إليك أهمية الرياضة لمن يشعرون بآلام أسفل الظهر

لعب كرة السلة
أدلة متزايدة تشير إلى أن النشاط الرياضي يؤدي إلى تغييرات مفيدة في وظائف الجهاز العصبي بما في ذلك الدماغ (غيتي)

بعد عدة أشهر من الإغلاق بسبب تفشي كورونا، يعاني كثيرون من آلام في الظهر لعدة أسباب، مثل زيادة التوتر أثناء الوباء، وقلة الحركة والجلوس في وضع واحد لوقت طويل.

وبينما يعتقد البعض بوجوب إراحة ظهره، فإن النشاط يساعد في تخفيف الألم ويحمي من الإصابة مستقبلا، لأن العمود الفقري مصمم للحركة والانحناء والرفع، مما يحافظ على قوة ونضارة العظام والأنسجة الرخوة.

وتساعد التمارين المنتظمة في تحسين القوة والتحمل والمرونة واستعادتها، كما تساعد على التعافي من نوبة آلام أسفل الظهر الحادة. وهذا هو السبب في أن الحفاظ على النشاط البدني هو أفضل الطرق الموصى بها للتحكم في آلام أسفل الظهر.

لماذا النشاط البدني فعال؟

رغم أن النشاط البدني موصى به على نطاق واسع لمن يعانون من الألم، لا يزال الباحثون يدرسون كيفية عمله والجرعة الأفضل لتخفيف الآلام.

وركزت النظرة التقليدية على تأثير التمرين على الهياكل المحيطة بالعمود الفقري وزيادة قوة العضلات في العمود الفقري والبطن، إلا أنها لا تشرح بشكل كامل لماذا تخفف التمارين من آلام الظهر؟

وهناك أدلة متزايدة تشير إلى أن التمارين تؤدي إلى تغييرات مفيدة في وظائف الجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ.

بشكل أساسي، تؤثر التمارين الرياضية على شعورنا بالألم، من خلال تقليل حساسيتنا للمنبهات التي قد تكون ضارة، في ظاهرة تُعرف بنقص التألم الناتج عن ممارسة الرياضة.

وفي أبحاث أجريت على بالغين لا يعانون من الألم، يمكن أن تؤدي نوبة واحدة من التمارين الهوائية عالية الكثافة، مثل ركوب الدراجات أو الجري لمدة 15 دقيقة، إلى تخفيف الآلام  لمدة 30 دقيقة.

وهناك آلية رئيسية أخرى يُعتقد أنها مشاركة في نقص التألم الناتج عن التمرين، وتتضمن تكوين روابط جديدة ومفيدة داخل الجهاز العصبي، في عملية تسمى المرونة العصبية.

وتعمل هذه التغييرات الهيكلية في الجهاز العصبي على نطاقات زمنية أبطأ من التغييرات الكيميائية التي تحدث نتيجة نقص التألم الناتج عن التمرين، ولكن يُعتقد أنها تؤدي إلى انخفاض الألم المرتبط بالحركة بمرور الوقت.

قم بأشياء تستمتع بها ومن المرجح أن تلتزم بها
قم بأشياء تستمتع بها ومن المرجح أن تلتزم بها

وبينما يستمر البحث عن الآليات الدقيقة التي تدعم نقص الألم الناجم عن التمرين، فإن الخبر السار هو أن التمرين يساعد على تخفيف الألم.

تحرك

ولحسن الحظ، لا يوجد نوع محدد من التمارين أو الأنشطة اللازمة للتخفيف من آلام أسفل الظهر. يمكن أن يكون الجمع بين النشاط البدني (المقدار التراكمي للحركة التي نحصل عليها يوميًا) والتمارين الرياضية مفيدًا.

لكن هذا لا يعني البدء فقط في الجري أو رفع الأثقال، فمن تصميم النشاط وفقا لقدرات الجسم وزيادة شدتها تدريجيًا لتجنب الإصابة. والأهم من ذلك أن تكون الأنشطة جذابة للشخصومن المرجح أن يلتزم بها.

هناك أيضًا طرق بسيطة يمكن من خلالها التحرك يوميًا عبر مجموعات قصيرة من النشاط طوال اليوم، مثل الصعود والنزول على الدرج عدة مرات كل ساعتين.

ونادرًا ما يحدث ألم الظهر بسبب شيء خطير. وعادةً ما تكون نتيجة الالتواءات أو السلالات البسيطة وستستقر في غضون أسابيع قليلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية