حشود متبادلة في السودان.. وتحذير من “حرب شوارع سياسية وعسكرية” (فيديو)
يمر السودان حاليا بأزمة سياسية تعتبر الأكبر منذ تسلم إدارة مكونة من عسكريين ومدنيين زمام الأمور في البلاد، بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير.
وتصاعد توتر بين المكونين العسكري والمدني في السلطة الانتقالية بالبلاد، بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، حملتها فيه مسؤوليات الإخفاق في البلاد.
يأتي ذلك وسط تصاعد أزمة سياسية في السودان واعتصام بدأ يوم السبت بالخرطوم لمجموعة تدعو لإسقاط الحكومة الحالية، وسط دعوات لقوى الحرية والتغيير، لمسيرات يوم الخميس تدعو لنقل رئاسة المجلس الانتقالي للمدنيين.
"حزب الأمة هو الوحيد الذي يجب ألا يتحدث عن الثورة ولا عن التغيير".. الخبير القانوني محمد عبدالله ولد أبوك ينفعل على الهواء #السودان pic.twitter.com/2ox072HQg0
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 18, 2021
وفي مقابلة مع المسائية على شاشة الجزيرة مباشر، قال الخبير القانوني (محمد عبدالله ولد أبوك) إن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك هو سبب الأزمة، مشيرا إلى أنه قدم مبادرة وكوّن لجنة، لم تفعل أي شيء.
وقال إن حمدوك لا يعترف حتى بوجود أزمة مشيرا إلى أن الجماهير الآن على بوابة القصر الجمهوري وعلى أعتاب مكتب حمدوك “وهو يعيش في عالم خيالي مثالي بعيدا عن أهل السودان”، على حد وصفه.
وجزم بأن سقوط الحكومة أصبح مسألة قريبة جدا، إذا لم يلحق حمدوك هذه الأوضاع ويضع حلا لهذه الأزمة بحل حكومته لأن الأزمة كبيرة بحسب ما ذكر وتحتاج إرادة قوية.
"خلية الأزمة" .. هل هي الفرصة الأخيرة أمام الفرقاء في #السودان؟ pic.twitter.com/8iZWnhrHGl
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 18, 2021
هجوم على حزب الأمة
وشنّ (ولد أبوك) هجوما شديدا على حزب الأمة القومي الذي كان يتزعمه الراحل الصادق المهدي، وقال إنه لم يشارك أصلا في الانتفاضة وإنه لا يحق له التحدث باسم الثورة.
وقال منفعلا “إن حزب هو الوحيد الذي يجب ألا يتحدث عن الثورة ولا عن التغيير” وهو أصلا لم يشارك بها.
واتهم حزب الأمة القومي بأنه ترك المعتصمين أمام القيادة العامة للقوات المسلحة ليلقوا حتفهم كما قال، وأضاف أن تلك الأحزاب تتاجر بدماء الشعب.
وجاء الهجوم ردا على تعليق حول بيان لحزب الأمة ذكر فيه أن المطالبين بإسقاط الحكومة هم “مجموعة من قاصري النظر وفاقدي البصيرة ارتموا في أحضان العسكر وأصحاب المصالح”.
المكون العسكري والمدني.. من المسؤول عن إشعال الأزمة السياسية؟#السودان pic.twitter.com/yC8VUxcweP
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 18, 2021
تحذير من الأسوأ
من ناحية أخرى قال الصحفي والمحلل السوداني ضياء الدين بلال، إن الصراع الحالي قائم على المصالح والمكاسب ولا علاقة له بمدنية الدولة أو استردادها كما تقول الأطراف.
وأكد أن الصراع الحالي بسبب تجاوز الوثيقة الدستورية التي دعت إلى تكوين حكومة كفاءات مستقلة، مشيرا إلى أن ذلك أدى لتفاقم المشكلة وتعقيدها بسبب الصراع على المناصب.
الكاتب الصحفي ضياء الدين بلال: هناك حرب شوارع سياسية في #السودان ويمكن أن تتحول إلى حرب شوارع عسكرية بسبب واحد pic.twitter.com/ULqnzduuAe
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 18, 2021
وحذر من أن هناك حربا سماها “حرب شوارع سياسية” يمكن أن تتحول إلى حرب شوارع عسكرية في لحظة من اللحظات بسبب شدة الاستقطاب، داعيا إلى قيام حكومة كفاءات وطنية في أول طريق لحل المشكلة.
هل يتراجع حزب البعث العربي الاشتراكي عن دعوات التظاهر ويشارك في "خلية الأزمة" التي دعا إليها #حمدوك؟#السودان pic.twitter.com/DeJ8ajfyzT
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 18, 2021
دعوات لمسيرة تأييد
يأتي ذلك كله وسط دعوات لمظاهرات يوم الخميس لدعم نقل السلطة للمدنيين، تزامنا مع اعتصام مفتوح بالخرطوم، يدعو أنصاره لحل الحكومة، وهو خيار يؤيده المكون العسكري وقوى سياسية بالبلاد.
ودعا تحالف الإجماع الوطني، أحد قوى الائتلاف الحاكم في السودان، الإثنين، إلى مظاهرات لنقل السلطة للمدنيين، فيما دعا مستشار حكومي، إلى “بناء جيش موحد”.
وذكر التحالف بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن “الجماهير ستخرج في 21 أكتوبر (الخميس) لتؤكد على حماية الانتقال الديمقراطي وضرورة نقل السلطة للمدنيين”.