تونس.. الجدل حول الحكومة الجديدة يسود مواقع التواصل

حكومة نجلاء بودن في تونس (الرئاسة التونسية)

تباينت الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تشكيل الحكومة التونسية الجديدة التي أدت اليمين أمام الرئيس قيس سعيد، أمس الإثنين، إذ اعتبرها معارضوه بأنها “غير شرعية” واستمرار لـ”الانقلاب” في البلاد على المؤسسات المنتخبة.

ورأها مؤيدوه بأنها “تصحيح للمسار” والذي بدأته “التدابير الاستثنائية” التي أعلنها الرئيس التونسي قبل أكثر من شهرين ومنح نفسه من خلالها جميع السلطات في البلاد بما في ذلك الحكم بمراسيم وتعديل الدستور والقوانين.

غير شرعية

عبّر عدد من الشخصيات السياسية والمدونين التونسيين عن رفضهم للحكومة الجديدة التي عينها الرئيس قيس سعيّد أمس الإثنين، برئاسة رئيسة الوزراء نجلاء بودن وقد ضمت الحكومة الجديدة 24 عضوا من المستقلين بينهم 10 نساء.

وأدى أعضاء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية في قصر قرطاج في مراسم أذيعت على الهواء مباشرة فيما نشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية التونسية على موقع فيسبوك بيانا جاء فيه “رئيس الجمهورية يصدر أمر تسمية رئيس الحكومة وأعضائها”.

وقال رئيس الكتلة الديمقراطية بمجلس نواب الشعب المجمدة أعماله نعمان العش، إن “حكومة نجلاء بودن لا شرعية لها باعتبار مسار تشكيلها وباعتبار غياب أي لا سند برلماني لها”، واعتبر نعمان العش في تصريح لإذاعة (اكسبريس اف ام) المحلية أن حكومة نجلاء بودن لا شعبية لها حتى في الشارع التونسي المنقسم بين مؤيد ورافض لإجراءات رئيس الجمهورية.

وبدوره اعتبر جوهر بن مبارك أبرز الشخصيات الناشطة في حملة “مواطنون ضد الانقلاب” حكومة نجلاء بودن “هيئة انقلابية غير شرعية”، وقال في تدوينة على فيسبوك “سنواجهها بما نواجه به الانقلاب وسيكون مصيرها كمصيره”.

 

وأوضح الأكاديمي والباحث التونسي محمد هنيد في تغريدة عبر تويتر أن “الحكومة التي تم الإعلان عنها  هي حكومة لا دستورية وغير شرعية لأنها قامت على انقلاب على الدستور”، وزاد “الحكومة غير شرعية لأنها لم تؤد اليمين أمام البرلمان وهذا يُسقطها آليًا دستوريا وقانونيا”.

وقال حساب “تونس استراتيجي” عبر موقع تويتر إن “أبرز وزراء الحكومة الجديدة توفيق شرف الدين العائد لوزارة الداخلية بعد أن أقاله من قبل هشام المشيشي، لتمرده عليه” ونقل الحساب عن مراقبين توقعاتهم بأن “يكون شرف الدين مدير حملة قيس سعيد الانتخابية عام 2019 هو رئيس الحكومة الفعلي بحكم أنه يحظى بثقة الرئيس”.

 

رفض واسع

الناشطة زواري اعتبرت أن “لا شرعية للحكومة دون المرور بالبرلمان وأنها حكومة غير شرعية لرئيس فقد شرعيته بالانقلاب على الدستور ما بني على باطل فهو باطل”.

 

وقال منتصر مستغربا “يقسمون على احترام الدستور” قبل أن يضيف “حكومة غير شرعية ستتحمل ثمن الفشل ثم سيغيرها بحكومات أخرى لتبرير فشله ومواصلة تدميره البلاد والعباد”.

 

الناشط بلقاسم التليلي قال إن “أي حكومة لا تأخذ 109 من أصوات نواب الشعب هي حكومة باطلة وغير شرعية” وشدد “سنقاومها تماما مثل الانقلاب”.

