وسط تراجع أداء الرئيس ماكرون.. مخاوف من صعود اليمين المتطرف لسدة الحكم بقيادة “ترمب الفرنسي”

إيريك زمور
ملصق دعائي للمرشح اليميني إيريك زمور (رويترز)

قالت صحيفة (الغارديان) البريطانية إن قيادات أحزاب اليمين واليمين المتطرف في فرنسا تجد نفسها في صدارة المشهد قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية.

وأضافت الصحيفة أن هناك مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية التقليدية التي ورثثت قيادة الحزب عن أبيها جان ماري لوبان الذي بنى حزبه على محاربة المهاجرين والإسلام والترويح لفرنسا القوية من الداخل والتقليل من أهمية الوحدة الأوربية.

ومن جهة أخرى هناك إيريك زمور، الكاتب والمحل التلفزيوني الذي ينحدر من أصول جزائرية، والذي بنى حملته الرئاسية منذ أسابيع على ثلاث أفكار مركزية هي: الهجرة والهوية والإسلام وحظر الأسماء “غير الفرنسية” مثل محمد.

وبالمقابل يوجد هناك إيمانويل ماكرون، الرئيس “اليمين الوسطي” المعلن من جانب واحد، والذي يقترب من نهاية ولاية مدتها خمس سنوات تميزت بتفشي وباء كورونا المستجد ويحتاج إلى جذب ناخبي اليمين واليسارللبقاء في السلطة.

ورأت الصحيفة أنه في الوقت الذي يهيمن فيه زمور، الذي يلقب بـ”ترامب الفرنسي”، على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، تشير استطلاعات الرأي إلى أن الجولة الثانية من الانتخابات لن تخرج عن هذه الاسماء الثلاثة (ماكرون وزمور ولوبان).

وتضيف أن الانتكاسات التي شهدتها فرنسا  خلال السنتين الماضيتين والمتعلقة بأداء الرئيس ماكرون تجاه انتشار فيروس كورونا والانتقادات التي طالته حيال ملفات مثل الجزائر تقلل من أمكانية فوزه مما يترك المجال مفتوحا لأحزاب اليمين المتطرف.

ويوجد حاليًا 40 مرشحًا من كل الأطياف السياسية في السباق الرئاسي. وعلى الرغم من أن الجميع لن يظلوا صامدين بحلول أبريل/نيسان القادم، لكن الحملة التمهيدية في الأسابيع القليلة الماضية كانت تدور حول قضايا اليمين المتطرف بشكل حصري تقريبًا.

وتركزت النقاشات على تصريحات زمور الاستفزازية الشبيهة بترامب بأن الإسلام والهجرة يدمران فرنسا، ودفاعه عن نظام (فيشي) المتعاون مع النازيين، والهجمات المتفرقة على الحركات والتنظيمات النسوية والمثليين والسود والعرب، مما أثار تساؤلات بشأن “هل هوية فرنسا مهددة؟ وماذا يعني أن تكون فرنسيًا؟ “.

وشددت الصحيفة على أن تركيز زمور على هذه الملفات الشائكة دفعت بمرشحة الحزب الاشتراكي آن هيدالغو إلى وصف حملته  بأنها “مقززة”.

واعتبر رومان هيريروس، المراسل السياسي في موقع هافينغتون بوست، أن هدف زمور من تصريحاته الإعلامية  “المستفزة”هو القضاء على خصميه لوبان وماكرون من خلال تقديم نفسه على أنه “رجل العناية الإلهي” الأسطوري الذي يربط بين أقصى اليمين والوسط. أو أنه “رجل الإطفاء الكلاسيكي المهووس بإشعال الحرائق من أجل إخمادها بشكل بطولي”.

وقال هيريروس إن “هوس” زمور بالقضايا الساخنة الثلاثة المتمثلة في الهجرة والهوية والإسلام قد يكون هو سبب هزيمته في النهاية.

وأوضح أن “الفرنسيين يشعرون بالقلق بشأن الهجرة ويعتقدون أن نهج (فرنسا أولاً) جيد، لكن استطلاعات الرأي تظهر أن قلقهم الرئيسي ينصب على المزيد من القضايا اليومية مثل قوتهم الشرائية وأوضاعهم الصحية”.

وكانت الحكومة الفرنسية قد أعلنت عن  تاريخ الدورتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث حددت الدورة الأولى من الانتخابات أالرئاسية في 10 أبريل/نيسان المقبل على أن تنظم الدورة الثانية في 24 من الشهر نفسه. في حين تجرى الانتخابات التشريعية في 12 و19 يونيو/حزيران من العام القادم.

المصدر : الجزيرة مباشر + الغارديان البريطانية + صحيفة لوموند الفرنسية