريد السيطرة على السودان ولا تريد التعامل مع باقي مكونات الشعب السوداني وترفض التعامل مع المجتمع الدولي والبنك الدولي.

وشجب الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون في مدينة أم درمان (غرب العاصمة الخرطوم)، مشيرًا إلى أن “أنصار قوى الحرية والتغيير مجموعة الميثاق الوطني شرعوا في اعتصامهم أمام البرلمان منذ الساعة الثالثة فجرا”، مضيفًا أن 41 وكيل نيابة يتابعون الوضع الأمني بالعاصمة الخرطوم وباقي المدن السودانية.

وأكد أن تسليم السلطة للقيادة المدنية أمر محسوم فيه بمنطوق الوثيقة الدستورية، وأن القوى السياسية في السودان عامة هي من لها صلاحيات تغيير أو تعديل هذه الوثيقة.

وسقط مصابون في الاحتجاجات التي شهدتها السودان، الخميس، للمطالبة بـ”حماية الثورة واستكمال مهامها وتحقيق مطالبها”.

وأعلن التلفزيون السوداني إصابة عدد من المتظاهرين جراء إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين أمام البرلمان.

وقال مراسل الجزيرة مباشر إن عدد من المصابين “سقطوا خلال محاولات الشرطة السودانية فض تجمعات أمام مقر البرلمان في مدينة أم درمان”.

وأضاف أن المتظاهرين أحرقوا عربة تابعة لقوات مكافحة الشغب أمام مقر البرلمان.

من جهته، أعرب طارق كانديك أن الحشود الموجودة في الشارع لديها مطالب محددة تتمثل في مدنية الدولة السودانية واستكمال كل الاستحقاقات الدستورية وتنصيب هياكل السلطة الانتقالية.

وشدد خلال مشاركته في المسائية على قناة الجزيرة مباشر، الخميس، على “أن الشعب السوداني قال كلمته وأنه خرج اليوم دون أن يشتريه أو يدفع له أحد”.

وقال “يجب وقف الأكاذيب التي يروج لها البعض بأن هناك أربعة احزاب تحتكر السلطة وتصادر حريات الشعب ومطالب”.

واعتبر كانديك أن جميع الأحزاب المشكلة لقوى الحرية والتغيير تعمل كتكتل سياسي واحد يجمع الهيئات السياسية التي وقعت عليه.

وهناك حالة من التوتر والتصعيد المتبادل بين المكونين العسكري والمدني في السلطة الانتقالية منذ شهر، وذلك بسبب اتهام قيادات عسكرية للقوى السياسية بأنها تبحث عن مصالحها الشخصية فقط ومسؤولة عن الانقلابات بالبلاد، وذلك على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.

ويعيش السودان منذ 21 أغسطس/آب 2019 فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024.

ويتقاسم السلطة خلال هذه الفترة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.

المصدر : الجزيرة مباشر