ورأى دالي رحماني أن تشكيل حكومة في تونس ليس حدثا قائلا “لا وحكومة خلافا للصيغ الدستورية” وأضاف أن “الحكومة نتيجة انقلاب وهي غير شرعية” معتبرا أن تسميتها الأصح “حكومة الانقلاب” وأنه وجبت مقاطعتها وعدم التعامل معها.

وعبّر حساب آخر عن رفضه للحكومة برسم كاريكاتوري نشره عبر تويتر يفيد بأن دراجة تونس التي تقودها نجلاء بودن تسير بدون عجل في حين يمسك به قيس سعيد.

وقال بشير يوسفي إنها “حكومة مؤقتة دون برنامج ولا تعبّر عن الإرادة الشعبية ومؤسسة على أمر انقلابي”.

ونشر حساب “أنباء الخضراء” صورة لسعيد وهو يوقع على قرار تعيين الوزراء الجدد وعلق الحساب “حكومة غير شرعية”.

وثمنت الناشطة سعاد حمدي أن تتضمن الحكومة أسماء وزيرات لكنها تأسفت لكون ذلك حدث في حكومة غير شرعية.

ترحيب حذر

وقال سامي الطاهري، الأمين العام المساعد للاتحاد العام للشغل (أكبر نقابة عمالية)، عبر صفحته على فيسبوك: “وقد تشكلت الحكومة وهو مطلبنا، ننتظر الأولويات والخطط والعمل والتعهدات.. ونرجو التوفيق لخير تونس وشعبها وسيادتها”.

كما أعرب زميله في المكتب التنفيذي للاتحاد، سمير الشفي، في تصريح لراديو “شمس أف أم” (خاص)، عن “ارتياح المنظمة الشغلية لإعلان رئيسة الحكومة نجلاء بودن عن تشكيل فريقها الحكومي”.

وأضاف أن “الاتحاد ينتظر أن تمر الحكومة من المصافحة الأولية للملفات إلى الشروع الفعلي في الإنجاز خاصة في هذا الوقت الصعب جدا الذي تعيشه تونس”.

واستحسن الاتحاد الوطني للمرأة اختيار سيدة لرئاسة الحكومة، معبرا عن “ارتياحه للاستجابة إلى مطلبه في تمكين النساء من وزارات سيادية”.

واستدرك الاتحاد، في بيان، أن “حضور النساء في تركيبة الحكومة لم يرتق إلى التناصف المنشود والمنصوص عليه بالدستور التونسي ولا يجسّد المواطنة الحقيقية للنساء اللاتي ساهمن في إنقاذ البلاد في كل المراحل الدقيقة واثبتن كفاءتهن في كل المجالات وجدارتهن في كل الميادين”.

واعتبر محسن النابتي، المتحدث باسم التيار الشعبي، في تصريح صحفي، أن “تشكيل الحكومة هو استحقاق من استحقاقات الحركة التصحيحية ليوم 25 جويلية (يوليو)” ورأى أن “التركيبة الحكومية تتميز بالكفاءة والتوازن”.

وأردف أن “تحقيق الحكومة الجديدة للأولويات الاقتصادية المستعجلة سيساعد على الاصلاحات السياسية وفي تقدم المحاسبة في مناخ اجتماعي سليم”.

وقال حساب على تويتر “تحياتي واحترامي إلى الرئيس المقدام قيس سعيد على هذه المواقف البطوليه إن كان لجهة ملاحقة الفساد والفاسدين من جهة وإعطاء  المرأة التونسيه بعضاً من حقوقها”.

 

ولفت حساب آخر إلى أنها “أوّل مرّة من 2011 يقع تشكيل حكومة برئاسة امرأة السيدة المحترمة نجلاء بودن وفريق وزاري  من أبناء المدرسة التونسية.. كفاءات تونسية في مجالها تُرفع لها القبعة”.

 

واعتبر أحمد رامي أن “تونس ستسترجع لونها الأخضر من خلال الحكومة المتميزة”.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر