مصر.. حقيقة فيديو “إطلاق سراح” الداعية محمود شعبان (فيديو)

الشيخ محمود شعبان (تواصل اجتماعي)

كشفت وحدة التحقق في الجزيرة مباشر أن مقطع الفيديو المتداول للشيخ محمود شعبان يتحدث فيه عن فرحته بالخروج من السجن يعود إلى عام 2016 عندما أفرج عنه آنذاك، في حين لايزال قيد الاعتقال ولم يفرج عنه بل صدر قرار جديد بحبسه على ذمة قضية جديدة عقب القرار بإخلاء سبيله قبل أيام.

وتداولت حسابات مصرية على موقع تويتر مقطع الفيديو المضلل الذي حقق أكثر من مليون مشاهدة ونشر هذا الأسبوع تحت عنوان الإفراج عن الشيخ محمود شعبان.

وعبّرت أسرة الدكتور محمود شعبان في بيان عبر صفحته على فيسبوك عن شعورها بـ”الإحباط والحزن الشديدين بعد سماعها خبر دخوله في قضية جديدة وهو بريء تماما من جميع الاتهامات التي وجهت له”.

وتابع البيان “بعد أن دخلت الفرحة علي قلوبنا بعد قرار نيابة أمن الدولة بإخلاء سبيله في القضية 771 لسنة 2019 وبعد أن كنا  ننتظره خارج قسم شرطة الزيتون ليعود معنا للبيت فوجئنا بسيارة الترحيلات تعود به مرة أخرى إلى نيابة أمن الدولة للتحقيق معه في قضية جديدة”.

وأفادت أسرة المعتقل أن التهمة الجديدة هي “نشر الفكر التكفيري أثناء التريض داخل السجن” قائلة إنه “اتهام باطل وليس للشيخ أي علاقة به بالمرة وجميع من يعرفه من أصدقاءه أو تلاميذ أو طلبته في الجامعة أو متابعينه يعلمون جيدا أنه بعيد كل البعد عن أي فكر تكفيري”.

وفندت أسرة الشيخ محمود شعبان ادعاء السلطات المصرية بالتوضيح أن الشيخ “مصاب بانزلاق غضروفي ولا يخرج لممارسة الرياضة في باحة السجن كما أنه من أكثر  المحاربين للفكر التكفيري داخل السجن وهو نفسه يتعرض للتكفير من أصحاب هذا الفكر”.

وأنكر الشيخ وفق أسرته هذا الاتهام وطلب في محضر التحقيق سماع شهادة عدد من الشيوخ على رأسهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والدكتور محمد أبو موسى كبير هيئة علماء الأزهر.

تفاعل واسع

تفاعل عدد من الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع قضية الشيخ محمود شعبان عبر وسم باسمه وقال أحمد عبدالله إنها “سياسة تدوير القضايا لحرمان المعتقلين من الإفراج في ظل استراتيجية حقوق الإنسان في أم الدنيا”.

وقال الناشط السياسي والحقوقي عمرو عبدالهادي إن خروج الشيخ محمود شعبان كان مجرد بالون اختبار ولم تمض 24 ساعة حتى عاد للمعتقل مرة أخرى، معتقدا أن من نشروا فيديوهات قديمة له ساهموا في إعادة اعتقاله “لأن الضابط أبو 50 % مبيعرفش يفرق بين القديم والحديث لكن القمع أسهل ما يملك”.

وأشارت أسرة المعتقل أنه لم يعد إلى منزله وأن نفس سيارة أمن الدولة التي أوصلته إلى باب مركز الشرطة حيث كانت أسرته بنظارة أعادت أخذه مرة أخرى.

وأوضح الدكتور محمد الصغير عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنه في حين استبشر البعض بإفراج النيابة عن الدكتور محمود شعبان استمرت الجهات الأمنية استمرت في احتجازه ثم وضعت اسمه في قضية أخرى وأعادت حبسه من جديد.

واعتبر المغرد شكري الدليمي أن الشيخ محمود شعبان “يعاني من سجون العسكر بدون جرم فقط لأنه لا ينافق العسكر بخطبه في الجمعة”.

ورأى أحد الناشطين أن التهمة الجديدة التي وجهت للشيخ محمود شعبان “تلفيق”.

وقال آخر إن النظام المصري يزج بكل من “يفهم” في السجن.

تجديد القضايا

وفي 27 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت النيابة العامة المصرية عن إخلاء سبيل 4 سلفيين بارزين بينهم معارضون، على ذمة تحقيقات في قضيتين مرتبطتين بالتحريض على العنف.

وقالت صحيفة أخبار اليوم (حكومية) إن جهات التحقيق المختصة قررت إخلاء سبيل الداعية السلفي الشيخ محمود شعبان.

وأضافت أن القرار جاء لكونه محبوسًا منذ عام 2019 على قضية متهم فيها بالتحريض على العنف والانضمام لجماعة أنشئت على خلاف أحكام القانون، وصدر قرار بإخلاء سبيله على ذمتها، في إشارة لإتمامه المدة الأقصى للحبس الاحتياطي التي تبلغ عامين.

وكان ناشطون قد أشاروا إلى أن النيابة أعلنت الإفراج عن الشيخ محمود شعبان ومن معه بسبب وصول الحد الأقصى لتجديد مدة السجن الاحتياطي وتوقعوا أن النظام يوجه لهم تهما جديدة.

وليست المرة الأولى التي يخلى فيها سبيل شعبان بعد قضائه فترة في الحبس الاحتياطي، ففي صيف عام 2016 أخلت محكمة جنايات جنوب القاهرة سبيله و13 آخرين من أعضاء الجبهة السلفية في اتهامهم بالتحريض على التظاهر أواخر عام 2014 والانضمام لجماعة مخالفة للقانون.

المصدر : الجزيرة مباشر